حوار- أحمد سليم: عمل بطولي قام به راشد المهندي متسابق الراليات الشاب في رالي قطر الصحراوي "كروس كانتري" الجولة الرابعة من كأس العالم للراليات الصحراوية والثانية للدراجات النارية، الذي اختتم مؤخراً على حلبة الوسيل الدولية وتوج بلقبها بطلنا العالمي ناصر بن صالح العطية، حيث قام بطلنا الشاب بإنقاذ السائق الإماراتي راشد الكتبي وعبدالله الكتبي مساعده عندما انقلبت به السيارة خلال السباق المحلي رالي قطر للباها. انقلبت به السيارة وانحشر في السيارة ولم يتمكن الإسعاف من الوصول له وتمكن من إسعاف المتسابق الإماراتي وهو ما نال الإشادة والثناء من جميع زملائه، وقام رئيس الاتحاد القطري للسيارات والدراجات النارية بتكريمه في حفل توزيع الجوائز وسط حضور أبطال العالم في الراليات الذين شهدوا تكريم البطل القطري، وسط تصفيق حار من جميع المتواجدين في حلبة الوسيل. الراية الرياضية حرصت على كشف المغامرة التي قام بها متسابق العنابي في هذا الحوار وذلك في السطور التالية:- > بداية حدثنا عن الحادث الذي تعرض له السائق الإماراتي ؟ ـ بدأت المرحلة الثانية من البطولة المحلية خلف السائق الإماراتي عبدالله الكتبي وملاحه راشد الكتبي، وخلال السباقات انقلبت أمامي سيارة راشد، فتوقفت سريعاً عن إكمال السباق وتحركت مع ملاحي علي حسن من أجل إنقاذهم خاصة وأن الطقس كان حاراً للغاية بالإضافة إلى وجود رياح شديدة وأتربة وغبار، وهو ما يجعل الإسعاف يتأخر للوصول لهذا المكان. وحاولت إنقاذ المتسابق الإماراتي لأن حالته كانت صعبة كما أن السياراة كانت "تنقط" بترول وكانت "شغالة" وبالتالي كان هناك خطورة من انفجار السياراة في أي وقت نظراً لشدة الحراراة، كما كان هناك خطورة من أن يتعرض شقيقي الإماراتي لـ "التكهرب"، وبالتالي كل هذه العوامل كانت تدور في رأسي وفكرت سريعاً في إخراج السائق وإبعاده عن السيارة حتى تصل سيارات الإسعاف، وبالفعل تمكنا من ذلك الحمد لله وأنقذنا الطاقم الإماراتي بفضل الله وتوفيقه. > لماذا لم تفكر في البطولة والسباق بالرغم أن هذه الأمور ليست من اختصاصك خاصة أن هناك إسعاف وطائرة هليكوبتر متواجدة لهذه الأمور؟ ـ حالة الطقس كانت صعبة وكان يجب أن أقوم بواجبي وبالفعل كما توقعت الإسعاف تأخر والطائرة "الهليكوبتر" تأخرت لأن الحادث كان في مكان بعيد وكان يصعب وصفه، كما أنها عندما وصلت وجدت صعوبة في الهبوط لشدة الرياح والأتربة، وبالتالي استغرق هذا الكثير من الوقت وخشيت على أخوتي وأشقائي الخليجيين من حدوث أي أمر لا يحمد عقباه وبالتالي بدون شعور اندفعت نحو سياراتهم من أجل القيام بدوري خاصة أن هذه رياضة وأهم أهدافها الحفاظ على أرواح المتسابقين. انفجار السيارة > هل فكرت في البطولة والسباق خاصة أن هذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها وتريد إثبات نفسك ؟ ـ هم ضيوف عندنا وأخوان خليجيين والواجب حتم عليَّ مساعدتهم لأنني رأيت السيارة تنقلب أمامي، وفضلت أن تكون بطولتي هي إنقاذ زملائي ولم أفكر نهائياً في استكمال السباق أو المنافسة أو أي بطولة خاصة أن البطولات تأتي وتروح والمهم أن أكسب زميلي، وكل ما فكرت فيه هو كيفية إخراج السائقين من السيارة، ونسيت السباقات وانسحبت من هذه المرحلة ووقفت معهم لأن الأهم في هذه اللحظة بالنسبة لي هو سلامتهم، والحمد لله ساهمت في إنقاذهم، وخرجوا وتم نقلهم للمستشفى وفي اليوم التالي غادروا الدوحة عائدين سالمين إلى بلادهم، وفي اليوم التالي أكملت السباقات والله عوضني خيراً حيث تمكنت من الحصول على المركز الرابع في أول مشاركة لي في فئة "تي 2". > كيف كانت ردة فعل السائق الإماراتي عقب إسعافه ؟ ـ تقدم لي بالشكر الجزيل وأنا لم أكن انتظر شكراً منه ولكن الأهم سلامته وقلت له إن هذا واجبنا ونحن إخوان قبل أي شيء وبغض النظر عن أي منافسة،.. وأنا بالنسبة لي إنقاذ "روح" إنسان أهم من مليون بطولة خاصة أنهم ضيوف عندنا وهذا واجبي سواء كان المتسابق خليجي أو أجنبي فجميعهم ضيوفاً عندنا، كما أن الطاقم الإماراتي وقفوا بجانبي واستفدت خبرة منهم وما كان عندي أي مشكلة أن انسحب من البطولة بأكملها وأن أكسب زملاء وأشقاء لنا خيراً من أكسب بطولة وأقف على منصة التتويج، لأن الأهم أن يكونوا أشقاؤنا بخير، ولم أخش شيئاً، والحمد لله قمت بالشيء الذي يرضيني من داخلي، مشيراً إلى أن الشباب القطري كلهم خير وبركة وجميعهم ما يقصرون في مثل هذه المواقف وهذى عوايدهم "هل" قطر، ووسام الشجاعة يستحقه هل قطر لأننا تربينا على ذلك. > كيف ترى تكريم الاتحاد لك في الختام وسط حضور أبطال العالم ؟ ـ ما قمت به هو واجبي وموقف إنساني كان صعباً أن لا أقوم به، ولكني أشكر اتحاد السيارات والدراجات النارية برئاسة عبدالرحمن المناعي، على هذا التكريم، وإن كنت لم أكن أنتظره ولكن هذا ليس بالغريب على الاتحاد، وهذه عوايدهم، وهذا التكريم وسام على صدري، ويكفي أن رئيس الاتحاد قدم لي الشكر كما أثنى زملائي على ما قمت به وإن كنت لا أفكر في مثل هذه الأمور ولكن هذا حافز كبير لي. > أخيراً .. ما هي طموحاتك المقبلة ؟ ـ أطمح أن أصل للعالمية وأن أسير على خطى البطل العالمي ناصر العطية الذي يعد وجهة مشرفة لبلادنا، وأهنأه على التتويج باللقب وتفوقه على نجوم العالم، كما أتمنى التوفيق لزميلي عادل حسين في الحفاظ على لقب بطولة العالم في فئة "تي 2"، مشيراً إلى أن مشاركته المقبلة ستكون في شهر ديسمبر المقبل في رالي أم قوين بالإمارات وأتمنى التوفيق وأشكر الجميع على هذه الروح والتي تجعلنا نشعر بأننا فريق واحد وسط منافسة شريفة من الجميع.