خطب صلاة الجمعة في مختلف مساجد الجزائر تجمع على ضرورة التوفيق بين مقاصد الإيمان والشريعة الإسلامية.العرب صابر بليدي [نُشر في 2017/04/22، العدد: 10610، ص(4)]المساجد في خدمة السلطة الجزائر - حض خطباء المساجد في الجزائر خلال صلاة الجمعة رواد المساجد على ضرورة المشاركة الواسعة في الانتخابات من أجل دعم استقرار البلاد، وإجهاض مخططات المتربصين والداعين إلى مقاطعتها. وأجمعت خطب صلاة الجمعة في مختلف مساجد الجزائر على ضرورة التوفيق بين مقاصد الإيمان والشريعة الإسلامية، وبين الحفاظ على أمن وسلامة الأوطان من الأخطار المحدقة بها، والمساهمة الإيجابية في الاستحقاقات الجماعية في البلاد. واعتبر خطيب المسجد الكبير بالعاصمة علي عية المشاركة في الانتخابات القادمة واجبا وطنيا ودينيا تمليه متطلبات المواطنة، والامتثال لتوجيهات مقاصد الشريعة الإسلامية، التي تملي على المؤمن مشاركة باقي المؤمنين كافة الواجبات الدينية والوطنية. وجاءت استعانة الحكومة بخطباء المساجد ومؤسسات وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، لتكريس مخاوفها من العزوف الشعبي وشبح مقاطعة الانتخابات التشريعية المقررة في الرابع من مايو القادم، خاصة في ظل عجز الطبقة السياسية عن استقطاب الشارع للانخراط في الاستحقاق السياسي. وكانت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف قد طلبت من خطباء أئمة المساجد في كامل أنحاء البلاد تخصيص جزء من خطب صلاة الجمعة لحض الجزائريين على التصويت في الانتخابات التشريعية، وحثهم على التفاعل مع حملات المشاركة. وتلقت مديريات الشؤون الدينية لمختلف المحافظات مراسلة من الوزارة تدعو الخطباء والأئمة إلى الإسهام في حملة مضادة لدعاة المقاطعة، الذين وظفوا مختلف الوسائل وشبكات التواصل الاجتماعي من أجل إفشال الاستحقاق الانتخابي، وتفويت الفرصة على السلطة لافتكاك تزكية شعبية جديدة بغية الاستمرار في مواقعها. وأثار قرار استعانة الحكومة بمنتسبي قطاع الشؤون الدينية والمساجد والمؤسسات الشرعية لدعم الحملات التحسيسية التي أطلقتها خلال الأسابيع الأخيرة، من أجل إقناع الجزائريين بالمشاركة القوية في الانتخابات التشريعية، انتقادات واسعة لدى القوى السياسية المقاطعة والنشطاء المقاطعين. واعتبر هؤلاء ضغط الحكومة على المؤسسات الدينية “انحرافا متعمدا عن الوظيفة الشرعية لتلك المؤسسات، وتوريطا لها في مستنقع السياسة، خاصة وأن خيار المقاطعة هو شكل من أشكال التعبير عن المواقف السياسية، ولا يحق لها توظيف رسالة المساجد في ترتيبات سياسية لا تحظى بإجماع الجزائريين”. وأبرزت توجيهات وزارة الشؤون الدينية ضرورة التركيز على “أهمية تعزيز الوطنية والمواطنة كقيمة أخلاقية أصيلة في هدي الإسلام الحنيف، والتنبيه لخطر الفتنة والتحذير من نتائجها مع الإشارة إلى الشعوب التي تعاني من ويلاتها”. وحملت التوجيهات رسائل التخويف من إمكانية مواجهة البلاد لمصير مشابه لما تعيشه بعض الدول في حال فشل المسار الانتخابي.