×
محافظة الرياض

خلال افتتاحه معرض: «تذوق الفن بحواسك الخمس» .. عبد العزيز بن أحمد: ذوو الإعاقة البصرية يتحلون بخيال خصب ولديهم قدرات عالية

صورة الخبر

النسخة: الورقية - دولي لا يكتم رئيس النظام السوري بشار الأسد تمسكه بالسلطة أياً كانت النتائج، ولا بالبقاء فيها عبر إعادة انتخابه بعد انتهاء فترة ولايته الحالية في حزيران (يونيو) المقبل، لكن غيره في واقع الأمر، وغير الشعب السوري المعني بذلك تحديداً، هو من قرر حتى الآن، وربما يقرر لاحقاً، ما اذا كان الأسد سيبقى في منصبه بعد هذا الموعد أو سيرحل، ومتى، وكيف. قال ذلك قائد سلاح الطيران في الحرس الثوري الايراني، أمير علي حجي زادة، عندما أكد أخيراً «ان الأسد ما زال في السلطة، لأن ايران أرادت ذلك»، كما أكده كل من الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله ونائبه الشيخ نعيم قاسم، بإعلان الأول «ان مرحلة سقوط النظام السوري قد انتهت» (أضاف اليها انتهاء خطر التقسيم بدوره أيضا؟!)، وقول الثاني «ان الأسد سيترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، وسيفوز، وعلى الجميع أن يتقبلوا هذه الحقيقة». وهذه «الحقيقة» بالذات هي ما يختزل الكارثة الوطنية والانسانية التي تحل بسورية، ليس الآن فقط، وإنما منذ أن استولى الرئيس السابق حافظ الأسد على السلطة مطلع السبعينات من القرن الماضي، ومحاولته لاحقاً توريثها لنجله باسل، ثم بعد وفاة هذا الأخير تحضير نجله الثاني بشار للهدف اياه، وصولاً بعد وفاة الوالد عام 2000 الى تعديل الدستور ليكون ملائماً لسنّ بشار الصغير يومها، ثم منحه رتبة عسكرية رفيعة تسمح له بأن يتولى، كما هي عادة النظام، قيادة القوات المسلحة الى جانب منصب رئاسة الجمهورية. وهي نفسها ما يختصر حرب الابادة الجماعية والتدمير الشامل التي يشنها الأسد (مدعوماً من ايران و «حزب الله»، فضلاً عن روسيا) على الشعب السوري منذ أكثر من ثلاث سنوات، لمجرد أنه طالب بإصلاح النظام الاستبدادي/التوتاليتاري/الأقلوي/الوراثي هذا، بما في ذلك تحديداً انهاء حكم العائلة بعد أكثر من أربعة عقود من الذل النازل بهذا الشعب والمفروض عليه بالقوة طيلة الفترة السابقة. فالقضية بالنسبة الى نظام الأسد، كما بالنسبة الى حلفائه الخارجيين هؤلاء، هي تماماً ما يرفضه الشعب السوري وقد رفعه في مقدم مطالبه الاصلاحية عندما نزل الى الشوارع داعياً الى انهاء سلطة حكم العائلة. وفي الوقت الذي يعلن فيه بشار الأسد أنه سيترشح مجدداً لرئاسة الجمهورية في أيار (مايو) المقبل، ويتحدث كل من حجي زادة وحسن نصرالله ونعيم قاسم عن بقائه في المنصب حتى الآن بإرادتهم وقواتهم المسلحة، وعن فوزه المحتّم في الانتخابات الرئاسية المقبلة، يكون المشهد السوري الراهن (وربما المقبل أيضا؟!) قد اكتمل فصولاً، ولا مكان فيه لأي تعديل ما لم يحدث، أولاً وقبل ذلك، تغيير في مشهد المجتمع الدولي وحركة قواه السياسية في مواجهة هذا الواقع المر. وهكذا تكون «الانتصارات» العسكرية التي يهلل لها النظام السوري، ويتحدث عنها بفخر واعتزاز