شارك من خلال تويتر فيسبوك جوجل بلس اكتب رأيك حفظ يشهد سوق العمل في جدة حراكا واسعا باتت تتقلد فيه المرأة مناصب إدارية وتدير مجموعات عمل وفق مهارات وكفاءات في خطوة لملاحقة رفع مستوى الأداء والجودة وتطورات قطاع الأعمال في كافة المجالات فباتت العقاريات وصاحبات الأعمال وكل امرأة تضع بصمة في نجاح منظومة العمل.. ومن هذا المنطلق اطلق لهن العنان واطراف الحديث لعرض تجاربهن خاصة عندما تكون المرأة «مديرة».. فهل يتقبل بعض الموظفين مهام المرأة كمديرة في العمل؟ بداية تروي ازدهار باتوباره تجربتها أثناء بداية خوضها العمل في سوق العقار الذي يسيطر عليه عنصر الرجال حيث تقول: من الطبيعي أن كل اتجاه جديد من أشكال التغيير يواجه بالرفض خاصة أن القطاع العقاري قطاع يسيطر عليه الرجال. وتتابع: في بدايات عملي كمستثمرة في مجال العقار واجهت بعض الشيء من عدم التقبل لكن بعد فترة وجيزة وانطلاقا من المهنية بات السوق يضم عددا من العقاريات في بيع وشراء الأراضي والشقق التمليك. الجدارة والخبرة وتضيف: من وجهة نظري متى ما امتلكت المرأة العاملة المهنية وعامل الخبرة والدراية والإلمام الذي يشكل إضافة حتما سيتقبلها الرجل مديرة له في العمل. فيما تقول المشرفة التربوية في إدارة التجهيزات في إدارة تعليم البنات في مكة المكرمة الدكتورة وفاء منذر: إن تقبل الرجل لأن تكون المرأة «مديرة عليه في العمل» يعتمد على ثقافته ونظرته لمكانة المرأة في حياته وهنا نتحدث عن ثقافة مجتمع واختلاف المفاهيم من بيئة اجتماعية إلى أخرى فمتى ما تربى الرجل على احترام وتقدير مديرته في العمل انطلاقا من مهنيتها فلن يجد ضيرا في التعامل معها وفق واجبات الموظف تجاه مهام عمله وإذا كان عكس ذلك فسيجد أن ترؤسها له في العمل ينتقص من شخصيته أمام الآخرين. اما الأخصائية النفسية في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة نوال عثمان فتجد أنه إذا نظر الطرفان أن أحدهما لا يتقبل الآخر كون المرأة ترأس الرجل في العمل يكون هذا ضربا من الوهم مصطنعا للدخول في ما يسمى «الندية» وهذه جميعها إفرازات ناتجة عما تشكل في ذهنية الرجل تجاه المرأة. وتضيف: ليس بالضرورة أن يرفض الرجل رئاسة المرأة له في العمل فقد تكون امرأة هي خصم لامرأة أخرى نتيجة «محدودية وعيها» في حين أن الجميع ينبغي أن ينطلق من المسؤولية الاجتماعية تجاه مفهوم العمل. وتستعرض الأخصائية النفسية نوال عثمان روشتة لتعامل المرأة المديرة في العمل في حال رئاستها موظفين من الرجال والنساء بأن تكون شخصية حيادية ومنطقية تتعامل وفق منطق حقوق وواجبات الوظيفة حتى يتقبلها الموظفون الرجال مديرة عليهم لكن هناك بعض النماذج ترفض رئاسة المرأة في العمل ويعتبر نفسه أحق بالرئاسة. ثقافة الأفراد وفي السياق نفسه أرجعت مسؤولة المطبوعات في منظمة التعاون الإسلامي ومدير تحرير مجلة المنظمة مها عقيل إلى اختلاف ثقافة الأفراد حيث تشير إلى أن هناك نماذج تحارب أي شخص ناجح وبعضها يحارب المرأة الناجحة خاصة وفي رأيي أن ذلك يعود الى الجهل وعدم الثقة في النفس وعدم الثقة في قدرات المرأة وحقها في النجاح طالما انها أثبتت نفسها وهناك نماذج ترفض ولكن يتعايش ويبدأ في تقبل الأمر. وهناك من ليس متعودا على ذلك ولكن لا يرفضه وهناك من يشجع ويدعم من البداية وترى أن ذلك يرجع إلى ثقافة فردية تختلف من شخص لآخر حسب خلفيته الثقافية والمجتمعية ولكن الذين يرفضون او يحاربون المرأة كرئيسة في العمل ربما تكون نسبتهم اكبر بسبب