×
محافظة المنطقة الشرقية

محمود أحمدي نجاد:"ذكرتُ ترامب بوعوده وشرحت له طرق الوفاء بها"

صورة الخبر

لقد مضى على الإنسان حين من الدهر ولم يحقق شيئاً مذكوراً، وهو ينتظر في كل مساءٍ سماءً جديدة وشمساً مشرقة جديدة. إنها الظواهر المتغيرة من حوله دون أن يشعر بها أو يحس أنها تغيرت قيد أنملة. هي الحياة هكذا لا تجعلك بديمومة مستمرة؛ كأنها متوقفة في نظرك أنت. ولو تساءلت وأمعنت النظر جيداً، لوجدت الجواب المجتمع، وليست الظواهر والعقل وليست الطبيعة وحسب، بل كل شيء من حولنا متغير. ولكن سلوك الإنسان لا يتغير، بالرغم أنه يتحتم عليه التغير، لأنه انفرد بالعقل المفكر ولكنه يسير في بطء شديد، والسبب الكامن هو الغريزة الأنانية والطمع والجشع والتوحد والانفراد بالرأي .. ولكن ما هو الرأي المقصود في المقال؟! المقصود ليس الانفراد برأي تافه أو رأي فرد وإنما المقصود رأي مجتمع رأي طائفة رأي مذهب رأي دين «والضحية الآخر». هذا ما يدور في جعبة المقال. عندما ينفرد ذلك المجتمع برأيه تتعطل عجلة الحياة فينا ولا تدور في رحاها لأننا مغيبون بانفراد آراء غيرنا أو ربما رأينا نحن الذي ارتضينا فيه إلى الأبد. رأيك الشخصي اتبعهُ، ولكن لا تجبر غيرك عليه. ويجب أن يتغيير هذا الرأي على حسب الظروف المحيطة بنا، فرأيي المعمول به اليوم لا يتناسب غداً. إذ لزاماً يجب علي أن أتمنطق بمنطقٍ جديد. فمن الصعب أن أنتهج نهج الآباء والأجداد، لأنني لست هم، وهم ليسوا أنا. لماذا لا ندرك التغير إلا على مسمع المصائب كهروب الفتيات أو إجرام الشباب! بكل بساطة هي ردة فعل على هذا (الجمود الاجتماعي) كل مجتمع يتماشى مع زمنه ومع طبعه المطبوع بطابع الطبيعة الذي هو فيها. نحن لا يمكن أن نقبل الحضارة الحالية ونحن ما زلنا في وضعنا السلوكي وعادات الأجداد. إذاً ضريبة الحضارة هو التغيير الجذري على أسس جديدة ومفهوم أوسع لفهم الأمور بشكلٍ أوضح. مثالنا البسيط ولكيلا أتوسع بالأمثلة هو ظاهرة هروب الفتيات فجوهر الجواب هو العقدة المحيطة من حولهن. وأعتقد أن قارئي النجيب يعرف التفاصيل الجوهرية وهو السلوك الذي أُجبرت عليه تلك الفتاة بلا رضا تام منها، فهي ترى كل شيء من حولها تغير إلا هي، ظواهرها ولا كوامنها بلا حراك ولا تقدم، سوى بعض النساء النافذات تغيرن ولكنه تغير لا يذكر أي بسيط جداً. وظاهرة الهروب، ليس المذكور هروبهن من المنازل وحسب، وإنما هروبهن من أوطانهن والإقامة في دول أخرى بلا عودة. أيضاً نفس الأسباب الداعية ولكن بشكل مختلف قليلاً. فالهاربات إلى الخارج هربن ليس من أسرهن كمثيلاتهن، وإنما هروبهن من المجتمع ذلك المتحجر برأيه والمنفرد بقراره حول المرأة التي لا يراها سوى امرأة (مطبخ) ناقصة بكل أمورها ولكن في أمورٍ خاصة عند احتياج الرجل مكتملة! المرأة السعودية اليوم أدركت التغير الطبيعي وكل شباب المجتمع أيضاً. ولكيلا تكون ظاهرة مؤلمة؛ فلنقبل التغير في دواخلنا وظواهرنا من فكر وابتداع وابتكار بما يفيد الإنسان وموطننا ومجتمعنا بشكلٍ خاص.