تشهد الأسواق في بريطانيا حالة من القلق والترقب بعد دعوة رئيسة الوزراء تيريزا ماي إلى انتخابات عامة مبكرة في الثامن من يونيو القادم، فيما يتوقع أن تنعكس حالة الترقب ذاتها على المستثمرين الخليجيين الذين تُعتبر لندن وجهة تقليدية مهمة بالنسبة لهم، حيث يسود الاعتقاد بأن الأسابيع الخمسة المقبلة ستشكل مرحلة من الغموض والضبابية في انتظار أية مفاجآت قد تنتهي إليها الانتخابات. وجاء إعلان ماي مفاجئاً صباح الثلاثاء بالدعوة إلى انتخابات عامة مبكرة بعد خمسة أسابيع فقط، وذلك على وقع أزمة مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي، فيما تسبب الإعلان المفاجئ بارتفاع كبير في سعر صرف #الجنيه_الإسترليني ، حيث قفز بأكثر من 1.5% فور صدور تصريحات رئيسة الحكومة، مدفوعاً بالتفاؤل من أن يتعرقل الخروج من الاتحاد، أو على الأقل يتم الانفصال وسط حالة من الاستقرار السياسي والاقتصادي وليس الفوضى. وسجَّل الجنيه #الإسترليني أعلى مستوى له منذ أكثر من خمسة شهور فور إعلان ماي عن الانتخابات المبكرة، حيث تجاوز مستوى 1.273 أمام الدولار الأميركي، قبل أن يتراجع قليلاً في الساعات اللاحقة. ورأى محللون ماليون ومسؤولو محافظ مالية تحدثوا لــ"العربية.نت" أن الفترة المقبلة ستشهد حالة من الترقب والقلق، سواء بالنسبة للمستثمرين المحليين أو الخليجيين، مشيرين إلى أن الرهان سيكون على نتائج الانتخابات ومرحلة ما بعد الانتخابات، فيما قلل خليجيون من أهمية وتأثير ارتفاع سعر صرف الجنيه الإسترليني في أعقاب الإعلان البريطاني عن الانتخابات، كون أغلب الاستثمارات الخليجية في بريطانيا "طويلة الأمد" بينما ارتفاع الإسترليني كان رد فعل سريع من السوق على الإعلان. وقال رئيس إدارة المحافظ الاستثمارية المالية في مؤسسة "شرودرز" رامي صيداني لــ"العربية.نت"، إن "العامل الأكثر تأثيراً في الاستثمارات الخليجية هو مصير العلاقة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، وليس سعر صرف الجنيه الإسترليني الذي قفز بشكل مفاجئ في أعقاب إعلان لندن عن الانتخابات المبكرة"، وذلك بسبب أن "أغلب الاستثمارات الخليجية في القطاع العقاري وهي استثمارات طويلة الأمد"، على حد تعبيره. وأضاف صيداني أن "رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي تريد قبولاً قوياً من الشعب عبر الانتخابات، وهذا من العوامل السياسية التي تؤثر بالاقتصاد، لكنها تُحدث حالة من عدم اليقين، يُضاف إلى ذلك الانتخابات الفرنسية التي ستجري بعد أيام، وهذا أوجد حالة من الضبابية والترقب والحذر، وهي حالة ستستمر لحين ظهور نتائج الانتخابات في كل من فرنسا وبريطانيا". ويذهب الرئيس التنفيذي لشركة الاستثمار كابيتال هشام أبوجامع إلى نفس الاتجاه، حيث أكد في حديث خاص مع "العربية.نت" أن "الجنيه الإسترليني وسعر صرفه ليس العامل الرئيس الذي يُؤثر في الاستثمارات الخليجية ببريطانيا، وإنما العلاقة المستقبلية بين لندن والاتحاد الأوروبي تشكل العامل الأساس". وقال أبو جامع إن المستثمرين الخليجيين في حالة من الحذر والترقب إزاء بريطانيا لحين اتضاح العلاقة مع الاتحاد الأوروبي، وشكلها بعد الخروج. وتابع: "المستثمر ينتظر اتضاح الرؤية بشأن البريكزيت وليس سعر صرف الجنيه الإسترليني، لأن سعر الصرف يقع في دائرة المخاطر اليومية التي يتم التعامل معها بشكل دائم من قبل المستثمرين". ويقول أبو جامع إن الاستثمارات الخليجية في #بريطانيا هدأت خلال الفترة الماضية بسبب التصويت على الخروج من #الاتحاد_الأوروبي في الاستفتاء التاريخي الذي شهدته بريطانيا في حزيران/ يونيو من العام الماضي. وقال وسيط عقاري عربي في #لندن لــ"العربية.نت" إن #المستثمرين_الخليجيين يبدون تخوفاً كبيراً من الخروج من الاتحاد الأوروبي، وهو ما دفع الكثيرين إلى التحفظ في الاندفاع نحو الاستثمارات الجديدة، فضلاً عن أن الضريبة الجديدة التي فرضتها الحكومة السابقة قبل عدة شهور على العقارات الفارهة أعطت دفعة قلق إضافية للسوق العقاري، وبالتالي أثرت بشكل كبير على المستثمرين الخليجيين الذين كانوا يرون في القطاع العقاري ببريطانيا ملاذاً آمناً لا يتوفر في أي مكان آخر. يشار إلى أن أسعار بعض العقارات في العاصمة البريطانية لندن كانت قد هبطت بنسبة وصلت 15% خلال عام واحد فقط، حيث أظهر تقرير سابق صادر عن شركة "نايت فرانك" واطلعت "العربية.نت" عليه أن أسعار العقارات تراجعت بسبب رفع الرسوم الحكومية المفروضة على تسجيل العقارات ونقل ملكيتها، وهو الرفع الذي بدأ العمل به في شهر أبريل من العام الماضي، وهو العامل الذي يُضاف إلى المخاوف من تداعيات الخروج من الاتحاد الأوروبي.