×
محافظة المدينة المنورة

«الأرصاد»: استمرار نشاط الرياح المثيرة للأتربة والغبار على الرياض

صورة الخبر

يستيقظ الطفل ليلاً يبكي ويصرخ نتيجة الصعوبة في التنفس، حيث تراكمت كميات كبيرة من المخاط في صدره أو في الشعب الهوائية، وأصبح يشعر بحالة من الخنقة جعلته يصاب بالخوف والهلع، فهو يبحث عن الأم كي تنقذه من هذه الحالة، يرتمي في حضنها وتحاول الأم أن تفهم ماذا أصاب صغيرها، فهو يأخذ شهيقاً ثم يحاول التقيؤ، فكميات المخاط كادت تغلق ممرات التنفس، وسرعان ما تنجح عملية التقيؤ بعد محاولات مريرة من جانب الطفل، الذي يزداد خوفه من حالة الترجيع المزعجة بالنسبة له، وبعدها يستريح الطفل نسبياً، ويركن في حضن الأم خوفاً من عودة هذه الحالة، ويغلبه النوم مرة أخرى، ثم يقوم مرة أخرى عند شعوره بهذه الحالة مرة أخرى، وما يشعر به الطفل في هذه الحالة يسمى مرض الخناق، وهو التهاب فيروسي حاد يصيب الجهاز التنفسي العلوي.يعد مرض الخناق من أكثر أمراض الجهاز التنفسي انتشاراً بين الأطفال، وهذا المرض يهاجم الأطفال في سن صغيرة، فهو غالباً يصيب الأطفال الأقل من سنتين ونصف أو ثلاث سنوات، وسوف نوضح هذه الحالة المرضية بالتفصيل مع كشف الأسباب، والأعراض التي تظهر، وطرق الوقاية من هذا المرض، وأساليب العلاج الممكنة والمتاحة.انسداد ممرات الهواءيصيب مرض الخناق الأطفال الصغار نتيجة عدوى فيروسية في معظم الحالات، وتسبب هذه العدوى التهابات في القصبة الهوائية وممرات دخول الهواء، ما يجعل الجهاز المناعي في حالة تأهب ويهاجم هذه الفيروسات، ويزيد من إفرازات السائل المخاطي الموجود في هذه المناطق، كنوع من المقاومة لهذه الفيروسات أو أي أجسام غريبة أخرى، وتزيد كميات المخاط بدرجة تعوق انسيابية دخول الهواء إلى الرئة، وتضيق ممرات الهواء بدرجة ملحوظة بفعل التورم والمخاط، ما يؤدي إلى حدوث شبه انسداد في ممرات الهواء، وتؤثر على قدرة الطفل في استنشاق الهواء وتصيبه بدرجة من الخناق تجعله في حالة انزعاج وخوف، ويلجأ إلى السعال كوسيلة مساعدة على فتح ممرات الهواء، ومع شدة السعال يبدأ الطفل في التقيؤ مخرجاً بعض سائل المخاط ويستريح قليلاً، وبحسب كمية المخاط المتكون تزيد حالة الخناق وتستمر أو تقل، ويستمر السعال الشديد في حالة زيادة انسداد ممرات الهواء، ويحتاج الصغار لمن يساعدهم للتغلب على هذه الحالة، لأن الطفل في هذا العمر تكون ممرات الهواء صغيرة وضعيفة، ولكن عندما يصل إلى عمر 3 سنوات فأكبر، تتسع مساحة ممرات دخول الهواء وتصبح أكثر قدرة وقوة على التحمل، وبالتالي لا يصاب الطفل بهذه الحالة المرضية.