صداقة وطيدة ربطت بين الفناتين نبيلة عبيد ووردة خلال سنوات طويلة، كانا يلتقيان يوميًا صباحًا ليسيرا على الكورنيش لاستنشاق الهواء، ورغم ذلك لم يجمعهما أي أعمال فنية طوال هذه السنوات. وتعد نبيلة عبيد من أكثر الفنانات التى ارتبطت بوردة الجزائرية خلال فترة مرضها، وظلت بجوارها، وجمعتهما ذكريات كثيرة أهمها كانت في بداية تعارفهم وفي أول زيارة لوردة في بيت نبيلة عبيد. حكت نبيلة عبيد لـ«المصري لايت»، قصة وصفتها بالمؤثرة، جمعتها في أول زيارة لوردة لمنزل «عبيد»، مؤكدة أنها لن تنسي هذه القصة في حياتها لأنها الأغرب على طاولة الطعام، ولذلك كلما تجلس على طاولة وتجد أمامها «قلقاس» تتذكر على الفور صديقتها وردة. وقالت «نبيلة: «في بداية معرفتي بوردة قالت لي يا بلبلة أنا عاوزة أجي اشوف بيتك، فقلت لها بيتي تحت أمرك وبالفعل قالتلي (إنتي تعالي وبعدين إبقي إعزميني عندك»، وعندما ذهبت لها في بداية صداقتي كانت بداية مرضها وبعد ذلك ردت العزومة. وتابعت: «سألتها أي نوع من الأكل نفسك تأكليه ردت عليا وقالت اعملي اللي على ذوقك، وعملت أشياء كثيرة من ضمنها القلقاس، وعندما جاءت وبدأ الأكل وأول ما شافت القلقاس، قالتلي (يا نهار اسود)، انتي عاملالي قلقاس يا نبيلة»، وظلت تصرخ وغضبت بشدة لم أرها في هذه الحالة من قبل، قلت لها: «فيه أكل تاني»، قالت: «قلقاس يا نبيلة حرام عليكي». وشرحت وردة لنبيلة عبيد قصة القلقاس قائلة لها: «قعدنا طول الحرب مش بناكل إلا قلقاس، طب إسأليني بتحبي القلقاس ولا لأ؟». وتابعت نبيلة: «في هذه اللحظة دخلت في حالة من الحرج وقدمت لها الاعتذار، لكنها غضبت وقالت (شيلوه من قدامي وهاتيلي أي حاجة تاني أكلها، إحنا في الجزائر ماكناش بناكل غيره ساعة الحرب، سنين بناكل قلقاس». ولدت وردة سنة 1939، وتوفيت في 2012، وقدمت في مصر العديد من الأعمال الفنية في السينما منها «ألمظ وعبده الحامولي»، و«أميرة العرب» و«حكايتي مع الزمان» و«صوت الحب», ومسلسلي «أوراق الورد» و«آن الأوان»، بينما تعاونت في مسيرتها مع كبار الملحنين منهم رياض السنباطي ومحمد عبد الوهاب و محمد القصبجي وفريد الآطرش ومحمد الموجي وسيد مكاوي وبليغ حمدي وكمال الطويل.