مع انتهاء مراسم الحداد الرسمي على أرواح ضحايا كنيستي الإسكندرية وطنطا، أمس، أعلنت الكنائس المصرية إلغاء احتفالات «عيد القيامة»، الأحد المقبل، والاكتفاء بأداء صلاة القداس في إطار مشاعر الحزن، وفيما تواصل الأجهزة الأمنية تحرياتها لكشف تفاصيل الهجومين الإرهابيين، علمت «الجريدة» أن الأجهزة الأمنية تعد ملفاً للمصريين العائدين من سورية، لما يشكلونه من خطر. بالتزامن مع انتهاء مراسم الحداد الرسمي التي أعلنت عقب سقوط نحو 46 قتيلا باعتداءين إرهابيين على كنيستين بالإسكندرية وطنطا، أعلنت الكنائس المصرية الثلاث (الأرثوذكسية والكاثوليكية والبروتستانتية)، اقتصار الاحتفال بعيد القيامة المجيد الأحد المقبل، على مظاهر بسيطة وإلغاء أي استعدادات احتفالية، بما في ذلك استقبال المهنئين والاكتفاء بمراسم الصلاة، حزنا على ضحايا "الأحد الدامي". الكنيسة الأرثوذكسية (كنيسة أغلبية مسيحيي مصر)، أصدرت بيانا مساء أمس الأول، أكدت فيه أن اقتصار احتفالات عيد القيامة المجيد على صلوات قداس ليلة العيد، والاحتفال الطقسي في الكنائس والإيبراشيات، وصرح سكرتير المجمع المقدس، الأنبا رافائيل، بأن ذلك يأتي في إطار حرص الكنيسة على مشاركة "المتألمين وأسر الشهداء والمصابين". وفيما قال مجلس كهنة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في الإسكندرية، أمس، إن الكنائس في المدينة تعتذر عن استقبال أي من المهنئين بعيد القيامة، "مراعاة لمشاعر أسر الشهداء والمصابين"، قال المتحدث باسم الكنيسة الكاثوليكية في مصر، الأب رفيق جريش، لـ "الجريدة" إن قداس صلاة عيد القيامة سيقام مثل كل عام، لكن مع إلغاء المظاهر الاحتفالية، لافتا إلى أن الكنائس ستستقبل المصلين لكن في ضوء احترام مشاعر الحزن. وفيما تتواصل تحقيقات أجهزة الأمن المصرية، لكشف تفاصيل الهجومين الإرهابيين على كنيستي طنطا والإسكندرية، كشف مصدر رفيع المستوى لـ "الجريدة"، أنه تقرر تشكيل لجنة من أجهزة أمنية وسيادية ستكون مسؤولة عن إعداد ملف كامل عن المصريين الموجودين في سورية والعراق وليبيا، والذين انضموا للتنظيمات الإرهابية المختلفة، تحسباً لعودتهم إلى مصر والسعي لتنفيذ عمليات إرهابية داخل البلاد. وأضاف المصدر أن الملف سيتضمن جمع بيانات ومعلومات كاملة عن العناصر الموجودة في سورية وليبيا، وأن الأجهزة الأمنية رفعت تقريرا أمنيا لمؤسسة الرئاسة عن "العائدين من سورية"، ومدى خطرهم على الأمن القومي المصري، والعمل على متابعة العائدين أولا فأولا، والتعامل معهم باعتبارهم خطرا محتملا، خاصة بعد معلومات أمنية أكدت زيادة عدد العائدين من سورية إلى مصر. من جانب آخر، وفي حين تعيش مصر في حالة الطوارئ المعلنة منذ الاثنين الماضي، أظهر استطلاع للرأي أجراه المركز المصري لبحوث الرأي العام "بصيرة"، أن نحو 63 في المئة من المصريين يؤيدون فرض حالة الطوارئ بعد التفجيرات الإرهابية الأخيرة، وأوضحت نتائج الاستطلاع المنشور أمس، أن 63 في المئة موافقون على فرض حالة الطوارئ، مقابل 17 في المئة غير موافقين، في حين لم يستطع 20 في المئة