--> --> قبل نحو أسبوعين على زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للولايات المتحدة، توقعت مصادر أمنية ألمانية رفيعة المستوى استمرار مراوغة الجانب الأمريكي في فضيحة التجسس المتورطة فيها وكالة الأمن القومي الأمريكية (إن إس إيه). وعلمت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) من تلك المصادر أنه رغم وقف البيت الأبيض المفاوضات مع ألمانيا حول اتفاقية لمكافحة التجسس بين الجانبين، لا يزال هناك أمل في وضع قواعد توصيف سياسية للتعاون المستقبلي بين الجانبين بحلول الصيف المقبل. وذكرت المصادر أن الحوار بين الجانبين لا يزال مستمرا، واصفة موقف الجانب الأمريكي بأنه لا يزال مراوغا. ومن المقرر أن تتوجه ميركل مطلع مايو المقبل إلى واشنطن في زيارة قصيرة للرئيس الأمريكي باراك أوباما بناء على دعوة منه مطلع كانون ثان/يناير الماضي. يذكر أن تسريبات موظف الاستخبارات الأمريكي السابق إدوارد سنودن حول فضيحة التجسس المتورطة فيها وكالة الأمن القومي الأمريكية أدت إلى توتر العلاقات الألمانية- الأمريكية خاصة بعدما تم الكشف عن تنصت الوكالة على الهاتف المحمول الخاص بميركل لسنوات عديدة. ولا تشهد المحادثات بين وكالة الاستخبارات الألمانية (بي إن دي) ووكالة الأمن القومي الأمركيية (إن إس إيه) حول التعاون الاستخباراتي المستقبلي، والتي كانت تجرى بالتوازي مع المفاوضات السياسية حول اتفاقية مكافحة التجسس، أي تقدم أيضا. وذكرت المصادر الأمنية أن برلين أرسلت عرضا جديدا لواشنطن بعدما لم يلق مقترح التوصيف الألماني للتعاون المستقبلي قبولا من جانب الولايات المتحدة. وأوضحت المصادر أن الحكومة الألمانية تنتظر الآن ردا من الجانب الأمريكي، متوقعة عدم حدوث تقدم سريع لحاجة مدير وكالة الأمن القومي الأمريكية الجديد مايكل روجرز وقتا لدراسة الأمر برمته. وأشارت المصادر إلى وجود تفاؤل بشأن اتفاق لتعاون جديد بين المخابرات الألمانية الخارجية ووكالة الأمن القومي الأمريكية. وكشفت المصادر أن من ملامح المقترح الألماني الجديد حظر انتهاك المصالح القومية لكلا البلدين خلال عمليات التجسس ومنع التجسس لأغراض اقتصادية. ويسود ترقب في برلين حول ما إذا كانت ميركل ستقدم تنازلات لأوباما خلال محادثاتها معه بشأن عواقب فضيحة التجسس، وماهية تلك التنازلات إن وجدت. كما سيكون لمطالب باستجواب سنودن أمام لجنة تحقيق برلمانية في ألمانيا بشأن فضيحة التجسس الأمريكية دور خلال المحادثات بين الزعيمين. وكانت ميركل أوضحت من قبل ضرورة مواصلة المفاوضات حول اتفاقية لتحرير التجارة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي رغم فضيحة التجسس الأمريكية. ومن ناحية أخرى، من المحتمل أن تتضمن محاور المحادثات بين ميركل وأوباما الأزمة الأوكرانية والعلاقات مع روسيا.