أكدت إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم-اليونيسكو على الدور الكبير الذي باتت تلعبه جائزة الشارقة للثقافة العربية في دعم المبدعين الذين يعملون من أجل نشر ثقافة الاعتدال والسلم والتعايش بين الحضارات، كما أعربت عن تقديرها للأدوار النهضوية والثقافية والإنسانية اللافتة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة على الصعد كافة: المحلية والإقليمية والعالمية.جاء ذلك خلال حفل تكريم كل من بهية شهاب من مصر و فوزي خليفي من فرنسا الفائزين بالجائزة في دورتها الرابعة عشرة لعام 2016، والذي نظم في مقر (اليونيسكو) في باريس مساء أمس الأول، وذلك بحضور عبدالله العويس، رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، ومعضد حارب مغير الخييلي، سفير الإمارات في باريس، وعلي مصبح النعيمي مندوب الدولة الدائم لدى اليونيسكو، ومحمد القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية بالدائرة وممثلي السلك الدبلوماسي المعتمدين في باريس ومثقفين فرنسيين وعرب مقيمين.في كلمته نقل العويس تحيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، إلى جميع المشاركين في حفل تتويج الفائزين بجائزة الشارقة للثقافة العربية، مؤكداً أن هذه الجائزة أصبحت تعكس جهود الشارقة بتشجيع وقيادة ودعم من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي في نشر العلوم والمعرفة والفنون التي تزخر بها الإمارات والحضارة العربية على مستوى العالم.وقال العويس: تغمرنا مشاعر السعادة والاعتزاز باستمرار دورات جائزة الشارقة - اليونيسكو للثقافة العربية واعتلاء المبدعين والمفكرين منصة التكريم عاماً بعد عام، وها هي الجائزة تدشن عقدها الثاني قريبًا منذ الإعلان عنها بمناسبة تتويج الشارقة عاصمة للثقافة العربية في عام 1998م، في مرحلة من مراحل التنمية في الإمارات، حيث شهدت الشارقة نهضة ثقافية شاملة، تمثلت في تأسيس جامعات الشارقة، وإنشاء منظومة المتاحف المتخصصة، والمراكز الثقافية التي انتشرت في كافة مدن ومناطق إمارة الشارقة، وتنوّعت أنشطتها الثقافية حتى بلغت 370 نشاطًا في عام تتويجها باللقب. واستمرت مسيرة الشارقة على ذات النهج حتى كان عام 2014، حيث تُوِّجت الشارقة بلقب عاصمة الثقافة الإسلامية من قبل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «الإيسيسكو». كان ذلك العام عامًا استثنائيًا، فقد أضحت الشارقة تعمر بالأنشطة الثقافية، يرتادها أصحاب الفكر والإبداع، وبلغت الأنشطة الثقافية رقماً قياسياً تمثَّل في أكثر من ثمانية آلاف نشاط.وأضاف العويس: لقد حرص صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي على استمرار تعاون الشارقة الثقافي مع محيطها العربي، فها هو مهرجان المسرح العربي الذي يحظى برعاية ودعم سموّه، ينظم بصفة دورية في مدن وعواصم الدول العربية، في مشهد يعبّر عن الأخوّة العربية، كان آخرها مهرجان المسرح العربي في مدينتي وهران ومستغانم في الجزائر. كما تواصلت جهود سموه في تبنّي مبادرات ثقافية جديدة، تمثلت في إنشاء بيوت للشعر العربي في أقطار الوطن العربي، انطلقت من بيت الشعر في الشارقة من مشرق الوطن العربي، مرورًا بمدينة المفرق الأردنية والأقصر والخرطوم والقيروان ونواكشوط وتطوان في مغربه، وقريبًا في مراكش. و اختتم العويس كلمته قائلاً: تحرص الإمارات على مدِّ يد التعاون مع دول العالم والتواجد في المحافل الدولية ويتجلى ذلك في مشاهد عديدة، فقد حرص صاحب السمو حاكم الشارقة، على نقل المشهد الثقافي الإماراتي إلى دول العالم من خلال تنظيم برنامج «أيام الشارقة الثقافية في العالم»، والحضور الفاعل في معارض الكتب الدولية، حيث شهدت معارض فرانكفورت، ولندن، وباريس حضور سموه، وحرصه على الالتقاء مع دور النشر العربية والعالمية، مقدماً الدعم الكامل لإبراز الثقافة العربية في الشكل الذي يليق بها، وأتشرَّف بهذه المناسبة أن أنقل لكم تحيات سموه وتمنياته لكم بالنجاح والتوفيق، مهنِّئًا الفائزين بجائزة الشارقة للثقافة العربية لهذه الدورة.و عبرت إيرينا بوكوفا عن رضاها لمستوى النجاح الكبير الذي بلغته العلاقات الاستراتيجية المتميزة التي تجمع بين دولة الإمارات و منظمة اليونيسكو مثمنة الدور الإماراتي الكبير في دعم المبادرات التي ترسي لمزيد من الحوار بين الثقافات وتضمن التنوع الثقافي من خلال تكريمها للمؤسسات والشخصيات التي أثرت الثقافة العربية بأعمالها المتنوعة و الغنية.يذكر أن بهية شهاب محاضرة أكاديمية ومصممة ومؤرخة فنية من مصر،عرفت بالفن الملتزم بالقضايا السياسية والاجتماعية العامة إذ تقدم أعمالها سلسلة رسوم جدارية، وعرضت أعمالها في دور عرض ومتاحف ومرافق عامة عديدة في العالم، وهي من مواليد 1977.أما فوزي خليفي، فقد ولد في باريس في 1981 لأبوين تونسيين، تعلم القراءة والكتابة باللغة العربية في أواخر سنوات المراهقة. أنشأ أسلوباً خاصاً اعتمد فيه على المزج بين الشعر وفن الحرف والرسم على الجدران، يسعى من خلال هذا الفن إلى إيصال رسائل مبتكرة مستوحاة من ثقافات البلاد التي يزورها مفعمة بالجمال والحكمة تدعو إلى الوفاق والسلام يمكن للمتلقي إدراك فحواها دون الحاجة لفك رموز الكتابة باللغة العربية.