حمى وصعوبة التنفس يأتي مرض الخناق بعد إصابة الطفل ببعض أعراض البرد، والتي قد تتطور إلى هذه الحالة المرضية، أو يمكن أن يهاجم هذا المرض بعض الحالات من دون أي مقدمات، ولكن غالباً ما تظهر أعراض مرض البرد، مثل ارتفاع درجة حرارة الطفل والإصابة بالرشح والزكام، وسماع صوت شخير الطفل أثناء النوم، ويستمر ارتفاع درجات الحرارة من يومين إلى ثلاثة، تنخفض فقط بعد إعطاء الطفل خافض الحرارة ثم تعود إلى الارتفاع، ويستمر الرشح 4 أيام، ثم تظهر حالة مرض الخناق، حيث يشعر الطفل بصعوبة كبيرة في التنفس، وتهاجمه هذه الحالة أثناء الليل أو النوم، ويبدأ الطفل في السعال المصحوب بخروج بعض المخاط، ويزيد السعال في الليل ويأتي في صورة نوبات تهاجم الطفل، وتستمر نوبة السعال من ساعة إلى ساعة ونصف، ثم تزول وتعاود الرجوع في اليوم التالي، وشعور الطفل بالاختناق يجعله يبكي بشدة ويحدث اضطراب أكثر في عملية التنفس فيزيد السعال، وتكون أعراض هذا المرض حادة وشديدة في أول يومين ثم تهدأ الحالة بالتدريج مع العلاج، أو مع تحسن حالة الطفل نتيجة تغيير ظروف المرض وعمل جهاز المناعة.اللون الأزرق تزيد خطورة مرض الخناق في حالة استمرار الأعراض وتطورها سلباً، وظهور تغير على لون الطفل إلى اللون الأزرق، وخاصة حول الفم، حيث يسبب الاختناق المستمر إلى حدوث انخفاض في كميات الأكسجين الداخلة إلى جسم الطفل وبالتالي يظهر اللون الأرزق على جسمه، وتلاحظ الأم أن طفلها يبذل مجهوداً كبيراً في عملية الشهيق، وهو يمسك بها بقوة خوفاً مما أصابه، وفي بعض الحالات تزيد درجة حرارة الطفل ويظهر طفح جلدي بسبب هذه الحرارة، وبعض الأطفال يظهر لديهم صعوبة في عملية البلع، وتظهر بعض الالتهابات في الفم، وعند ظهور هذه الأعراض السابقة لا تتردد الأم في الذهاب إلى الطبيب المختص أو اللجوء إلى المستشفى لأن الطفل يمكن أن يصاب بالاختناق الحاد، الذي يسبب تفاقماً للمرض ويؤدي إلى مشاكل صحية كبيرة، مثل تلف بعض خلايا المخ نتيجة قلة الأكسجين الواصل إليها، أو تزيد درجة الحرارة من حدوث أضرار للطفل، ومن المضاعفات أيضاً مهاجمة نوبة الخناق بصورة مستمرة وحادة، وسماع صوت يصدر من صدر الطفل أثناء التنفس، ونزول كميات كبيرة من اللعاب حول الفم، وبعض الأطفال يدخلون في حالة غيبوبة.فيروس نظير الأنفلونزا يحدث غالباً مرض الخناق للأطفال في فصلي الشتاء والخريف، وأيضاً مع بداية فصل الربيع، بسبب مهاجمة فيروس يُسمى نظير الأنفلونزا، وبعض الفيروسات الأخرى، وفي بعض الحالات يكون السبب عدوى جرثومية. والذي يميزه هو الحرارة العالية للطفل، ويمكن لمرض الخناق أن يكون خطراً حقيقياً على حياة بعض الأطفال حديثي الولادة أو بعض الذين لديهم عيب خلقي مثل ضيق ملحوظ في ممرات الهواء التنفسية، وغالباً ما يصاب الطفل بهذه الحالة المرضية بعد بلوغه 6 أشهر، ولكن تتركز حالة المرض بكثرة في أعمار ما بين سنة ونصف وصولاً إلى عمر السنتين، ولكنها يمكن أن تحدث قبل هذا العمر أو بعده، ولكن قليلة للغاية، ويجب العناية الفائقة في حالة إصابة الأطفال الأقل من 6 أشهر، وذلك لما يمكن أن يمثله هذا المرض من خطورة على حياة حديثي الولادة، وحدوث اختناقات قوية، وعدم قدرة هذا الطفل الصغير على التعبير عما أصابه من ضرر، وأيضاً نتيجة ضيق ممرات الهواء في هذا العمر المبكر، والتي لا تتحمل الورم ولا الانسداد بالمخاط، وتنغلق بصورة كبيرة تسبب الاختناق.