أصدرت دار التنوير للنشر والتوزيع رواية «الهرطوقي» لميجيل ديليبس ترجمها إلى العربية عبد السلام باشا، وهذه الرواية كما يرى الناشر أنشودة عن التسامح وتحرير الوجدان، إنها قصة رجل دفعه شغفه إلى الانخراط في الحياة، ففي هذه الرواية الحائزة على جائزة بريميو الدولية الأرفع في إسبانيا، يأخذنا ديليبس إلى القرن السادس عشر في إسبانيا، حين علق مارتن لوثر أطروحاته الخمس والعشرين على باب إحدى الكنائس، وأطلق حركة ستقسم الكنيسة الكاثوليكية الرومانية.في تلك اللحظة ولد طفل تحدد مصيره بالثورة السياسية والدينية، التي نمت جذورها في ذلك الوقت في أوروبا، توفيت أمه أثناء ولادته، واعتبر أبوه مسؤولاً عن موتها، فنفر منه وانفصل عنه، كان مصدر العاطفة الوحيد لسالثيدو هي مرضعته وحاضنته منيرفا، لقد كبر الطفل في ظروف قاسية، لكنه أصبح تاجراً ناجحاً، وانضم إلى حركة الإصلاح الديني، التي كانت تنتشر سرياً في شبه جزيرة أيبيريا، المعقل التاريخي للكنيسة الكاثوليكية، حيث أنشئت محاكم التفتيش الإسبانية، التي قامت بأعمال مرعبة في ملاحقة الإصلاحيين والتنكيل بهم.من خلال قصة سالثيدو يرسم ديلبيس صورة قوية لتلك الفترة من تاريخ إسبانيا، ويعيد بدقة لافتة وحرفية فنية عالية خلق جو أوروبا الثقافي والاجتماعي، في فترة تاريخية، شكلت مرحلة لا تنسى في التاريخ الأسود للاستبداد الديني، وفي تاريخ أوروبا.