قالت «منظمة الصحة العالمية» اليوم (الجمعة) أن عدد الأشخاص الذين يموتون بسبب الالتهاب الكبدي الوبائي آخذ في الارتفاع، وحذرت من أن معظم المصابين بالفيروس، وعددهم 325 مليوناً، لا يدركون أنهم يحملون الفيروس ولا يمكنهم الحصول على الأدوية التي قد تنقذ حياتهم. وفي التقرير العالمي الأول عن المرض، قالت «المنظمة» أن هناك حاجة لاتخاذ إجراءات سريعة في خصوص فحص المرضى وعلاجهم مع وجود الملايين المعرضين لخطر الإصابة بأمراض الكبد المزمنة والسرطان والموت المبكر. وقالت المديرة العامة للمنظمة مارغريت تشان في بيان أن «الالتهاب الكبدي الوبائي الفيروسي يمثل الآن تحدياً رئيسياً للصحة العامة يتطلب استجابة عاجلة.« وتحمل الحالات المبلغ عنها (325 مليون) إما فيروس «بي» أو فيروس «سي»، وهما النوعان الأكثر شيوعاً بين الفيروسات الخمسة التي تسبب الإصابة بالالتهاب الكبدي الوبائي، والمسؤولان عن 96 في المئة من حالات الوفاة بسبب المرض. وتتطلب العدوى بفيروس «بي» علاجاً مدى الحياة، وتوصي المنظمة باستخدام عقار «تينوفوفير» وهو عقار مضاد للفيروسات يستخدم أيضاً في علاج فيروس «إتش آي في» المسبب مرضَ الإيدز. أما فيروس «سي» فيمكن شفاؤه أسرع نسبياً، لكن ليس بوسع كثر من المرضى تحمل كلفة الدواء. وتتزايد الضغوط في شأن أسعار الأدوية، خصوصاً على شركة «غيليد ساينسز» الأميركية التي أنتجت بعضاً من أكثر الأدوية فاعلية، واتخذت الشركة بعض الخطوات لتقديم خصومات وأيضاً للسماح لشركات دواء هندية بإنتاج نسخ منخفضة الكلفة من هذه العلاجات لبيعها في الدول النامية. وقال غوتفرايد هيرنشول مدير إدارة مكافحة فيروس «إتش آي في» و «البرنامج العالمي لمكافحة الالتهاب الكبدي الوبائي» أن المنظمة تعمل مع الحكومات وشركات الأدوية لتحسن فرص حصول المرضى على العلاج. وأودى الالتهاب الكبدي الوبائي بحياة 1.34 مليون شخص في العام 2015، وهو العدد نفسه الذي سقط ضحية السل والإيدز. وتقول «منظمة الصحة» أنه بينما تتراجع الوفيات بسبب السل والإيدز تتزايد الوفيات نتيجة الالتهاب الكبدي الوبائي بنسبة 22 في المئة منذ العام 2000.