أن طبيعة غالبية أماكن العمل تفصل بين الرجال والنساء وبالتالي لا يستطيعون أن يستوعبوا امكانية ان تكون امرأة رئيسته في العمل.. هي مسألة وقت وتعود على وجود المرأة في مكان العمل مع الرجل تؤدي نفس المهام وبنفس الكفاءة وبالتالي يصبح من الممكن ان تصل الى المناصب القيادية مثل الرجل، والبداية تكون بتهيئة أماكن العمل والعاملين فيها من الرجال والنساء على الجدية في العمل والمعاملة المتساوية والتعامل مع بعضهم باحترام ومهنية. الضعيف الأقوى أما المذيعة في القناة الثقافية الإعلامية ميسون أبو بكر فترفض نظرة البعض تجاه المرأة بأنها العنصر الضعيف في المجتمع حيث تقول: اعتقد أنها بذاتها ومقدرتها وصبرها قادرة على التقدم في مجتمعها والمشاركة فيه بفاعلية، فالمرأة ليست بحاجة إلى مدافعين عن حقوقها ممن يقومون برفع الشعارات فقط وإن جئنا لحقيقة الأمر نرى بعضهم أشد ظلما لها كزوجة سواء بخيانتها أو هضم حقوقها وعدم إكرامها، ولربما ظلم المرأة يأتي من امرأة من جنسها بدافع الغيرة والحسد وقد يأتي من الرجل وهو أعظم، فقد لا يستوعب الرجل ترؤس امرأة له في عمله، وقد يرضي غروره أن تبقى هذه المرأة تحت إمرته وفي حاجته، كثير من الرجال في العمل لا يستوعبون خوض المرأة للوظائف التي كانت حكرا لهم فيرفضون تواجدها. ومن وجهة نظر أخرى ترى سيدة الأعمال سارة بغدادي أن هناك بالفعل نماذج لبعض الرجال الذين يرفضون أن ترأسهم امرأة في العمل لكن متى ما تعاملت المرأة من منطلق الفكر الإداري معهم بالحقوق والواجبات والمطالبة بما يضمن تطوير إمكانيتهم ويدفعهم لتقلد مناصب في قطاعات عملهم فهنا حتما سيتفق الموظفون الرجال بأن رئاسة المرأة للقطاع مبنية على مهارات مهنية. وعلى الصعيد القانوني قسمت المستشارة القانونية بيان زهران رفض تعامل بعض النماذج من الموظفين الرجال المرأة كمديرة لهم في العمل وفقا لتعدد نظرتهم فهناك من ينظر لها من منطلق إمكاناتها الإدارية وكفاءتها الوظيفية وآخرون ينظرون لها نظرة قاصرة في عدم قيامها ببعض من الأعمال وهذه نظرة قاصرة فالمرأة اثبتت قدرتها على التنافس والإنتاجية والشواهد عديدة في كافة المجالات الاجتماعية والاقتصادية والأعمال التطوعية وهنا يكون رفض الرجل لإدارة المرأة غير منطقي ولا يستند على مبررات مهنية. العامل النفسي وعلى صعيد الجانب النفسي عزا استشاري الطب النفسي الدكتور محمد الحامد رفض البعض أن تتسنم المرأة زمام الأمور أو تصبح مديرة عليه إلى ثقافة المجتمع وللموروثات الثقافية والاجتماعية، مشيرا إلى أن الثقافة السائدة هي السلطة الذكورية المستمدة من سوء فهم البعض للأمور الدينية أو المستمدة من ثقافة القبيلة إضافة إلى البيئة العامة التي نشأت عليها الأجيال، وأمام هذه المكتسبات يصبح من الصعوبة التأقلم بأن تكون الرئيسة في العمل «امرأة» ويجد في ذلك مساسا بكرامته وحدا من سلطته الذكورية التي تربى عليها فأصبحت مترسخة في العقل اللاواعي. وفي الوقت ذاته أشار الحامد إلى أن هذه القضايا ونمطية التفكير حتما سيحدث فيها تغيير للأفضل نتيجة الانفتاح على الآخر وتلاقح الثقافات الناتجة عن العولمة ما يجعلها تتقبل الموروثات وفق تفكير إيجابي. شخصية متسلطة في إطار التحليل النفسي لشخصية الرجل الرافض لرئاسة المرأة له في العمل فإنه شخصية متسلطة تعاني من الاضطراب الذي يجعله يرفض أن يكون تحت إمرة امرأة نتيجة الموروثات الثقافية فيكون شخصية غير مرنة « غير انضباطية» تحتاج فترة من الوقت للتقبل والتغير الإيجابي.