أكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، أن المملكة العربية السعودية هي بلد الإسلام والتاريخ والحضارة، ودولة بنيت على الدين، والأخلاق، واحترام الآخر، وليست ناقلة نفط.جاء ذلك خلال لقائه 32 ملحقاً ثقافياً، يعملون في سفارات خادم الحرمين الشريفين في دول العالم، ضمن واحدة من عشر رسائل وجهها لهم اليوم.وحرص الأمير سلطان بن سلمان على استثمار لقائه بالملحقين الثقافيين لإيصال رسائل مهمة في الوطنية والاهتمام بالمواطن، موضحاً أن الطلبة المبتعثين كانوا ولا زالوا يمثلون قضية أساس عند خادم الحرمين، والمملكة تنظر للمبتعثين على أنهم أهم استثمار، ولا يقل أهمية عن غيره من الاستثمارات إن لم يتفوق عليها.وأوضح أن الاستثمار في العنصر البشري كان ولا يزال أولوية لدى الدولة، مؤكداً أن خادم الحرمين الشريفين يذكر بأهمية أن يحافظ شباب وطلبة وطالبات المملكة على هويتهم الوطنية واعتزازهم بها، وأن يكونوا خير سفراء لبلادهم، حاضاً المبتعثين على مواصلة الجهد الذي بدؤوه في نقل صورة حضارية واقعية عن المملكة.وشدد على أهمية تعريف العالم بالبعد الحضاري والتاريخي للمملكة، التي كانت ولا تزال ملتقى الحضارات الإنسانية، بحكم موقعها الجغرافي الإستراتيجي الذي يتوسط قارات العالم، والذي جعل منها جسراً متصلاً يربط بين طرق التجارة العالمية عبر العصور، وموطناً للحضارات المتعاقبة التي توجت بحضارة الإسلام.وأضاف أن الهيئة تعمل على إبراز هذا من خلال المعارض والأنشطة والمشاريع الأخرى في إطار برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة.ونبه أثناء لقائه بالملحقين الثقافيين والذي استمر أكثر من 120 دقيقة أن ما تعيشه المملكة من استقرار ورخاء مرهون بتمسكنا بديننا وقيمنا التي قامت عليه هذه الدولة، مشدداً على أهمية تعريف المبتعثين بتاريخ بلادهم وبعدها الحضاري وعلى أي أرض يقفون.ونبه في الوقت نفسه إلى ضرورة تعزيز الوعي بأهمية الوطن والمواطن لأولئك الذين يعيشون في المملكة وقلوبهم معلقة بأوطان أخرى.وقال رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني: نحن ننظر للملحقيات والمبتعثين على أنهم أهم استثمارات المملكة التي تبدأ منذ اللحظة التي يهيؤون فيها وحتى يعودوا للمشاركة في تنمية بلادهم.ولفت إلى أن القضية ليست بعثة وحصول على شهادة ثم البحث عن وظيفة، إنما هي استثمار يبدأ من اللحظة التي يهيأ فيها المبتعث لأن يمارس دوره كمواطن وكمسؤول وكسفير لبلاده بتمسكه بدينه وأخلاقه وقيمه الأصيلة.ودعا الملحقين الثقافيين إلى المساهمة في ربط المبتعثين ومرافقيهم ببلادهم بشكل مؤثر وفاعل ليكونوا سفراء بعد أن يكونوا قد عرفوا ما هي بلادهم وعلى أي أرض تقف وعلى تاريخها الذي هو مصدر رئيس لاعتزازها، مشدداً على أن المملكة تعيش تجربة ناجحة ومتفوقة بكل المقاييس تستحق أن تبرز للعالم بشكل واضح بدون مبالغة أو إجحاف.أكد وكيل وزارة التعليم للبعثات والمشرف العام على الملحقيات الثقافية، عضو مجلس إدارة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، الدكتور جاسر الحربش، أن الرسائل التي وجهها الأمير سلطان سيتم تحويلها إلى برنامج عمل لخدمة البعد الحضاري ورفع اسم المملكة في المحافل الدولية، مثمناً له نيابة عن جميع الملحقين الثقافيين الذين شاركوا في اللقاء هذه الرؤية السديدة التي تجعل الوطن والمواطن أولوية في جميع تعاملاتها.