×
محافظة مكة المكرمة

مجلس الوزراء: تسجّل جميع صكوك ملكية العقارات التي تملكها الدولة باسم «عقارات الدولة»

صورة الخبر

أكد الفائزون بالمراكز الثلاثة الأولى في جائزة نهام الخليج أن جائزة كتارا لفن النهمة ساهمت بشكل كبير في إحياء أحد أهم الفنون التراثية والشعبية التي تميزت بها منطقة الخليج قديماً، وطالبوا بضرورة تبني دول مجلس التعاون لتوجه قطر نحو إعادة إحياء التراث الموسيقي والغناء الشعبي الخاص بفن النهمة، ونادوا بضرورة إنشاء كيان للمحافظة على هذا التراث أو عودة مركز التراث الخليجي، وأشادوا جميعهم بالمستوى الذي ظهرت عليه مسابقة نهام الخليج، وأعربوا عن قبولهم التام للنتائج ووجهوا الشكر للجنة المنظمة ولجنة التحكيم، الراية  حرصت على لقاء النهامين الثلاثة الفائزين بالمراكز الأولى لتتعرف منهم عن كواليس استعداداتهم خلال منافسات المسابقة. اهتمام بالتراث البداية كانت مع النهام القطري الذي حصد الدانة الكبرى والفائز بلقب نهام الخليج علي سعيد المري الذي عبّر عن سعادته الكبيرة بهذا اللقب، وقال إن هذه الجائزة هي ثمرة اجتهاد ومشوار طويل قطعه في دروب الفنون الشعبية التي يجيدها ويعرف عنها الكثير، وأوضح أنه تعلم خلال مسيرته كافة ألوان الفنون الشعبية إلا أن الفنون البحرية والفجري لها مكانة خاصة في قلبي حتى إنني أعتبر نفسي تزوجت هذه الفنون من كثرة ما أحبها وأفضلها، وأنا أدين بالفضل بعد الله للنهام محمد بدر السادة الذي علّمني كافة ألوان وفنون هذا اللون الغنائي، ولهذا أنا أخصّه بالشكر وأهديه الفوز الغالي الذي جاء بعد منافسات قوية وأنا أقول لجميع المتسابقين إن الكل فائز. وأوضح المري أن أهمية هذه المسابقة ستسهم في تعزيز وترسيخ فن النهمة لدى الأجيال الجديدة، وقال: نتمنى أن نشاهد أجيالاً من الشباب تهتم بهذه الفنون وتمارسها، ودعا إلى ضرورة تضافر جهود دول مجلس التعاون في إحياء هذا الفن وكافة الفنون البحرية خاصة أننا نتشابه في هذا التراث، مؤكداً أن إنشاء جهة مشتركة للحفاظ على الفنون الشعبية التراثية سيكون أمراً إيجابياً وسيسهم كثيراً في إعادة إحياء هذه الفنون وفي زيادة عدد من يمارسونها وهو ما نطمح إلى تحقيقه ونتمناه، وأكد المري أن دولة قطر بها عدد من الفنانين الشباب المتميزين في كافة مجالات الفنون إلا أن مجال الفنون البحرية القديمة يعاني من ندرة الممارسين له ومن هنا تأتي أهمية مثل هذه المبادرات التي تقوم بها دولة قطر ممثلة في المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا أو كافة مؤسسات الدولة التي تُعنى بالقطاع الثقافي والفني، ووجّه المري نداء للشباب بضرورة الاهتمام بالتراث الفني الشعبي، خاصة فن النهمة لأنه أحد الفنون الجميلة التي عرفها أجدادنا في دول الخليج. ريادة قطرية بينما ذهب النهام الكويتي سالم وليد صالح الفائز بالحصباء في المركز الثاني من مسابقة نهام الخليج بجائزة مقدارها 70 ألف ريال قطري إلى بعد آخر في أهمية هذه المسابقة، حيث أكد أنها أعادت للنهمة قيمتها وأهميتها التي كانت عليها في السابق، وعرفت الجيل الحالي بفن النهمة، خاصة بعد أن كان هناك كثيرون لا يعرفون عنه شيئاً بل وكان في طريقه للاندثار، وأشار إلى أن "النهام" كان