مسؤولو ايران و «حزب الله» (تصمت روسيا والعراق حالياً لانشغالهما بأوكرانيا وبانتخابات نوري المالكي)، أشبه بأوراق اقتراع يلقونها في صناديق الاقتراع التي نصبها الأسد في سورية منذ الآن تحضيراً لإعادة انتخابه رئيساً عندما يحين موعد الانتخابات بعد حوالى شهرين. لا يريد بشار الأسد غير ذلك، ويبدو أن حلفاءه هؤلاء يؤيدونه فيه، على رغم الكارثة الوطنية والانسانية (مئتا ألف قتيل وعشرة ملايين نازح وتدمير البنى التحتية والفوقية لغالبية المدن والقرى) التي حلّت بسورية خلال الشهور الـ 38 الماضية. وعملياً، فإذا كان مفهوماً لماذا يتمسك الأسد بإدامة حكم العائلة ربما لعقود أخرى (يذكر بعض أزلامه هنا اسم حافظ بشار الأسد)، فليس مفهوماً تماماً لماذا تقف روسيا تحديداً، فضلاً عن ايران وأتباعها في لبنان والعراق حتى لا نتحدث عن الجزائر أيضاً، الى جانب الإصرار على بقاء هذا الحكم. هل هي المصالح الاستراتيجية، السياسية والاقتصادية فقط، كما تذهب بعض الدول الغربية والعربية الى القول، أم أن المسألة أبعد من ذلك؟ يبحث مجلس الأمن الدولي الآن احالة الأسد الى المحكمة الجنائية الدولية لارتكابه جرائم حرب ضد شعبه، الأمر الذي سترفضه موسكو وتستخدم كعادتها حق النقض في وجهه، بينما تكرر طهران في كل مناسبة أنها لن تسمح بســقوط النظام الذي طالما قالت انها تعتبره حاكماً لإحدى المحافظات الايرانية. فهل هو التماثل بين الأنظمة في الدول الثلاث، ما يجعل مواقفها موحدة من بقاء حكم الأسد وحتى إعادة انتخابه لفترة رئاسية أخرى: في روسيا، حاكم هو فلاديمير بوتين قام قبل فترة بتبادل الموقع بينه وبين رئيس حكومته ميدفيديف، وسيفعل الأمر ذاته بعد انتهاء ولايته الحالية. وفي ايران، حاكم هو حسن روحاني لا يملك سلطة فعلية في مواجهة «الولي الفقيه»، الذي هو الحاكم الفعلي، السيد علي خامنئي. وفي سورية، حاكم هو بشار الأسد لا يملك من السلطة إلا ما يمنحه له قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني والأمين العام لـ «حزب الله» اللبناني حسن نصرالله بعد أن أنقذاه، كما قالا مراراً من السقوط وهما يعملان الآن على اعادة تنصيبه في مكانه تحت لافتة ان ما يجرى هو انتخابات رئاسية يقوم بها الشعب السوري! هل هذا ما يحدث على أرض سورية، في الوقت الذي تستمر فيه الآلة العسكرية المشتركة، السورية والروسية والايرانية والميليشيات التابعة لها، قصفاً وتدميراً وإبادة للوطن السوري وشعبه من دون أي رد فعل حقيقي من المجتمع الدولي، ولا حتى من المجتمعين العربي والاسلامي اللذين ينتمي اليهما هذا الشعب؟ فقط، بعض العون الانساني للنازحين في أرضهم وفي دول الجوار وللجرحى نتيجة القصف بالصواريخ والأسلحة الكيماوية والبراميل المتفجرة تُلقى على الناس بالطائرات من الجو... وانتظار أن تتوقف ما وصفتها الناطقة باسم البيت الأبيض بـ «عملية استنزاف» تجرى على الأراضي السورية وبين المتقاتلين فيها! غني عن البيان أن هذه هي حقيقة المشهد السوري في المرحلة الراهنة. ولا تملك هذه السطور سوى القول: للأسف الشديد!