نوه الدكتور عبد الله بن محمد آل الشيخ رئيس مجلس الشورى وعدد من الوزراء، بالجهود الموفقة للمملكة في مكافحة الإرهاب، والخبرة التي اكتسبها الأمن السعودي في مجابهته لتلك الآفة، عبر إحباط عدد من العمليات الإرهابية قبل تنفيذها. وأكدوا بمناسبة تنظيم الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة غداً المؤتمر العالمي الثاني لمكافحة الإرهاب، أهمية الاستمرار في التصدي للإرهاب من خلال مختلف الوسائل وأهمها تحصين الأبناء وتنشئتهم النشأة السليمة والحرص على رعايتهم بعيداً عن آراء التشدد والتنطع والإقصاء. وقال رئيس مجلس الشورى: "إن الإرهاب جريمة تستهدف الإفساد وزعزعة الأمن، والجناية على الأنفس والأموال والممتلكات الخاصة والعامة؛ وقد صنفه بعض الفقهاء ضمن الجرائم التي يعاقب عليها الشرع بحد الحرابة، وإن كان الإرهاب بمفهومه أوسع نطاقاً وأخطر جرماً من تلك الجرائم. وأبان الدكتور عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، أن المملكة لم تتوقف جهودها عند هذا فحسب، بل امتدت إلى المعالجة الفكرية، لتصحيح أفكار من غُرر بهم من شباب الوطن، وأصبحوا ضحية لأرباب الفكر والضلال، حيث نهجت أسلوباً فريداً في علاج ما ظهر من بعض أبنائها باعتناقهم الفكر التكفيري المنحرف، من خلال مواجهة الفكر بالفكر. وخلص الدكتور آل الشيخ إلى القول إنه امتدادا لهذه الجهود، يأتي المؤتمر العالمي الثاني لمكافحة الإرهاب "الإرهاب .. مراجعات فكرية وحلول عملية"، الذي يهدف إلى بناء استراتجية علمية برؤية إسلامية للمعالجة الفكرية للإرهاب، من خلال التعرف على نقاط القوة والضعف، وفرص النجاح والمخاطر المحيطة بكل مراجعة فكرية، أو جهد دعوي، أو رؤية أو آلية جديدة معززة لإعادة المنحرفين ودرء الخطر عن المستقيمين، وذلك بما يحقق الانتقال بالمعالجات الفكرية من مرحلة التنظير إلى التطبيق. من جهته، أثنى وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، على ما يتضمنه المؤتمر من محاور مهمة حول موضوع الإرهاب. وقال: "إن المؤسسات العلمية والبحثية وعلى رأسها الجامعات في المملكة، معنية بعلاج المشكلات العارضة في الساحة العلمية والدعوية، وإن الإرهاب أصبح خطراً عالمياً"، مشدداً على ضرورة المراجعة العلمية والتأصيل الشرعي لإيجاد الحلول العملية، بعد معرفة جذور المشكلة وأصولها، ومواطن القوة والضعف، للوصول إلى الطريق القويم، فالله تعالى جعل هذه الأمة عدلاً خياراً، فشريعة الإسلام خير الشرائع وأعدلها، وهي وسط بين طرفين، وهدى بين ضلالتين، كما قال ربنا ــ جل وعلا: (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً)، مبيناً أن الإرهاب المتضمن لتدمير الممتلكات وترويع الآمنين والقتل بغير حق، مخالف للمقاصد السامية التي جاء بها صلى الله عليه وسلم، مفيداً أن علماء الأصول قرروا أن الإسلام جاء بحفظ خمسة مقاصد هي: حفظ الدين، وحفظ النفس، وحفظ المال، وحفظ النسل والعرض، وحفظ العقل. وقال الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ: "إن المملكة العربية السعودية وهي تستشعر واجبها تجاه مثل هذه القضايا قامت تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين، وبتنظيم من الجامعة الإسلامية، ببحث شبهات حول الإرهاب وتفكيكها وبناء استراتيجية عملية برؤية إسلامية للمعالجة الفكرية للإرهاب. وعد الدكتور إبراهيم العساف وزير المالية أن الإرهاب والتطرف يُشكلان تهديداً للسلم والأمن واستقرار البلدان والشعوب، ولذا أجمع المجتمع الدولي على إدانتهما والتصدّي لهما. وأضاف أن المملكة سعت للتأكيد على أهمية العمل الدولي الجماعي للتعامل مع ظاهرة الإرهاب، مع العمل على ترسيخ قيم التعامل والتسامح والحوار، مؤكداً أن المملكة أكدت التزامها بالقرارات الدولية الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة ذات الصلة بمكافحة الإرهاب، التي تدعو المجتمع الدوليّ إلى إدانة الإرهاب ومكافحته بكل السبل والتصدي له بجميع الوسائل وفقاً لميثاق الأمم المتحدة. وقال وزير المالية إن جهود المملكة العربية السعودية لم تتوقف عند اتخاذ التدابير الأولية لمكافحته، بل امتدّت لتشمل عدداً من التدابير والخطوات الإقليمية، وذلك من خلال انضمام المملكة إلى عدد من المعاهدات الإقليمية في مجال مكافحة الإرهاب، ومنها معاهدة منظمة المؤتمر الإسلامي لمكافحة الإرهاب عام 1999، والاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب عام 2004، وتوقيع عدد من الاتفاقيات الأمنية الثنائية مع الدول الأخرى.