أسقط صندوق النقد الدولي أمس السبت كلمة "حمائية" من البيان الختامي لاجتماع جمعيته العامة في واشنطن، مما يعكس موقفا مغايرا منذ وصول دونالد ترمب إلى البيت الأبيض. وقال أوغستن كارستنس رئيس اللجنة النقدية والمالية الدولية -الهيئة السياسية لصندوق النقد- في مؤتمر صحفي إن "كلمة حمائية ملتبسة". واكتفى البيان بالتحذير من إجراءات "تراجع" اقتصادي. وكانت هذه اللجنة قد أكدت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بوضوح أن الحمائية تشكل خطرا على النمو العالمي. ولم يشأ كارستنس الرد بوضوح على سؤال بشأن ما إذا كان صندوق النقد قد تعرض لضغوط أميركية لإصدار البيان الختامي بهذه الصيغة. وقال "ليس هناك بلد في العالم لا يعتمد قيودا على التجارة"، موضحا أن أعضاء الصندوق عملوا على إيجاد أسلوب "أكثر إيجابية" في بيانهم عند التطرق إلى التجارة العالمية. وفضل كارستنس، وهو أيضا حاكم المصرف المركزي المكسيكي، التشديد على التوافق الموجود بين أعضاء صندوق النقد الـ189 في ما يتعلق بفوائد التجارة. التأثير الأميركيوفي منتصف مارس/آذار الماضي في مدينة بادن الألمانية، تمكنت إدارة ترمب، التي تهدد بإقامة حواجز جمركية، من دفع وزراء مالية دول مجموعة العشرين إلى إسقاط أي إشارة إلى الحمائية في بيانهم الختامي بعد مفاوضات شاقة. وخلال اجتماعات الربيع للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي التي عقدت من الخميس إلى السبت، حضت إدارة ترمب الجمعة صندوق النقد الدولي على تشديد رقابته على "الاختلالات الاقتصادية"، وانتقدت الدول التي تراكم "فوائض تجارية كبيرة وتحافظ على ميزانيات قوية". وأعلنت الإدارة الأميركية أيضا معارضتها مشروع البنك الدولي الرامي إلى زيادة رأسماله لتعزيز قدراته على الإقراض. وبحث أعضاء صندوق النقد في اجتماعاتهم الانتخابات الفرنسية التي تجري جولتها الأولى اليوم الأحد على خلفية الخشية من صعود مرشحين معارضين للمؤسسات الأوروبية وخصوصا مارين لوبان. وخرجت مديرة صندوق النقد كريستين لاغارد عن تحفظها المعهود لتؤكد أن فوز لوبان، مرشحة أقصى اليمين، قد يؤدي إلى "فوضى عارمة" و"تفكيك" الاتحاد الأوروبي.