أحمد بيتر كرويش مخرج مسرحي ألماني اعتنق الإسلام وزار مصر عشرات المرات وأحب حياة العرب وعثر بالصدفة على مسرحية (على جناح التبريزي وتابعه قفة) للراحل الفريد فرج، وهي نسخة مترجمة إلى الألمانية، فقرأها عشرات المرات وكل مرة كان يزداد إعجاباً بالمسرحية وحكايتها الطريفة وشخوصها: التبريزي وقفة. يقول أحمد بيتر، وهذا اسمه بعد إسلامه، إن فرقة «مايباخ» الألمانية طلبت منه إخراج مسرحية موليير (دون جوان)، إلا أنه اعتذر عن موليير وأقنعهم بالتبريزي وقفة، وحكى لهم المسرحية التي فقد أصولها واضطر بعد ذلك للتفتيش عنها في بيته ومكتبه ثم في المكتبات العامة، إلى أن عثر عليها، وقبل أن يبدأ إخراجها قرأ «ألف ليلة وليلة». ثم بدأ في إخراجها للألمان ودعا كاتب النص المسرحي «ألف ليلة وليلة» ألفريد فرج، لحضور العرض الذي كان مبهراً، ذلك بشهادة فرج نفسه. بعد العرض المبهر دعا التلفزيون الألماني المخرج ومعه ألفريد فرج إلى ندوة على الهواء مباشرة، وقال أحمد بيتر فيها (مسرحيتنا دراسة للأمل، وحكمتها الشرقية العربية البليغة هي أن الإنسان قد يفقد المال والأصدقاء ويحتمل ذلك، إلا أنه يرفض ولا يحتمل فقدان الأمل). أما ألفريد في رده على سؤال عن معنى القافلة الواردة في المسرحية، فقال لهم (إن القافلة تعني السلام، حرية الإنسان، هي الطعام، والكرامة، إذا كنت تؤمن بالغد، فأنت تعرف أن القافلة في الطريق وستصل إليك بلا شك). أما أحمد بيتر كرويش فأضاف: (أريد أن أقول للمتفرجين ها أنتم تتأملون وأنتم تضحكون، بمعنى أنكم تضحكون وأنتم تتأملون، فهل رأيتم كيف يمكن أن يكون المسرح مفكراً وممتعاً في آن واحد؟). هذا هو دور المسرح الحقيقي. فهو ليس مكاناً للتسلية كما يشيع عنه بما يعرف المسرح التجاري، إنما مكان للتفكير والمتعة في آن معاً.