×
محافظة المنطقة الشرقية

حلول دفع سهلة لمتعاملي الدوائر الحكومية في الشارقة

صورة الخبر

لا تقف حدود الطرفة أو النكتة على التسلية أو الترفيه والإضحاك وإنما تنفذ إلى دلالات أخرى عميقة تتماس مع جوانب شتى، سواء كان الديني أو المجتمعي أو السياسي أو الاقتصادي؛ فالنكتة نص مكثف الدلالة موجز الكلمات يحمل جانبا كبيرا من السخرية الناتجة عن الافتراق بين الواقع الممارس وما ينبغي ممارسته. والغريب في النكتة أن صاحبها أو مؤلفها مجهول؛ فهي لاتسند إلى قائل – بحسب ملاحظة صديقنا الشاعر كريم معتوق ذات مساء جنادري – ولعل هذا يشير إلى أهمية التوجه نحو النص وتفكيك دلالاته، كما يشير إلى الكشف الذي تمارسه النكتة مما يدفع إلى التنصل من محتواها. ولكي نتمثل معنى ماسبق ضمن هذا السياق؛ دعونا نتشارك في قراءة وتفكيك طرفة وصلتني قبل أيام قلائل هذا نصها (دعاء الخروج من الدوائر الحكومية: الله لايوفقكم) وأول مانلحظه في هذه النكتة الإيجاز وكذلك استدعاء النص الديني المأثور عند الخروج من المنزل أو البيت أو المسجد أو.. أو.. وإحداث المفارقة بدعاء انتقامي بعدم التوفيق وهو تعبير عن السخط من الخدمة المقدمة للمستفيد واشتراك الإدارات العامة بذلك، وكأنما يعبر عن ترهل إداري في الإدارات الخدمية خاصة وعدم رضا عن الأنظمة واللوائح المتبعة فيها. ولعل في استدعاء النص الديني عبر المحاكاة استحضارا للقيم الدينية المغيبة في الممارسات العملية في بعض الإدارات؛ فالعمل تعبد وفق ديننا. وتعطيل مصالح الناس يعني غياب الوازع الديني في ممارسات هذه الدوائر. وأخيرا فإن عبارة (الله لايوفقكم) فيها إشارة إلى التحول المجتمعي من مجتمع بسيط متسامح ميال للأخذ بيد المسيء إلى مجتمع ناقم محاسب، وإلا فالدعاء بالتوفيق فيه صلاح للإدارة وللعمل وللمستفيد في آن واحد! نبضة تأمل: كثيرة هي الضحكات التي تخفي الألم، وجديرة بالاحترام هي الوجوه التي تدرأ الحزن خلف ابتسامتها!