شهدت المناهج الدراسية التي تدرّس في مدارس التعليم العام حالياً تطويراً لافتاً، لاسيما في مدارس التعليم العام التي تعتمد نظام «المقررات» أو الساعات الدراسية، بعد دمج عدد من مواد اللغة العربية والدين في مقررات أقل عدداً، فيما يعتمد النظام مناهج عصرية مطورة في مواد مثل اللغة الإنكليزية والتي أعدتها شركات بريطانية وأميركية متخصصة في تعليم اللغة الإنكليزية لطلاب في مجتمعات لا يتحدث سكانها الأصليين بها. وعلى أن المدارس التي تعتمد نظام المقررات قليلة مقارنة بالغالبية التي تعتمد النظام السابق، فإن وزارة التربية والتعليم قالت إن تطبيقها لنظام المقررات الحالي الذي مضى على بدء تطبيقه نحو أربعة أعوام، يُعد مرحلة تجريبية، إذ سيتم تقويم التجربة في نهاية العام، وتسجيل الملاحظات قبل أن تدرس تعميمها على جميع مدارس السعودية. ويسعى نظام المقرات الذي يعطي مسارين للطالب أحدهما خاص بالعلوم الإنسانية والآخر بالعلوم الطبيعية، إلى الإسهام في إكساب المتعلمين القدر الملائم من المعارف والمهارات المفيدة، وفق تخطيط منهجي يراعي قدرات الطلاب في المرحلة العمرية التي يكون عليها الطالب أثناء المرحلة الثانوية. كما يسعى بحسب نص النشرة التعريفية عن النظام في موقع مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم (تطوير)، إلى تقليص الهدر في الوقت والتكاليف وذلك بتقليل حالات الرسوب والتعثر في الدراسة، وما يترتب عليها من مشكلات نفسية واجتماعية واقتصادية، إضافة إلى تقليل وتركيز عدد المواد الدراسية وتنمية قدرات الطالب على اتخاذ المسارات الصحيحة في مستقبله، ورفع المستوى التحصيلي والسلوكي من خلال تعويده على الجدية والمواظبة، خصوصاً أن نظام المقررات يظهر صرامة أشد في معاقبة الطالب على الغياب، في الوقت الذي يعطيه حرية في اختيار أوقات دراسة المواد في الفصل الدراسي، بطريقة تشابه نظام الساعات في المرحة الجامعية التي تغرس في الطالب إحساساً أكبر بمسؤوليته عن نفسه، وتأثير قراراته الشخصية في تحديد مستقبله. كما يسعى النظام، الذي تشهد مناهجه الدراسية تطويراً بشكل سنوي منذ أن أنطلق في المدارس قبل نحو أربعة أعوام، بسبب التنقيح السنوي للملاحظات القادمة من الميدان على الدروس، إلى إكساب الطالب المهارات الأساسية التي تمكنه من امتلاك متطلبات الحياة العملية والمهنية، من خلال تقديم مقررات مهارية تتطلب دراستها من جميع الطلاب. ويقوم النظام على طرح خطة دراسة توزع على شكل مقررات دراسية إجبارية، إذ يمثل كل مقرر خمس ساعات، إذ يدرس الطالب في كل فصل دراسي سبعة مقررات كحد أقصى، فيما تتضمن خطة الطالب عدداً من المواد الاختيارية التي تثري دراسته، وتساعده في إبراز طاقاته وتنمية ميوله ومواهبه. ويتيح النظام فرصة تسجيل عدد من الساعات التي يرغب في دراستها خلال الفصل الدراسي الواحد، كما يتيح فرص الحذف والإضافة بين المقرات المقدمة، فضلاً عن أنه يعطي الطالب فرصة للدراسة في الفصل الصيفي لإتمام عدد من الساعات بحسب قدراته وفي حدود ما تتيحه المدرسة. أما في جانب حساب تقدير الطالب، فيعتمد نظام المقررات على المعدل التراكمي الذي يحسب في ضوء المعدلات الفصلية، ويمثل متوسط جميع الدرجات للمقررات الدراسية التي درسها الطالب خلال الفصول الدراسية في المرحلة الثانوية. وزارة التربية