لندن، دبي (رويترز) ناقشت السعودية مع شركات نفط عالمية فرصا خاصة بمشروعات غاز داخل المملكة وخارجها في إطار مساعي أكبر بلد مصدر للخام لتنويع الاستثمارات قبل إدراج شركة الطاقة الحكومية العملاقة «أرامكو». وقالت أربعة مصادر في القطاع لرويترز: إن المسؤولين السعوديين بحثوا فرصا استثمارية مع شركات من بينها بي.بي وشيفرون للمساهمة في تطوير احتياطياتها من الغاز، وهي سادس أكبر احتياطيات في العالم، في وقت يزدهر الطلب على الطاقة في الداخل. وتابعت المصادر أن أرامكو تدرس أيضا الاستثمار في مشروعات غاز في الخارج منها مشروعات مع إيني الإيطالية. وتعيد هذه التطورات للأذهان المحادثات بين أرامكو وشركات عالمية كبرى في نهاية التسعينات وأوائل العقد الماضي والمعروفة باسم مبادرة الغاز السعودية. وانهارت معظم هذه المحادثات بسبب اختلاف الأطراف المشاركة علي عوائد الاستثمار، لكن هذه المرة تتأهب أرامكو لإدراج أسهمها العام المقبل وتستهدف تقييما يصل إلى تريليوني دولار في الطرح العام الأولي الذي قد يكون الأكبر من نوعه في العالم. وكان جون واتسون، الرئيس التنفيذي لشيفرون، قال لرويترز الأسبوع الماضي، «لدينا علاقة قديمة مع السعودية ومن الطبيعي أن نجري محادثات معها. نجري محادثات بخصوص تطوير الأعمال باستمرار. ليس في ذهني شيء محدد أقوله عن السعودية». وفي العام الحالي، قال بوب دادلي، الرئيس التنفيذي لشركة بي.بي،الذي زار السعودية في نهاية العام الماضي، إنه لا يستبعد إقامة «شراكات خلاقة» مع أرامكو، لكن من المستبعد أن تضخ بي.بي استثمارا مباشرا في الطرح. وذكرت مصادر مطلعة على المناقشات أن أرامكو تستعد لكشف النقاب عن استراتيجية جديدة للغاز في الأشهر المقبلة تهدف إلى تطوير الموارد لمواكبة زيادة الطلب المحلي. يأتي ذلك في إطار مساعي المملكة لتنويع مواردها الاقتصادية وتقليص اعتمادها على النفط وهي استراتيجية أطلق عليها اسم «رؤية السعودية 2030» وسط جهود عالمية للحد من استخدام الوقود الأحفوري الأكثر تلويثا للبيئة. وتريد أرامكو زيادة إنتاج الغاز لمثليه تقريبا إلى 23 مليار قدم مكعبة قياسية يوميا في العقد المقبل. وقال مصدر آخر مطلع «شركات النفط الدولية تنتظر الاستراتيجية لاتخاذ قرارها». وذكر مصدر آخر في القطاع أن وزير الطاقة قال في اجتماعات خاصة مع عدد من المسؤولين التنفيذيين الغربيين إنه يود أن تدخل أرامكو في شراكة مع شركات أخرى في مشروعات لأنشطة المنبع. وقال مصدران في القطاع في السعودية على دراية بالمناقشات إن دادلي أبدى اهتماما بالاستثمار في التنقيب عن الغاز في البحر الأحمر ولكن لم يجر الجانبان مباحثات بشأن المشروع بعد. و لم تسمح السعودية للشركات الكبري بتطوير نفطها منذ أعادت تأميم القطاع تدريجيا في السبعينات. وكانت مبادرة الغاز السعودية في التسعينات في حقيقتها مسعى من وزير النفط آنذاك علي النعيمي لإحباط محاولات شركات مثل إكسون موبيل لإقامة شراكة مع الرياض في مجال تطوير النفط.