باريس - قبل ثلاثة أيام من الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية الفرنسية، التقى المرشحون الأحد عشر الخميس في آخر جولة تلفزيونية لاجتذاب الناخبين المترددين الذين لهم دور مؤثر على الاقتراع، إلا أن الاعتداء الذي وقع في باريس غطى على تصريحاتهم. وأعلن المرشحان فرنسوا فيون ومارين لوبن إلغاء جولاتهما التي كانت مقررة الجمعة بعد الاعتداء الذي تبناه تنظيم الدولة الإسلامية وتسبب بمقتل شرطي وإصابة اثنين آخرين بجروح. كما قتل المهاجم برصاص الشرطة. وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند دعا "جميع الفرنسيين إلى التوجه إلى صناديق الاقتراع"، فيما تتوقع استطلاعات الرأي ألا تتعدى نسبة التصويت 25 في المئة. وأعطي كل مرشح نحو ربع ساعة لمخاطبة الفرنسيين في آخر إطلالة إعلامية كبيرة قبل الاختتام الرسمي منتصف ليل الجمعة لحملة شهدت تقلبات عديدة، وتبقى نتيجتها غامضة. ويتصدر إيمانويل ماكرون (وسط) ولوبن حاليا نوايا التصويت يليهما عن قرب فيون وجان لوك ميلانشون (يسار متشدد)، والمنافسة محتدمة بين المرشحين من اجل الوصول إلى الدورة الثانية التي ستقتصر على مرشحين اثنين، خصوصا أن الفروقات بين الأربعة تقع ضمن هامش خطأ استطلاعات الرأي. ومما قاله جان لوك ميلانشون في اللقاء التلفزيوني "أوروبا، إما أن نغيرها، أو نتركها، إلا أن شركاءنا سيطلبون منا البقاء، لان لا أوروبا من دون فرنسا". وأضاف "الألمان ليسوا أعداءنا ولا أسيادنا. إنهم شركاؤنا". ويدعو جان لوك ميلانشون إلى إعادة النظر بالاتفاقات الأوروبية ويدافع عن "فرنسا مستقلة، بطلة العالم في السلام". وقالت لوبن من جهتها أنها تريد "إعادة مفاتيح فرنسا إلى الفرنسيين". ودافعت عن "العودة إلى العملة الوطنية بما يتلاءم مع اقتصادنا"، مؤكدة أن "كل الأجانب المحكومين بجرائم أو جنايات يجب أن يعودوا إلى أوطانهم". وستحدد الساعات القادمة خيارات الناخبين المترددين لتقرر من سيصل إلى المرحلة الثانية بين المرشحين الأربعة. وتقول كلوي مورين، مديرة مرصد الرأي العام في مؤسسة جون جوريس، "مع ما لا يقل عن 20 إلى 25 بالمئة من المترددين بين الناخبين الواثقين من مشاركتهم في التصويت، تتضمن الأيام الثلاثة الأخيرة لحظات يحسم فيها نحو عشرة ملايين ناخب أمرهم". ولذلك، سعى كل مرشح إلى التميز في الساعات الأخيرة للحملة. فشددت لوبن لهجة خطابها حول مواضيع حزبها التقليدية وهي خصوصا مناهضة الهجرة وأوروبا والتركيز على الأمن. وبعد أن تم الاثنين الإعلان عن إحباط اعتداء "وشيك"، قدم ماكرون نفسه باعتباره الوحيد القادر على "ضمان امن" الفرنسيين، وظهر مع وزير الدفاع جان ايف لودريان الذي انضم إلى معسكره قبل شهر. كما تلقى ماكرون اتصالا هاتفيا من الرئيس الأميركي السابق باراك اوباما. أما فيون فانه مصمم على تكذيب من سعوا لتشويه صورته مع الكشف في نهاية كانون الثاني/يناير 2017 عن قضية الوظائف الوهمية لأفراد عائلته. فكرر في اجتماعاته الأخيرة أن الانتخابات الرئاسية ستحسم في الأيام الأخيرة للحملة حتى وان تأثرت صورته كسياسي جدي ونزيه وتم التشكيك في شرعيته حتى داخل معسكره. حالة تيقظ وظهر فيون إلى جانب رئيس الوزراء الأسبق آلان جوبيه الذي يمثل يمينا أكثر اعتدالا، كما أبدى سعادته برسالة تأييد وجهها إليه عبر تسجيل مصور الرئيس السابق نيكولا ساركوزي. ولعله من سوء حظ فيون الذي عرف كيف يفرض نفسه في المناظرات التلفزيونية ليفوز بالانتخابات التمهيدية لليمين في تشرين الثاني/نوفمبر 2016، أن القرعة وضعته آخر المتدخلين في الكلمات التي تم بثها مساء الخميس عبر قناة فرانس2 العامة. ويفترض أن ينظم ماكرون في يوم الحملة الأخير الجمعة تجمعين انتخابيين وربما ثلاثة. ويفترض أن يشارك ميلانشون بباريس في لقاءات يحضرها خصوصا زعيم اليسار الاسباني بابلو ايغليسياس (حزب بودوموس). واعلن فيون ولوبن إلغاء نشاطاتهما الانتخابية الجمعة بعد إطلاق النار الذي استهدف الشرطة في جادة الشانزيليزيه، لكنهما لم يكونا أعلنا تفاصيل برنامجهما. كذلك لم يفعل الاشتراكي بينوا أمون الذي لا يزال يأمل في "إيقاظ" الناخبين رغم تراجعه إلى المرتبة الخامسة في الاستطلاعات. وتعهد هولاند مساء الخميس بان تكون السلطات في حالة "تيقظ قصوى" خلال الانتخابات الرئاسية التي سينظم الدور الأول منها الأحد. كما أعلن أن هناك "خيوطا إرهابية" وراء الاعتداء.