اهتمت صحف بريطانية بما يمكن أن تكون عليه سياسة موسكو تجاه سوريا بعد القصف الصاروخي والضغوط الغربية، وقالت تايمز إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمكن أن يساعد في استبدال "جزار دمشق" بآخر، وقالت غارديان إنه لن يتراجع عن سياسته. وقالت تايمز إن الكرملين ألمح إلى أن دعمه للأسد لا يخلو من الشروط، لكنه رفض الكشف عما إذا كانت روسيا لن تتعاون مع الحملة الغربية لإبعاد الأسد. وأوضحت أن للغرب أوراق ضغط يمكن أن يلوّح بها لبوتين، ومنها المزيد من العقوبات خاصة ضد ضباط الجيش في سوريا، وضباط الاستخبارات والاستخبارات العسكرية الروسية الذين يوجهون الهجمات الجوية السورية، وقانون العقوبات المالية الذي يمكّن من تجميد أصول منتهكي حقوق الإنسان، وإعادة روسيا إلى مجموعة السبع. تحمّل المسؤوليةوأضافت أن الهدف الرئيسي في الوقت الراهن والأسابيع المقبلة هو أن يثبت الغرب لروسيا أن من الضروري أن تتحمل مسؤولية سلوك الأسد، لأنها هي التي أنقذته في 2013 عقب الهجوم بالسلاح الكيميائي، وهي التي أنقذته من هزيمة محققة قبيل تدخلها العسكري في بلاده، الأمر الذي يعني إقرار موسكو آنذاك بأن جيش الأسد غير قادر على كسب الحرب بمفرده. وقالت إن من الضروري أن يفهم بوتين أن العثور على بديل للأسد أمر عاجل للغاية. واختتمت بقولها لو كان هناك شيء واحد يفهمه بوتين فهو مصلحته الشخصية. أما صحيفة غارديان، فنشرت تقريرا بعنوان "بوتين لن يتراجع عن سياسته بسوريا"، قائلة إن روسيا شددت موقفها في سوريا بدلا من تخفيفه، وإن بوتين استخدم خلال السنوات الخمس الماضية ملايين الأطنان من الأسلحة وأنفق عشرات المليارات من الدولارات وحصل على وضع سياسي مهيمن هناك وحضور مميز في المنطقة، وأصبح قوة دولية صاعدة بسبب دعمه للأسد، وسيفقد كل ما حصل عليه إذا تخلى عنه. حسابات ومزاجوأوضحت أن تيلرسون -الذي يزور موسكو غدا في مسعى لإقناع بوتين بوقف دعمه للأسد- سيجد هذه الحسابات أمامه، وسيجد المزاج هناك رافضا لكل تنازل أمام المطالب الأميركية خاصة التخلي عن الأسد. وأورد التقرير أن روسيا منذ بدء الصراع السوري -وخاصة بعد تدخلها العسكري- تبنت إستراتيجية الفوز مهما كانت التكاليف، وبدلا من تخفيف موقفها عقب الهجوم بغاز السارين على خان شيخون الأسبوع الماضي، عمقت خندقها واتهمت واشنطن بالتعاون مع "الإرهابيين". وأضاف التقرير الذي أُعد من بيروت أنه لا يوجد سبب للاعتقاد بأن اجتماع تيلرسون بموسكو سيقود إلى تصعيد التوتر بين البلدين، بل على العكس هناك كثير من الأسباب للاعتقاد بأن ادعاء الصرامة من قبل واشنطن سيتبخر ليحل محله التعامل بمنطق السوق. وعمق الروابط بين بوتين وترمب يدفع قادة دول المنطقة إلى الاعتقاد أن واشنطن لن تقصف سوريا مرة أخرى أو تحاول التوسط للوصول لحل سياسي للصراع السوري. واختتمت غارديان تقريرها بالقول إن كثيرين في سوريا والمنطقة يرون أن الثقة في ترمب أو بوتين كأبطال إنسانيين، رهان خاسر.