شهدت المواد الغذائية موجة عاصفة طالت غالبية السلع الاستهلاكية أدت إلى صعود الاسعار إلى الاعلى بدرجات متفاوتة على مدى ثلاثة أشهر تجاوزت 30% في بعض المنتجات خلال الفترة الماضية وسط تذمر المستهلك مع بدء العد التنازلي لدخول شهر رمضان المبارك الذي يشهد زيادة في الطلب وتزاحمًا على الهايبرات ومنافذ البيع النهائي فيما يشير موزعون إلى أن الارتفاع خارج عن تصرفهم وعائد إلى المستوردين وسط تأكيد رئيس اللجنة التجارية بالمدينة خضوع غالبية المواد الغذائية للعوامل الخارجية بالكلية أو المواد الخام الداخلة في التصنيع. فيما يقلل آخرون من المشكلة شريطة التكاتف وتضافر الجهود الحكومية والفردية للتوجه نحو منتجات بديلة وتأسيس الجمعيات التعاونية والتخلي عن ثقافة الولاء لمنتجات محددة بينما يشير أشهر الموردين إلى أن المؤثرات ترجع إلى البلد المنتج بحكم العديد من المتغيرات ما رفع سعر طن الأرز 27 % ابتداءً من العام الميلادي. وخلال جولة لـ»المدينة» على محلات البيع بالجملة والسوبر ماركات فقد رصدت ارتفاع الارز الذي تصدر القائمة بزيادة تراوحت مابين 23 إلى 25 ريالًا والحليب ومشتقاته بزيادة تراوحت مابين 5 إلى 10 ريالات وبعض المشروبات بزيادة نصف ريال وعبوات زيوت الطهي الكبيرة بزيادة 5 ريالات وبعض المنتجات سريعة التحضير التي تستهلك بشكل متزايد فقد ارتفعت مابين 3 إلى 5 ريالات وكرتون الدجاج من 88 ريال إلى 93 ريال حجم 1000جرام. وأكد صديق يحيى -مشرف مبيعات في أسواق الجملة- أنه خلال الـ3 أشهر الأخيرة ارتفعت غالبية المواد الغذائية الاستهلاكية بدرجات متفاوتة بدأت بالتدرج وتصدر الارتفاع أشهر أنواع الارز وزن «10 ك» ارتفع من 50 ريالًا إلى 58 إلى 60 حتى قفز إلى 73 ريالًا خلال الأسبوع الماضي وقال صديق: إن أسعار الحليب ومشتقاته تفاوتت مشيرًا إلى أن الحليب الجاهز للشرب حجم لتر واحد ارتفع من 46 إلى 56 ريالًا وهذا يترتب علية زيادة سعر العبوة الواحدة من4 ريالات إلى 5 ريالات وقد تطال الاسعار بقية العبوات الأخرى خلال الايام المقبلة وتابع صديق: حتى المنتجات سريعة التحضير لم تسلم من ارتفاع الاسعار فقد ارتفع كرتون الاندومي من 50 ريالًا إلى مابين 85 و61 ريالًا وارتفع سعر الحبة من ريال إلى ريال ونصف دون سابق انذار. ارتفاع متدرج فيما أوضح ناصر «بائع» ان ارتفاع الاسعار شمل اكثر من منتج وسط تعدد الشركات المنتجة ففي الارز ارتفع سعر إحدى الشركات عبوة «10 ك» التي تعتبر الاقبال عليها في المرتبة الثانية من 30 ريالًا إلى 23 حتى 36 خلال الاسبوع الماضي وقال: إن الحليب والدجاج على ارتفاع متواصل فقد ارتفع سعر حليب البودرة «1800 جرام» من 58 ريالًا إلى 62 ريالًا لأشهر الانواع ولنوع آخر من 42 إلى 47 ريالًا وقس على ذلك بقيه الاحجام والانواع وستطرد بعض المشروبات الغازية «البيرة منزوعة الكحول ومشروبات الطاقة» ارتفعت بمعدل نصف ريال إلى ريال. مطالب بالتبرير ويشيرعادل المزيني أحد تجار الجملة وموزع معتمد في منطقة المدينة المنورة إلى أن ارتفاع الاسعار جاء دون سابق انذار من قبل المستوردين من خارج المملكة مشيرا إلى وقوع الموزعين في حرج مع العملاء الافراد واصحاب البقالات والسوبر ماركات مطالبا بتوضيح اسباب الارتفاع بحجج مقنعة لتفادي الاحراج من العملاء في إشارة منه إلى أن ارتفاع الاسعار يدفع ضريبتها المستهلك النهائي وان التجار