×
محافظة المنطقة الشرقية

العيادات السعودية تصرف 2102 وصفة طبية في الزعتري

صورة الخبر

خيري منصورما من هدنة متوقعة لهذه الحرب الطويلة التي بدأت مع التاريخ وستبقى حتى نهايته إن كانت له نهاية! وطرفاها منطق القوة وقوة المنطق، فالقوة حتى لو كانت غاشمة وتفتقر إلى هاجس العدالة يبقى لها منطقها الخاص، ولا تعدم فقهاء ضالعين في تلفيق الذرائع وتبرير الخطايا، أما قوة المنطق فهي أحياناً تكون عزلاء، ولا يكفيها أن تحتكم إلى العقل فقط.منطق القوة تحكمه الغرائز والدوافع البدائية التي لم تدجنها الثقافات والحضارات لهذا ينتصر لبعض الوقت، شأن الإمبراطوريات التي سرعان ما بلغت خريفها وشاخت ثم بادت!وما يقوله علماء الأنثربولوجيا بالتحديد عن الفارق بين منطق القوة وقوة المنطق، ومنهم بيار كلاستر في كتابه الشهير «مجتمعات ما قبل الدولة» باختصار أن للقوة نفوذاً مباشراً مما يوهم الأقوياء أنهم على حق، لكن ما إن تبدأ قوتهم بالانحسار حتى يفقدوا التوازن، تماماً كما أن الشجرة العملاقة عندما ينخر السوس جذعها ويصل إلى الجذور تعجز عن مقاومة جاذبية الأرض وتسقط!وقد حاول بعض الاستراتيجيين المعاصرين، ومنهم أمريكيون كمستشار الأمن القومي الأسبق بريجينسكي البحث عن الخلل في معادلة القوة والمنطق، وأخيراً معادلة القوة والعدالة، وطال الولايات المتحدة الكثير من النقد خصوصاً من داخلها حول هذه المسألة.والمؤرخون الذين كتبوا عن تدهور الحضارات، وجدوا أن القاسم المشترك بينها هو فائض القوة ونقصان الحكمة، وعلى سبيل المثال كتب المفكر الألماني أزوالد شنجلر كتابه الشهير بعنوان «تدهور الحضارة الغربية» في ذروة الحرب العالمية الأولى، وحاول إنصاف حضارات شرقية، منها الحضارة العربية الإسلامية لأنها لم تتورط بمنطق القوة فقط، ومارست في قمة عنفوانها ما يسمى العفو عند المقدرة!وعصرنا الذي يعج بالمتناقضات يمتدح ويمجد قوة المنطق من خلال إعلاء شأن الثقافة والفنون ومجمل القوة الناعمة، لكنه في الحقيقة يحتكم في اللحظات الفاصلة والحاسمة إلى منطق القوة، والمثال المتكرر في هذا السياق هو ما ظفرت به الدول المنتصرة بعد الحرب العالمية الثانية وهو حق «الفيتو»!فهل سيأتي زمن يعاد فيه الاعتبار إلى قوة المنطق؟