دافع وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية البروفيسور الشيخ عبدالله الشثري، عن وجود كليات الطب والهندسة، نافيا أن تكونا أثرتا على توجهات الجامعة في تكريس علوم اللغة العربية والشريعة، مشيرا إلى أنهما من أولويات واهتمامات العلماء الأوائل. وكشف لـ «عكاظ» مكانة الجامعة لدى ولاة الأمر، مما يجعل القائمين عليها يبذلون الغالي والنفيس وتحمل المسؤولية كرد جميل لهذا الحب والدعم. وحدد اهتمام الجامعة في حماية الطلاب والطالبات من اللوث الفكري وما يعتري العالم حاليا من وسائل تواصل وإعلام جديد، مشيرا إلى أن الجامعة ليست بحاجة إلى رأي مخالف أو فكر دخيل. • هل بالفعل لهذه الجامعة قبول خاص ومعاملة خاصة كما يشاع؟ - أعتقد أن لها قبولا خاصا عند القيادة الحكيمة لأنها تحمل اسم مؤسس الكيان السعودي الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- وعاضده وناصره الإمام محمد بن عبدالوهاب، وهي تجد المساندة والدعم من خادم الحرمين الشريفين والدليل أن الملك -حفظه الله- يرعى كثيرا من مناسبات الجامعة، ولعلني أدلل على ذلك بتأكيد مدير الجامعة أن ما يتم رفعه للمقام السامي يتم الموافقة عليه، وهذا ما يجعلنا دائما نحرص على رد هذا الجميل بالمحافظة على مكانة الجامعة، كما ما تم بناؤه من منشآت في الجامعة دليل الاهتمام من هذه القيادة ونحن نعنز ونفتخر ونضع هذا تاج على رؤوسنا ولم يبق لنا إلا أن نعمل، ونسأل الله أن يجزي خادم الحرمين الشريفين خير الجزاء. ونفتخر أن سمو ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- له اهتمام خاص بهذه الجامعة، فهو يرعى هذه الجامعة رعاية خاصة منذ أن كان سموه أميرا للرياض، ويرعى مناسباتها المختلفة بل إن سموه هو من اختار الموقع الرائع الحالي للجامعة في مدينة الرياض واهتمامه بهذه الجامعة غير مستغرب، وهو الذي يدعم مسيرة التعليم العالي والتعليم العام، وكان له جهد كبير في دعم هذه الجامعة، ولا أنسى دعم واهتمام سمو ولي ولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز -حفظه الله، بالجامعة. • إلى ماذا تعزو نجاح تصحيح الصورة المشوهة التي كانت تؤخذ على الجامعة والادعاء بأنها تقود إلى فكر متشدد، وتأكيد أصالتها في أنها بوابة جامعية تدعو للتسامح والوسطية والاعتدال؟ - جامعة الإمام هي جامعة شرعية علمية وطنية تعنى بالدراسات الشرعية واللغوية والوطنية، والأصل فيها أنها تقوم بأداء الرسالة التي رسمت لها، وجاء تأسيسها لنشر العلوم الدينية والشرعية وفق الشريعة الإسلامية، أما ما اعترى الجامعة من بعض الاختلافات حولها فإن الجامعة الآن يضرب بها المثل، ويشار إليها بالبنان بالسير وفق سياسة الدولة على منهج السلف الصالح، ولسنا بحاجة إلى رأي مخالف أو فكر دخيل، فنحن عندنا المصدر الأصيل الذي يستقى منه المنهج الصحيح والعز والكرامة والتمكين وهو العمل بما دل عليه الكتاب والسنة، وهذه هي رسالة ودستور الدولة والجامعة تسير وفق ما تسير عليه الدولة، وهذا من أوجب الواجبات التي علينا القيام به فالطالبات والطلاب أمانة وفي أعناقنا جميعا. • المسؤولية الاجتماعية في الجامعة، هناك من يرى أنها غائبة ما تعليقكم؟ - جامعة الإمام لها مكانة وقبول، بل هي الجامعة الوحيدة في المملكة التي لها فروع خارج المملكة، والواقع ينطق بخلاف ما تقول فلها باع وجهد عظيم في خدمة الجامعة فلدينا وكالة لخدمة المجتمع وعمادة لخدمة التعليم والمجتمع، وتقيم الندوات فيما يتعلق بالأمن الفكري في مناطق المملكة لحماية عقول الناشئة وفيها مركز لحماية الشباب من المخدرات، وفيها مركز الملك عبدالله للحوار والدراسات المعاصرة ومنسوبي الجامعة يشاركون في اللقاء المحاضرات والندوات وفي موسم الحج يشارك من منسوبي الجامعات دعاة وهي أعداد بالمئات، والجامعة أقامت مؤتمر السلفية الذي يهدف إلى نشر وبيان منهج السلف الذي كانت عليه هذه البلاد ومؤتمر الجماعة والإمامة والحوار والدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم بمشاركة أكثر من 40 دولة، وكلها برعاية خادم الحرمين الشريفين ولدينا كلية العلوم الاجتماعية وفيها قسم الاجتماع وقسم خدمة المجتمع، ولدينا مشاركة في برنامج الأمير محمد بن نايف للمناصحة. • ماذا عن إنشاء معاهد للطالبات في مختلف المناطق على غرار معاهد الطلاب العلمية؟ - هذا أمر سابق لأوانه ولم يتحدث فيه، ولم يبت فيه حتى الآن وما هو موجود الآن القائم في معاهد الطلاب العلمية فقط وعددها 70 معهدا. • وماذا عن فتح صفوف عليا علمية في المعاهد لتكون رافدا لكليات الطب والهندسة في الجامعة؟ - لدينا مرحلتان في المعاهد، ولعل هذا يعود لوكالة الجامعة للمعاهد العلمية، ولكن طالب المعاهد العلمية يدخل السنة التحضيرية في الجامعة وبالتالي تكون الفرصة له للتفوق وبالتالي الدراسة في هذه التخصصات غير الشرعية، ولدينا طلاب كثر تفوقوا والسنوات التحضيرية هي الفيصل على ما اعتقد. • هناك من يقول إن فتح كليات الطب والهندسة جاء على حساب الكليات الأصلية للجامعة كالشريعة واللغة، هل هذا صحيح ؟ - الحكم على الشيء فرع من تصوره، ومن يحكم يجب أن يعلم عن الأمور، ولن يقبل قول من لا يعرف والواقع خلاف ما تقول فالكليات القائمة من قبل اللغة والشريعة لم تتأثر بأي شيء بل هي قائمة على ما هي عليه، وكليات الطب والهندسة رصد لها ملايين الريالات ولها ميزانياتها المستقلة، ولم تتأثر كليات اللغة والشريعة وإنشاء الكليات العلمية، فالأصل كان علماء المسلمين يتعلمونها والذي يقرأ التاريخ يعرف أن العلماء علماء شريعة وهندسة وكيمياء وغيرها وإدخال هذه الكليات فلا ضير في ذلك، والهدف هو سد النقص الحاصل في المجتمع، فالبلاد ما تزال بحاجة إلى هذه التخصصات. • بصراحة .. ألم تتأخروا في الجامعة بفتح الكليات العلمية كالطب والهندسة؟ - كل شيء يأتي في وقته، ولا تحسب بهذه الطريقة فلا يقال تأخرتم أم تقدمتم ونحن نعمل وفق ما يأتي من توجيهات من قيادتنا الرشيدة وولاة أمرنا حفظهم الله. • مكافآت طلاب المعاهد العلمية يراها البعض بأنها قليلة جدا، هل هناك نية لزيادتها لدى الجامعة؟ - الجامعة ليس لها في هذا رأي قاطع فهو يخضع للوائح وأنظمة وجهات عليا أخرى ولكن المعاهد تميزت بهذه المكافأة منذ نشأتها ونحمد الله أن الكثير استفاد من هذه المكافأة، ولا استبعد أن تكون هناك دراسة من جانب وكالة الجامعة للمعاهد لهذا الأمر. • التعاون مع التربية يبدو أنه ليس على ما يرام، ما تعليقكم؟ - لاشك أن التعاون ينبغي أن يكون موجودا، لكن لكل رؤيته ورسالته فالمعاهد تختلف في الدراسة عن التعليم العام والمناشط التي تقيمها الجامعة نرى أن فيها الكفاية ولا يمنع هذا أن نفتح باب التعاون مع وزارة التربية والتعليم للمشاركة في برامج التربية والتعليم، ونحن نرحب بذلك فلدينا ندوة عن الانتماء الوطني في التعليم العالي والتعليم العام، ونقيم نحن في الجامعة ندوة للأمن الفكري شاركت فيها الوزارة وهذا قائم وموجود. • هل هناك نية لافتتاح دراسات عليا في المناطق؟ - هناك اختلاف في الدراسة بين المرحلتين البكالوريوس والماجستير، والجامعة فتحت التعليم الموازي للموظفين ومن على نحوهم والدراسات العليا لها خصوصية فهي قائمة على البحث والمناقشة ولاتزال الجامعة على وضعها الحالي، أما فتح الدراسات العليا في المناطق فلا توجد حاليا نية لفتح ذلك هناك. • هناك من يدعي وجود محاباة في التوظيف في الوظائف المؤقتة لأقارب وأصدقاء عدد من منسوبي الجامعة والمعاهد، ما تعليقكم؟ - هو ليس توظيفا بل هو تعاون والجامعة إن احتاجت عن وجود موظفين يعلن عن ذلك وفق لجان ويستعان ببعض المؤهلين من خارج الجامعة، وأساتذة الجامعة موجودون ولهم الأولوية أما عدا ذلك فيتم وفق لجان يتم اعتمادها وليس صحيحا أن هناك محاباة في توظيف أحد ولو بطريقة مؤقتة ولا يمكن أن يخص أحدا دون أحد وهذا هو الأصل في العمل. • ماذا عن دور الجامعة في الخارج؟ - الثوابت لا تتغير، ونحن ننطلق من ثوابت الدين لكن يمكن أن تتغير الوسائل والأساليب وعند الحاجة إليها لابد أن نتكيف مع المستجدات فدين الإسلام دين صالح لكل زمان ومكان، والنص واضح «ما فرطنا في الكتاب من شيء» وهذا بيان واضح والإنسان لا ينشئ عداوات مع الآخرين بل يحاول أن يكسب الصداقات وهذه رسالة الجامعة. • ما يحدث في العالم من ثورة إلكترونية وإعلام جديد ووسائل تواصل سريعة جدا ومختلفة هل هناك تحصين لطلاب وطالبات الجامعة من أفكارها المنحرفة؟ - هذا أمر «عم وطم» في كل مكان وليس في جامعة الإمام وحدها والموفق من حفظ عقله وفكره ودينه من هذه الضلالات، والجامعة تقوم بواجبها في حفظ عقول طلابها وطالباتها من هذا اللوث الفكري الذي يبث وينشر من هذه المواقع من أصحاب الشهوات والضلالات، والجامعة أقامت عددا من حلقات النقاش في مختلف مناطق المملكة برامج لحماية الطلاب من هذه الملوثات ولدينا ملتقيات وندوات وتقسم محاضرات ومعارض لمحاربة كل ما يمكن أن يضر طلاب وطالبات الجامعة. • الرياضة في الجامعة ما وضعها وهل هناك نية لإدخالها في شطر الطالبات؟ - الجامعة تميزت بمرافق رياضية عملاقة واستفاد منها عدد من القطاعات في الدولة وهذا من خدمة المجتمع، وطلاب الجامعة يقام لهم مناشط رياضية حتى إن الجامعة حققت مراكز متقدمة على مستوى المملكة في المنافسات الرياضية، أما فيما يتعلق بالرياضة للطالبات فلا شيء يذكر في ذلك.