السديس .. ولاة أمرنا ضربوا أروع الأمثلة في الوفاء مع شهداء الواجب في لقاء نظمته وحدة الأمن الفكري بتعليم المدينة معالي الشيخ السديس يلتقي بأبنائه الطلاب في ” لمسة وفاء لجنودنا البواسل “ روافدالعربية _ المدينةالمنورة : عمر البرناوي ( تصوير : ماجد الحجي ) … بَيّن معالي الشيخ الدكتور / عبدالرحمن السديس بأن أعظم نعمة أنعم الله بها علينا هي نعمة الإسلام ونعمة الدين القويم ، دين العقيدة والشريعة والأخلاق ولعل من أعظم وأهم هذه القيم النبيلة قيمة ” الوفاء ” ، وأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو سيد الأوفياء والأصفياء ، كان وفياً مع كل من كان له أثر عليه مع عمه ومع زوجه ومع صحابته رضوان الله عليهم بل أن وفاؤه كان مع أعدائه وخصومه فهو رمز الوفاء صلى الله عليه وسلم ، وها نحن نقتفي اثره فهو القدوة والأسوة ، فقد كان وفياً مع مع أعدائه وخصومه .. صلى الله عليه وسلم ، وأضاف معاليه بأننا بهذا العمل نقتفي أثر ه في زمن قل في الوفاء وكثرت فيه الأطماع المادية والمصالح الشخصية ، ويأتي ولاة أمرنا وفقهم الله ، هم من رموز الوفاء وقدواته منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن .. رحمه الله ، وإلى هذا العهد الزاهر الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أيده الله وسدده ونصره ، وهم يولون أبناء شعبهم من مدنيين وعسكريين بل وأبناء العالم الإسلامي بل والعالم كله مواطن الأمن والسلم الدوليين العالميين التي ينشدها العالم اليوم مع كثرة الأزمات التي يمر بها العالم اليوم ، تأتي المملكة العربية السعوديةالعمق الاستراتيجي والثقل العالمي والإسلامي والبعد الديني لتقدم للعالم أجمع صورة مشرقة وأنموذجاً مشرفاً للأمن والخير والعدل والسلام والوفاء والتسامح والحوار والتعايش وتحقيق المصالح العامة للعالم أجمع . جاء ذلك في اللقاء الذي نظمته الإدارة العامة للتعليم بمنطقة المدينة المنورة ممثلة في وحدة التوعية الفكرية ( حصانة ) ، صباح يوم الخميس : 23 / رجب / 1438 هـ ، لمعالي الرئيس العام للمسجد الحرام والمسجد النبوي إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور الشيخ / عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس ، مع طلاب التعليم بالمنطقة وذلك بحضور وكيل الرئيس العام لشؤون المسجد النبوي الدكتور الشيخ / علي بن سليمان العبيد وقادة أفرع الجهات العسكرية من ضباط وضباط صف وعدد غفير من المشرفين التربويين والمعلمين والطلاب ، حيث بدأ اللقاء بالقرآن الكريم ثم كلمة ترحيبية لمدير عام التعليم ، بعدها أستهل معالي الشيخ السديس كلمته بشكر الله تعالى ثم شكر ولاتي أمر هذه المملكة المباركة وفقهم الله على جهودهم المباركة في كل ما من شأنه إعلاء كلمة الله وخدمة الحرمين الشريفين وما يقمونه للعلم والتعليم ، كما قدم شكره لإدارة التعليم بمنطقة المدينة المنورة وللقائمين على هذا البرنامج الهام لخدمة وتكريم ابناء شهداء الواجب الذين أفنوا حياتهم وأعمارهم في سبيل الذود عن حياض هذه الأرض المباركة هذا البلد الأمين بلد الحرمين الشريفين ، وأكد معاليه بأن لمسات الوفاء