يحدد له هامش ربح محدد وقال إن ارتفاع اسعار الجملة يؤثر على اسعار البقالات وسعر الحبة بدرجات متفاوتة حسب السعر والعبوة وطالب المزيني بتحرك الجهات الرقابية قبل موسم شهر رمضان لدراسة الاسعار وتوضيح الاسباب وطرح الحلول لعلاجها في إشارة منه إلى ان شهر رمضان سيشهد أزمة مالية حقيقية على ارباب الاسر إذا استمر ارتفاع الاسعار وإذا لم تعد لطبيعتها. ارتفاع سريع وانخفاض بطيء فيما اعرب سالم الخضر «مستهلك» عن قلقه من الارتفاع المتواصل وخشيته ان يكون عامًا حتى على المنتجات البديلة في إشارة منه إلى انه فضل التوجه إلى بدائل اخرى في الحليب والارز التي ارتفعت بدرجات اقل من الانواع المشهورة التي تلقى اقبالًا كبيرًا من المتسوقين ولكنه اشار إلى المطاعم سوف تتجه إلى رفع اسعار الوجبات والكبسات مما يثقل جيوب المواطنين والزوار وناشد الجهات الرقابية بالسعى للحد قدر المستطاع من الارتفاع وقال خضر للاسف ان بعض التجار يتعمد رفع المخزون في حال ارتفاع الاسعار من الدول المصدرة والعكس في حال الانخفاض مايعني ان الارتفاع ينفذ سريعا والانخفاض يكون بطيئًا. وبدوره اكد محمود رشوان عضو مجلس غرفة المدينة رئيس اللجان التجارية أن الاسعار تخضع للمتغيرات الخارجية كون غالبيتها مستوردة او ان تكون المواد الخام مستوردة والصنع محليًا وهذا يؤثر على السوق المحلي مشير إلى المنتجات التي تعتمد على الصنع المحلي 100% مثل الألبان مستقرة في الاسعار بخلاف الألبان المجففة ومشتقاتها وعدد رشوان اسباب الارتفاع إلى تذبذب البورصة العالمية والعرض والطلب العالمي وارتباط الريال بالدولار وتأثره بالارتفاع والانخفاض وطالب باتخاذ الحلول وتضافر الجهود من قبل المستهلك والدولة وقال لا احد ينكر الدعم الحكومي لبعض المنتجات المستوردة وإن كان بحاجة إلى زيادة مشددا على ضرورة البحث عن اسواق ومنتجات بديلة على مستوى العالم كدولة بنغلاديش ودول شرق اوروبا لتوفير منتجات بالاطنان وذلك بإنشاء جمعيات استهلاكية تعاونية لاتقل عن 13 جمعية مساهمة تفتح لجميع المواطنين موزعة على مناطق المملكة وتكون مدعومة بـ50 % من الدولة كي تتمكن من شراء موحد بالاطنان في اللحوم والالبان ومشتقاته وهذا يوفر 30 % من الاسعار على اقل تقدير. كما ناشد رشوان المستهلك بالتخلي عن ثقافة الولاء لمنتجات محددة لكي يفتح المجال للمنافسة ويتوفر العرض والبديل بالتالي يتمكن المستهلك من الشراء بالاسعار المناسبة والمعقولة. مؤثرات خارجية واوضح محمد الشعلان أحد اشهر الموردين أن السوق العالمية في الخارج تشهد طلبًا متزايدًا فاق معدل الانتاج وهذا قد يعود إلى العديد من المؤثرات في مقدمتها النمو العالمي وتراجع البقعة الزراعية والحرب وعدم الاستقرار الامني في بعض الدول المنتجة مشيرا إلى ان الغذاء يعتمد بشكل اكبر على الاستيراد أو استيراد المواد الخام فبالتالي من الطبيعي ان يتأثر وضرب مثلا بارتفاع المواد الغذائية وقال: الارز البسمتي ارتفع سعر الطن من 1300 إلى مابين 1800 و1600 دولار من بداية العام الميلادي وقلل الشعلان من حجم الارتفاع المحلي بالمقارنة مع الارتفاع العالمي في إشارة منه إلى ان السوق المحلي يشهد تنافسًا ويخضع للعرض والطلب وهناك أكثر من بديل في المواد الغذائية ما يجعل الارتفاع الداخلي لا يتناسب مع الارتفاع الخارجي ويضطر التاجر إلى تقليل هامش الربح. المزيد من الصور :