وأضاف “الحربش” أن عدد الملحقين الثقافيين في سفارات خادم الحرمين الشريفين حول العالم 34 ملحقاً ثقافياً شارك منهم 32 ملحقاً في هذا اللقاء، الذي توج بإطلاق برنامج بين الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني والملحقين الثقافيين لإبراز البعد الحضاري والعمق التاريخي للمملكة العربية السعودية لدى مختلف دول العالم.وأشار إلى أن اللقاء تناول عدداً من مجالات التعاون بين الهيئة والملحقيات الثقافية والمتمثلة في زيارة الأمير سلطان للعديد من الملحقيات الثقافية السعودية، والالتقاء بالمسؤولين فيها وبعدد من الطلبة والطالبات المتميزين المبتعثين في تلك الدول، إضافة إلى إرسال إصدارات ومطبوعات الهيئة للملحقيات الثقافية من خلال الوزارة، وإرسال روابط المواقع والنشرة الإلكترونية للهيئة بشكل شهري لإدارة الملحقيات في الوزارة لتعميمها على الطلاب المبتعثين. وقال الأمير سلطان بن سلمان في تصريحات صحفية بعد اختتام الملتقى: “تحدثنا اليوم عن مشاركة الملحقيات في بناء وعي عام لدى المبتعثين في بلادهم، واتفقنا على منظومات متتالية من البرامج من ضمنها برنامج “سفير”.وأضاف: نؤمل كثيراً من العمل مع وزارة التعليم كشريك أساسي، ووزير التعليم من الأشخاص الذين يعملون بوتيرة متسارعة ومنظمة، إلى جانب وكيل وزارة التعليم الدكتور جاسر الحربش للبعثات كونه مسؤولاً سابقاً في الهيئة.وتابع: من الأشياء المهمة التي تحدثنا عنها اليوم هي الفرص القادمة في القطاع السياحي والتراث بالنسبة للمبتعثين وتهيئتهم قبل قدومهم للمملكة بالتعرف على مسارات القروض وكيفية إدارة الأعمال التي اقترضوا لأجلها، ونحن نريد من المبتعثين البدء مبكراً بمعرفة أساليب الاستثمار وليس فقط فرص العمل”. وقال الأمير سلطان بن سلمان، حول تدريب المبتعثين في المجالات السياحية بعد عودتهم إلى الوطن: “تجاوزت أعداد الطلبة المبتعثين أكثر من 130 ألف مبتعث، باستطاعتهم الاستفادة من المعلومات التي تصدر من الهيئة وإطلاع زملائهم ومرافقيهم بالتطورات التي تحدث على مستوى المملكة والحراك الكبير في القطاع السياحي الذي لا يعرف كثير من الناس عنه، وعبر برامج التدريب الموجودة لدى الهيئة نستطيع استقطاب المبتعثين للدخول في مجال إدارة المتاحف ومواقع التراث”.وكان الأمير سلطان أطلق على هامش الملتقى النشرة الإلكترونية للمبتعثين والبعثات الدبلوماسية، التي تصدرها الهيئة خصيصاً للمبتعثين والدبلوماسيين باللغتين العربية والإنجليزية بهدف التواصل معهم، وإطلاعهم على كل ما يتعلق بالسياحة والتراث الوطني في المملكة.وتصدر النشرة باللغتين العربية والإنجليزية، وتحمل اسم “سفير”، وسيتم إرسالها على ايميلات الطلبة المبتعثين إضافة إلى المسؤولين والعاملين في الملحقيات الثقافية، وبإمكانهم أيضاً الاطلاع عليها عبر الموقع، وتحوي النشرة إضافة إلى الأخبار والتقارير صوراً وأفلاماً عن المملكة. 1 (0)