التي تقوم بها إدارة تعليم المدينة المنورة مشكورة لهي تبصم لنا جميعاً وينبغي أن يعيه الجيل والنشء والشباب الذين يحتاجون غرس هذه القيم في نفوسهم ودمجها تربيةً وتعليماً وتثقيفاً وحصانةً وحرصاً على القيم والواجب الديني والوطني تجاه وطن القرآن والسنة والحرمين الشريفين، ولهذا فإنني أحيي هذه الجهود المباركة بإسمي واسم أئمة وعلماء وخطباء ومنسوبي الحرمين الشريفين على هذه الجهود المباركة ويسرنا التعاون مع إدارة تعليم المدينة ومع كافة القطاعات العسكرية المختلفة وبإذن الله سيكون هناك مبادرات وبرامج تصب في تحقيق هذه المصلحة الدينية والوطنية ،لنكون جميعاً متحدين في ركب الأوفياء تأسياً بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وولاة أمرنا حفظهم الله ، لنطبق درساً عملياً في هذه القيم التي يحتاجها الناس اليوم ، وأردف معاليه : إذا كان الوفاء مع الجميع واجب فهو مع هذه الفئة الغالية والعزيزة من رجال أمننا البواسل أوجب ، الذين قضوا في الدفاع عن دينهم ووطنهم ومقدساتهم والذود عن حياض بلادهم والوقوف سداً منيعاً أمام الأعداء والخصوم ، فإن هذه اللمسة تكون أعمق أثراً وأكبر درساً في تحقيق مصالحها المرجوة منها ، و من أعز وأكرم من أن يكرم هؤلاء الرجال الأفذاذ الذين أفنوا أعمارهم وحياتهم في خدمة دينهم ووطنهم ، وقد أحسنت إدارة تعليم المدينة صنعاً بهذه اللمسات المباركة وفي هذا المركز الموفق ، والذي يجب ان نكون متعاونين ومن خدامه ورجاله ، لنؤدي شيء من الواجب تجاه هؤلاء الأبطال الصناديد الذين هم رموز للتضحية والفداء والدفاع عن الدين ، فهذه هي معاقل العز ومدارج الشرف التي تبوؤها ، قال تعالى : ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴾ ، الشهداء في درجة عالية عن ربهم وفي منقبة رفيعة ، حازوا قصب السبق وقَدموا إلى ربهم أحياء يرزقون فياله من شرف عظيم ، فهنيئاً لهؤلاء الأبطال وهنيئاً لأبنائهم الذين علمونا اليوم درساً في الوفاء مع هذه الفئة العزيزة الغالية ، وقال معالي الشيخ السديس : علينا جميعاً أن نرعى هؤلاء الأبناء وأن نكون في خدمتهم ، فهاهم ولاة أمرنا خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي عهده – حفظهما الله ، ورجالات هذه الدولة المباركة ، ضربوا أروع الأمثلة في الوفاء مع شهداء الواجب ومع أسرهم وابنائهم ، كما لمسناه في هذا اليوم فإن هؤلاء الأبطال هم أبنائنا وأبنائهم أبنائنا ويجب أن نتعاون معهم وكل في موقعه ، فالعالم والمسؤول والطبيب والمعلم ورجل الأعمال و الإعلام يجب علينا أن تنكاتف في تحقيق كل مافيه خدمة هذه الفئة في دينهم ودنياهم ، حتى نحقق واجبنا الديني والوطني العظيم تجاههم . وأختتم السديس كلمته بتوجيه تحية إجلال وتقدير لرجال أمننا البواسل على جهودهم التي يبذلونها في خدمة وطنهم والحفاظ على أمنه ومقدساته والحرمين الشريفين ، مؤكداً بأن جميعنا رجال أمن نسعى في تحقيق أمن مملكتنا الغالية ، نقف سداً منيعاً أمام كل من أراد بها سوء وبنشر الفوضى و الجريمة والإرهاب والطائفية والنيل من حدودنا ، نقدم أروحنا رخيصة في سبيل الحيلولة من تحقيق ذلك بعون الله وتوفيقه .