دور الأم تساعد الأم طفلها عند الإصابة بمرض الخناق عن طريق حمله بين ذراعيها وطمأنته، ومساعدته على التقيؤ وإخراج المخاط أو البلغم الذي سبب له الاختناق، وتظل بجانبه حتى تذهب نوبة الخناق، وأن تجلسه في وضع يكون ذقنه إلى الأمام كي تتسع الممرات الهوائية، فالطفل في هذه الحالة يصاب بالهلع والخوف ويحتاج للاطمئنان، فبعد زوال النوبة تسارع الأم إلى عمل بعض المشروبات الدافئة التي تساعد على إذابة هذا المخاط ونزوله خارج الجسم، وأيضا تعويض الطفل عن السوائل المفقودة بسبب ارتفاع حرارة الجسم، ولا تنسى الأم إعطاء طفلها نوعاً من الأدوية الخافضة للحرارة، وخاصة الأدوية التي تحتوي على مركبات الباراستيمول المفيدة في تخفيف الأعراض، ويمكن عمل إجراء سريع في المنزل لتخفيف حدة الاختناق، وهو قيام الأم بتسخين إناء يحتوي على الماء وبعض ملاعق الملح، وتقرب الطفل من بخار هذا الماء المتصاعد نتيجة التسخين، وعندما يستنشق الطفل هذا البخار الدافئ سوف يعمل على إذابة المخاط وتوسيع ممرات الهواء والشعب الهوائية، ولكن يجب الحذر حتى لا يصاب الطفل بالحروق.البخار والكورتيزون تنصح بعض الدراسات في حالة إصابة الطفل بنوبة حادة من مرض الخناق، خاصة أثناء الليل وعدم توفر طبيب في هذا الوقت، أن تقوم الأم بإجراء سريع، وهو حمل الطفل إلى دورة المياه وغلق الباب، وفتح صنبور المياه الساخنة في البانيو فترة، وإن لم يتوفر البانيو، عليها أن تعلق فتحة الحوض وتفتح المياه الساخنة في الحوض أو البانيو، حتى يمتلئ المكان ببخار الماء مثلما يحدث فى الساونا، وتقرب الطفل من البخار حتى يستنشق الهواء الدافئ، وتهدأ نوبة الخناق ويرتاح الطفل ويقل السعال، وفي المستشفى يوضع للطفل جهاز الاستنشاق الذي يحتوي على مادة توسيع القصبة الهوائية وممرات الهواء، مع مادة الكورتيزون حسب عمر الطفل ووزنه، كما يقرر الطبيب بعض المضادات الحيوية للقضاء على البكتيريا، ويمكن توصيل الأكسجين إلى الطفل إذا اقتضت الضرورة، مع دواء مهدئ للسعال، ومسكن وخافض للحرارة مناسب للطفل، ويمكن أيضاً تناول الأوترفين المضاد للرشح. الذكور أكثر تشير الدراسات الحديثة إلى أن مرض الخناق أو الخانوق شائع الانتشار بين الأطفال في سن معينة، فتصل نسبة الإصابة به إلى حوالي 77%، وغالباً ما يمر به معظم الأطفال في حياتهم، ويمكن أن ينتقل عن طريق تنفس هواء محمل بالفيروس أطلقه شخص مصاب عن طريق السعال والعطس، كما ينتقل عن طريق العين والفم بعد لمس الأماكن والأشياء الملوثة بالفيروس ووضع اليد على العين أو الفم، وتصنح الدراسة بقاء الطفل في البيت لحين زوال الأعراض، وإبعاد الطفل المصاب عن الأطفال الرضع تماماً، كما أن الذكور أكثر إصابة من البنات، وأرجعت الدراسة إصابة ما يقرب من 82% من حالات مرض الخناق إلى فيروس نظثر الإنفلونزا، وبقية الحالات لفيروسات وجراثيم أخرى، ونادراً ما يصيب هذا المرض الأطفال الأكبر من 5 سنوات.