تحديد مواقفهم، وقال مدير المركز ماجد عثمان إن استطلاع الرأي، الذي تم باستخدام الهاتف على عينة 1228 مواطنا، أظهر أن 60 في المئة من المصريين يرون أن فرض الطوارئ يساعد في مكافحة الإرهاب. حلف اليمين في غضون ذلك، أدى أعضاء الهيئات الإعلامية الثلاث المتمثلة في المجلس الأعلى لتنظيم الصحافة والإعلام، والهيئة الوطنية للصحافة، والهيئة الوطنية للإعلام، اليمين الدستورية أمام مجلس النواب، أمس، في أعقاب قرار الرئيس السيسي تشكيل المجالس الثلاثة، ويترأس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام الصحافي مكرم محمد أحمد، فيما يترأس الكاتب الصحافي كرم جبر الهيئة الوطنية للصحافة، كما يترأس الإعلامي حسين زين الهيئة الوطنية للإعلام. وأكد رئيس مجلس النواب، علي عبدالعال، أن هذا القسم يعد سابقة برلمانية جديدة، متمنيا التوفيق لهم في أداء مهتهم خلال الفترة المقبلة، وأن هذه الهيئات ستمارس مهامها لمصلحة الشعب المصري، فيما قال رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، مكرم محمد أحمد، عقب حلف اليمين: "دورنا أن تكون الصحافة حرة ومسؤولة، وليس هدفنا تكميم الأفواه، كما يدعي البعض". أكذوبة دعائية وفي وقت يتكبد تنظيم "ولاية سيناء" التابع لتنظيم "داعش"، خسائر كبيرة بعد إحكام الجيش المصري قبضته على منطقة "جبل الحلال"، وسط سيناء، الذي كانت تتمركز فيه العناصر "التكفيرية"، حاول التنظيم الإرهابي الإيحاء بوجوده على الأرض، عبر بث فيديو لمشاهد متفرقة، تحت عنوان "صاعقات القلوب"، أمس الأول، تضمن عمليات قنص لعناصر قال إنها من الجيش والشرطة في سيناء، إلا أن الفيديو كشف بحسب مراقبين تراجعا حادا في قوة العمليات الإرهابية التي ينفذها التنظيم. ووصف مصدر أمني رفيع المستوى لـ "الجريدة"، الفيديو بـ "الأكذوبة الدعائية"، مضيفا: "الواقع على الأرض يؤكد بما لا يدع مجالا للشك سيطرة قوات الجيش والشرطة على الأوضاع بسيناء، وأكبر دليل على ضعف التنظيم، تمكن القوات المصرية من قتل قيادات التنظيم الرئيسة، ثم السيطرة على جبل الحلال". وقال الخبير الإعلامي ياسر عبدالعزيز، لـ "الجريدة"، إن الفيديو لم يحمل أي جديد، بل جاء ليؤكد محدودية قدرته على الفعل على الأرض، مع تراجع قدرته على الحشد في مواجهة عمليات القوات المصرية الناجحة، مشددا على أن الفيديو يأتي في إطار الحرب النفسية التي يتبعها التنظيم لشحن همم أعضائه في ضوء الخسائر التي تعرض لها أخيرا، متوقعا تراجع قدرة التنظيم على القيام بعمليات في سيناء. وبينما أجرى وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي، مباحثات مع وفد من أعضاء مجلس النواب الأميركي، في القاهرة أمس، استقبل الرئيس السيسي، وزير الدفاع القبرصي، كريستوفوروس فوكايدس، في مقر الرئاسة المصرية، واستهل الوزير القبرصي اللقاء بنقل تعازي رئيس بلاده في ضحايا الحادثين الإرهابيين اللذين استهدفا كنيستي طنطا والإسكندرية، فيما أعرب السيسي عن التطلع إلى مواصلة تطوير التعاون العسكري بين البلدين، وتعزيزه بما يساهم في ترسيخ الأمن والاستقرار.