#خلف بن هذال العتيبي شاعر الوطن وأحد أعلام القصيدة الحماسية في الجزيرة العربية بعصرها الحديث، تحمل مفرداته رائحة البارود وأبياته كأنها موزونة على صوت السيوف في أرض المعارك، عندما يقف على المنبر ويشير بيده اليمنى يخيل لك أن صاحبها على صهوة خيل تشق الصفوف ولا تهاب، وأحياناً كأنه يرتدي خوذته على ظهر مدرعة رافعاً راية النصر، مردداً: ياوطنا ياوطنا عمت عين الحسود ماتهزك لازوابع ولا غدر عملا ياوطنا لاتزعزع وحنا لك جنود البلا نصب وفوقه مقابيس البلا أضاف العتيبي للشعر الملحمي أبعادا تصويرية تتسلسل وفق الأحداث والسيناريوهات المرسومة، ولا شك أن هذا البدوي الأصيل المولود في ساجر (270 كيلومترا شمال غرب الرياض) في 3 يوليو/تموز عام 1943 لم يكتفِ بالنظم والأداء المنبري بل كان صاحب وجهة نظر سياسية في قصيدته ويتفرس الواقع ويمعن فيه بحنكة. شهد العام 1964 ولادة أول قصيدة وطنية له ألقاها في مدينة الطائف أمام الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي كان رئيساً للحرس الوطني آنذاك. يقول خلف مستعيداً الماضي: “بعد هذه القصيدة التي غيرت مجرى حياتي تم تعييني في الحرس الوطني برتبة جندي سائق بمرتب قدره 270 ريالاً”. ثم التحق بدورة المرشحين التي كانت تعقد لذوي المؤهلات من الأفراد، وتخرج ضابطاً في قطاع الحرس الوطني الذي تدرج فيه إلى أن تقاعد برتبة لواء عام 2012. وترتبط إطلالة خلف بن هذال لدى السعوديين والكويتيين على وجه الخصوص بذكرى حرب الخليج الثانية عام 1990 عندما استطاع خلف بقصائده أن يشكل دائرة للتوجيه المعنوي لأفراد الجيوش وللمواطنين. وكانت طريقة إلقائه للشعر محط أنظار واهتمام الجميع، لدرجة أن خلف أسس مدرسة في الأداء الحركي و نبرة الصوت تأثر بها وقلدها كثير من #الشعراء، بل إن أسلوب خلف صار أسلوباً للقصيدة الوطنية الحماسية. ومن أشهر قصائد تلك الفترة قصيدته التي يقول في مطلعها: يالله بمانك من النكبات تامنّا والدار بحماك تمّنها وتامنها لأوامر القايد الأعلى تمثلنا أرواحنا في سبيل الله نعربنها ومن أشهر أبيات هذه القصيدة: ياشيخ جابر لك الله ماتهاونا الفهد يأكد العودة ويضمنها ياشيخ والله زعلك اليوم مزعلنا والمهزلة والمهونة مانواطنها خلف بعد هذه المسيرة التي تجاوزت الـ50 عاماً تم تكريمه من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بوسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى، وذلك في ختام فعاليات مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل، وحظي هذا التكريم بأصداء واسعة حيث اعتبره الشعراء أنه تكريم للشعر واحتفاء بقامة أدبية ساهمت في ترسيخ حضور القصيدة المحكية في المحافل الوطنية.