نفذت القوات الجوية الأميرية، أمس، تمرين «الطائرة المنكوبة» وهو تمرين دوري للوقوف على جاهزية وحدات الطوارئ المشاركة. يهدف التمرين -الذي تولى قيادته جناح العمليات بقاعدة الدوحة الجوية- إلى تعريف الفرق المشاركة على إجراءات العمل المطلوبة في المواقف المختلفة واكتساب الخبرة منها وتنفيذ ما تم التدريب عليه في الحوادث الفعلية، إضافة إلى رفع مستوى التجانس العملي للمشاركين. أوضح اللواء ركن طيار مبارك محمد الكميت الخيارين -قائد القوات الجوية الأميرية- أن تمرين «الطائرة المنكوبة» واحد من أهم التمارين الدورية التي تعقد في القوات الجوية ويتعامل مع الحوادث الطارئة لطائرات القوات المسلحة أو غيرها من مؤسسات الدولة وكيفية التعامل معها والسيطرة عليها. وأشار إلى أنه يأتي ضمن تمرينات أخرى عديدة تنفذها القوات الجوية لرفع كفاءة الأفراد ومستوى الجاهزية للتعامل مع مختلف الحوادث. وأضاف: «أن هناك العديد من التمرينات المحلية والإقليمية والدولية بهدف رفع الجاهزية، وتعزيز القدرات لدى القوات المشاركة للتعامل مع أزمات أكبر مثل التسربات النفطية وحرائق الغابات وغيرها وكيفية إدارتها»، مشيراً في هذا الإطار إلى تمرين حسم العقبان الذي تم في دولة الكويت الشقيقة وشاركت فيه القوات الجوية الأميرية بجانب قوات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وأكد أن جميع التمرينات التي تقوم بها القوات المسلحة يتم تقييمها ومراجعة الدروس المستفادة منها لتطوير التمارين المستقبلية. واستعرض قائد القوات الجوية سيناريو التمرين الذي يفترض هبوط طائرة النقل الجوي «سي 17» في قاعدة الدوحة الجوية وعلى متنها عدد من الأفراد ومواد قابلة للاشتعال، واتجهت نحو منطقة العزل لتفريغ حمولتها وأثناء وقوفها ارتفعت حرارة المحرك، ما أدى لاشتعال النار فيها. وأضاف: «تم فرض حالة الطوارئ واستدعاء الأجهزة الموجودة في القاعدة وإبلاغ جناح العمليات المعني بالإطفائية والخدمات الطبية وغيرها، وبناء على المخططات المسبقة تم التعامل مع الحادث والسيطرة عليه في وقت قياسي». وأثنى اللواء ركن طيار مبارك محمد الكميت الخيارين على جهود القادة والضباط والأفراد المشاركين في التمرين واستعدادهم الدائم لأي طارئ، مشيراً إلى أن تنفيذ هذا التمرين بهذه الدقة والسرعة يعكس جاهزية الوحدات الدائمة. وأوضح أن التمارين المتعلقة بمجال الطيران ومنها الطائرة المنكوبة دائماً ما تتعاون فيها القوات الجوية مع أجهزة الدولة المختلفة مثل الهيئة العامة للطيران المدني وقطاع الخدمات الطبية بالقوات المسلحة ووزارة الصحة العامة ومستشفياتها وإدارة الأزمات والكوارث بمطار حمد الدولي. وشدد قائد القوات الجوية على أن الأجهزة والمعدات المستخدمة في التمرين من أحدث المعدات في العالم وأفضلها على الإطلاق، حيث يمكنها التعامل مع مختلف المباني والمصانع والأبراج الشاهقة، وكذلك أكبر الطائرات وأحدثها وسحبها خارج المدرج والتعامل معها بما يتوافق مع الحادث نفسه، مؤكداً في الوقت ذاته على أن الأفراد المشاركين مدربون على أعلى مستوى. القحطاني: 200 فرد اشتركوا بمعداتهم المتطورة أوضح العقيد ركن جو محمد حسن القحطاني -قائد تمرين «الطائرة المنكوبة»- أن التمرين يعقد بشكل سنوي في القوات الجوية لتأهيل المشاركين وتحقيق التجانس بين القوات، والارتقاء بآلية التعامل مع مثل هذه الحوادث. وأكد أن التمرين انتهى على أكمل وجه، وكانت الاستجابة سريعة من الفرق المشاركة بداية من مرحلة البلاغ عن طريق برج المراقبة الجوية وغرفة عمليات القوات الجوية ثم مرحلة الاستجابة من فرق المكافحة والإنقاذ والإطفائية والخدمات الطبية، وكان التدخل سريعاً وفعالاً.. ثم اختتم التمرين بمرحلة ما بعد الاستجابة وهي معرفة أسباب الحريق من خلال فريق السلامة الجوية. وأشار قائد التمرين إلى أن عدد المشاركين في «الطائرة المنكوبة» بلغ أكثر من 200 فرد تعاونوا جميعاً مع أجهزتهم الحديثة ومعداتهم المتطورة في تناغم تام، وأنجزوا مهمتهم بسرعة فائقة أقل من ساعة واحدة، مشدداً على أن السرعة من أهم عوامل النجاح في أية عملية إنقاذ أو مكافحة.;