لقاء أمس كان عن شمولية وضع عربي عام.. مع ما هو إيجابي ومع ما هو سلبي.. وكذا قناعات معظمنا.. بالنسبة لماضينا فإن لنا أكثر من مجال يشهد بحقائق الخروج من بداية الفقر وضآلة عدد من يجيد القراءة ومحدودية ما يمكن أن يوصف في البداية بأنه مرحلة تعليم.. إن شواهد التحسن، بل الانتقال من بداية حياة قروية إلى تنوعات مسارات تطور عبر سنوات شاهد من عايشوا الشيخوخة الآن في شبابهم مدى ولع كل ساكن بالوصول إلى ذلك التطور.. سنوات طويلة تتابعت خلف بعضها ولم نكن قريباً من عصر البدايات الذي عايشه الأجداد.. نجزم أننا سنصل إلى مرحلة وضوح تقدم أو أن نحلم بعضوية منافسة.. الذي حدث أن اتجاهين تسايرا في وقت واحد.. التزام مجتمعنا بمواكبة ما أرادته الدولة من تقدم حقق إنجازات متلاحقة دون المرور بأي صراع أو عداوات.. نحن المتحركين بداية من واقع الفقر والعزلة.. وأيضاً اندفاع العالم العربي إلى شعارات قادت إلى خصومات منذ البداية بعد عصر الاستعمار، وبعد التوهم أنه يتجه بحزم وعزم إلى واقع سيادة عربية متميزة، لكن ما حدث بعد أوهام تلك البداية أن مراحل الاستمرار على امتداد الستين عاماً الماضية تقريباً قد حوّلت المواطن العربي إلى منطلقات صراع وخلافات لم يكن من السهل لأنظمة حكم متصارعة مع بعضها أو داخل وجود مواطنيها أن تكسب توجهاً جزلاً إلى الأمام.. أتت مشكلة ليست طارئة، فقد كانت متوقعة بين وقت وآخر، لأن ما حدث في العالم العربي منذ ثلاث سنوات تقريباً جعل الحزبية الإسلامية التي لم تمثل في الواقع خصوصية إسلامية لأنها تواجدت بين مسلمين.. هي إذاً حزبية سياسية للوصول إلى الحكم.. إنه يأتيك إحساس بأن تعدد مراحل الفشل في محاولات تعدد نوعيات الحكم جعلت التوجه إلى ظاهرة ادعاء الخصوصية الإسلامية وسيلة جديدة لم تعلن ذاتها من دولة عربية واحدة ولكنها تواجدت في أكثر من دولة عربية.. نواحٍ أخرى تتصل بتعدد الادعاء الإسلامي سياسياً كما في اليمن ولبنان وسوريا والعراق وليبيا وفشل في مصر.. الكل كمَن استيقظ من نوم طويل الأمد كي يرفض هيمنة حاضره الجديد.. تغيير رغم القسوة له مظهر طرافة.. وذلك بوجود سرعة التحول من أنظمة عسكرية وادعاءات حزبيات سياسية إلى تنوعات انتماء إسلامي لكن بأفكار مذهبيات سياسية خاصة.. والطريف أيضاً أن القوى التي اجتمعت حالياً بشعار إسلام هي جاهزة لو انتصرت للدخول في صراع مذهبيات..