هو الشخص الأبرز على ظهر السفينة وكان يحظى بمعاملة خاصة من قبل النوخذة، حيث إن هذا الشخص هو الذي يستثير همم البحارة ويشحذهم للعمل في موسم الغوص الذي يمتد إلى أربعة أشهر وعشرة أيام، ولم يكن هناك أي وسائل للترويح أو التسرية عن البحارة إلا ما يسمعونه من أغاني فنون البحر "فنون العمل، فصول الفجري) التي يؤديها النهام. وقال سالم وليد إنه استفاد كثيراً من كونه أحد الممارسين للفنون الشعبية، حيث إنه أحد أعضاء فرقة الماس الكويتية وإن ممارسته لهذه الفنون بشكل دوري ساعدته كثيراً في أن يصل لهذا المستوى، موضحاً أن التدريب والممارسة بشكل مستمر يجعلان الفنان قادراً على تقديم مستوى مميز، مشيراً إلى أنه يحرص على قضاء ساعات طويلة في التدريب وحفظ الأغاني "التنازيل" البحرية القديمة ويؤديها مع أعضاء الفرقة، وأشاد كثيراً بما حققه في مسابقة نهام الخليج وحصوله على المركز الثاني وبتعرفه على مجموعة من أفضل النهامين في دول الخليج خلال جائزة كتارا لفن النهمة. وأشار النهام الكويتي إلى أن ما تقوم به قطر من أنشطة وفعاليات ومسابقات ومهرجانات تهدف جميعها لحفظ التراث وإعادة إحيائه مرة أخرى هو أمر محمود جداً وعلى جميع دول مجلس التعاون أن يساهموا أيضاً في دعم هذا التوجه حتى نحافظ جميعنا على إرثنا الشعبي من الفنون، وأوضح أن قطر أصبحت دولة رائدة في مجال حفظ التراث جنباً إلى جنب مع ما تشهده من نهضة في كافة المجالات، وأشاد كثيراً بمستوى المسابقة وبنزاهة لجنة التحكيم وقال نتمنى أن نحقق الأفضل في الأعوام القادمة. مراجع أكاديمية أما النهام البحريني أحمد عبدالله جمعة والفائز باللؤلؤة الثالثة وهي "البدلة" وبجائزة مقدارها 50 ألف ريال فإنه يقول: بفضل الله وتوفيقه وبفضل مؤازرة كل أصدقائي وأساتذتي في فرقة إسماعيل دواس وفرقة قلالي الذين لم يقصروا معي بدأت في هذا المجال وتعلمت منهم الكثير إلى أن نجحت في أن أكون أحد الفائزين بالمراكز الثلاثة في أهم جائزة على مستوى الخليج، وأوضح جمعة أن فن النهمة يحتاج إلى زيادة عدد الممارسين له حتى يستمر ولو لم يكن هناك ممارسون لهذا الفن فلن نجده مستمراً بل سينقرض وهو ما حدث في عدد من البلدان، ولهذا أنا أتمنى أن يكون هناك دعم من أجل تعليم الشباب فنون النهمة وترسيخ حب هذه الفنون في قلوبهم حتى يمارسونها وتصبح شيئاً معروفاً لديهم. وأضاف النهام البحريني أنه وبالرغم من حداثة عهده بفنون النهمة إلا أنه عشقها وكان حريصاً على أن يتعلمها بشكل كبير وهو الأمر الذي دفعه إلى البحث في هذه الفنون ومحاولة تعلم كل أشكالها وألوانها لدى أهل الخبرة وأصحاب الفرق الشعبية الذين تميزوا بهذا اللون الفني، ولهذا فأنا أوجه لهم كل الشكر فيما وصلت إليه وأهدي لهم هذه الجائزة، وأيضاً أتمنى أن تكون هناك جهة خليجية تفعل ما فعلته كتارا من اهتمام بفن النهمة وتقوم بدعم مهرجان أو مسابقة على مستوى الخليج حتى يزداد الاهتمام بهذا الفن ويعرفه الشباب ويمارسونه، كما أتمنى أن يكون هناك اهتمام أكاديمي بالفنون الشعبية الخليجية وأن يكون لنا مراجع نستطيع أن نعود إليها في حال طلبنا معلومات أو ما شابه لأحد الفنون، خاصة أننا نعاني في هذا المجال ولا يستطيع أحدنا أن يصل بسهولة للمعلومات.