استقبل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى في قصر الصخير أمس الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين الشقيقة والوفد المرافق، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وذلك بمناسبة زيارة الرئيس الفلسطيني الأخوية لمملكة البحرين.وجرت للرئيس الفلسطيني مراسم استقبال رسمية لدى وصوله قصر الصخير، حيث توجه جلالة الملك المفدى وضيف البلاد الكريم الى منصة الشرف، وعزف السلام الوطني الفلسطيني والسلام الملكي البحريني.بعد ذلك تفقد جلالة الملك المفدى والرئيس محمود عباس حرس الشرف الذي اصطف لتحيّتهما.ثم صافح الرئيس الفلسطيني كبار المسؤولين من الجانب البحريني، كما صافح جلالة الملك المفدى أعضاء الوفد الرسمي المرافق لفخامته الرئيس محمود عباس.بعدها عقد حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى اجتماعًا ثنائيًا مع الرئيس محمود عباس، تم خلاله استعراض العلاقات الاخوية الطيبة الوطيدة، اضافة الى بحث أبرز المستجدات على الساحة العربية لاسيما تطورات القضية الفلسطينية ومجمل الاحداث على الصعيدين الاقليمي والدولي.بعد ذلك عقدت جلسة المباحثات بين جلالة الملك المفدى والرئيس الفلسطيني حضرها وفدا البلدين وعدد من المدعوين.وقد تفضل جلالة الملك المفدى في بداية الجلسة بإلقاء الكلمة السامية التالية:بسم الله الرحمن الرحيمفخامة الأخ الرئيس، ضيوفنا وحضورنا الكرام.. يسعدنا كما هو الحال دومًا، أن نرحب بكم في ربوع بلدكم الشقيق، الذي يكن لكم بقيادته وشعبه، كل محبة وتقدير، والذي يقف مساندًا في كل الأوقات والظروف لقضيته الأولى، من أجل الوصول إلى حل عادل ودائم يحفظ للشعب الفلسطيني الأبي حقه الأصيل والمشروع في إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف.وسيظل شعب البحرين مقدّرًا وممتنًا للمواقف النبيلة والكريمة للشعب الفلسطيني على مرّ تاريخنا المشترك، والذي لم يتردد يومًا عن مد يد الخبرة والعلم والمعرفة ليسهم في إثراء مسيرة بنائنا الوطني، التي لن تنسى أبدًا عطاء وإسهام المخلصين من إخوتنا الأعزاء.أخي العزيز أبو مازن، يطيب لنا في هذا اللقاء المبارك، أن نمنح فخامتكم وسام «القلادة الخليفية»، للتعبير عن شكرنا وتقديرنا لجهودكم المشهودة في سبيل الدفاع عن قضايا أمتنا العربية ومساعيكم الجادة نحو تحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة، وللتأكيد على دعم البحرين المستمر لحق الشعب الفلسطيني من العيش في سلام ورخاء تحت راية دولته المستقلة، وبما يحفظ أمن واستقرار وطننا العربي الكبير. كما يشرّفنا تكرّمكم بمنحنا وسام القلادة الكبرى، وهي لفتة أخوية طيبة نشكركم عليها ونعتز بها أشد الاعتزاز.أخي الرئيس، إن العلاقة الأخوية الوثيقة التي تجمع شعبينا ستبقى عنوانًا لشراكتنا المميزة ومسيرتنا الإنسانية الواحدة نحو نشر وتحقيق قيم ومبادئ السلام والتسامح والعدالة من أجل إرساء الخير والمحبة في العالم. ويسعدنا، في ختام كلمتنا، أن نكرر ترحيبنا بكم وبالأخوة الأفاضل أعضاء وفدكم الموقر على زيارتكم الكريمة لبلدكم البحرين.. فأهلاً وسهلاً بكم بين أهلكم وعلى الرحب والسعة.بعد ذلك تفضل حضرة صاحب الجلالة بتقليد فخامة الرئيس محمود عباس «القلادة الخليفية» تقديرًا لدوره في دعم التعاون البحريني والفلسطيني وجهوده في الدفاع عن مصالح وحقوق الشعب الفلسطيني وتعزيز وحدته الوطنية.كما قام الرئيس الفلسطيني بتقليد جلالة الملك المفدى وسام «القلادة الكبرى»؛ تقديرًا لدور جلالته في تعزيز العلاقات البحرينية الفلسطينية ولمواقف جلالته الداعمة للشعب الفلسطيني في قضيته العادلة.وقد ألقى فخامة الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين الشقيقة كلمة قال فيها:بسم الله الرحمن الرحيمصاحب الجلالة الملك، صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء،أصحاب المعالي والسعادة،أشكركم من صميم قلبي، يا صاحب الجلالة، على منحي القلادة الخليفية السامية التي أعتبرها تكريمًا أخويًا رفيعًا من جلالتكم ومملكة البحرين وشعبها الشقيق، لفلسطين وشعبها.وبهذه المناسبة نعرب لجلالتكم عن جزيل الشكر والتقدير على ما تقدمونه من دعم لشعبنا الفلسطيني، وحرصكم الدائم في جميع المناسبات على إظهار أهمية القضية الفلسطينية وضرورة إيجاد حلّ عادل لها، وكان آخرها كلمتكم السامية في القمة العربية الأخيرة في الأردن.وهنا نؤكد لجلالتكم وقوفنا إلى جانب مملكة البحرين وشعبها الشقيق، وعلى رفضنا المطلق لأية تدخلات خارجية في شؤونها، ونشيد بالجو الايجابي السائد فيها، فالبحرين هي بلد التعايش والوئام، كانت ولازالت وستبقى إن شاء الله.أخي جلالة الملك..إننا نقدّر عاليًا رعايتكم لمؤتمر سفراء فلسطين، الذي سينعقد غدًا، وهي لفتة نبيلة نشكركم يا جلالة الملك عليها، وهي دليل على عمق العلاقات بين بلدينا وشعبينا الشقيقين.تعلمون يا جلالة الملك، حرصنا على التشاور مع جلالتكم ومع جميع أشقائنا قادة الدول العربية، وقد أكدت القمة العربية الأخيرة على مركزية القضية الفلسطينية، وضرورة إيجاد حل عادل وشامل ودائم لها.أخي جلالة الملك..إننا نتحرك مع الادارة الأمريكية والاتحاد الاوروبي وروسيا وغيرهم، من اجل التواصل لحل يضمن نيل شعبنا حريته واستقلاله وفق مبادرة السلام العربية في العام 2002، وعلى أساس حلّ الدولتين على حدود 1967م، والقدس الشرقية عاصمتها، والتي نعمل على دعم صمود أهلها وحماية مقدساتها الاسلامية والمسيحية.و بالتوازي مع هذا التحرك فإننا نعمل على بناء مؤسساتنا على أساس سيادة القانون وإعلاء ثقافة الاسلام، كما نواصل جهودنا بكل جد من اجل تحقيق المصالحة الوطنية وفق ما تم الاتفاق عليه مؤخرًا في القاهرة والدوحة، ليصار إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراء الانتخابات العامة.لقد شكلنا مؤخرًا لجنة خاصة للحديث مع حماس وحثهم على وقف إجراءاتهم الانفصالية الاخيرة، ونقول بشكل واضح إن غزة واهلنا فيها هم جزء أصيل من وطننا وشعبنا، لذلك نؤكد انه لا دولة في غزة ولا دولة بدون غزة.أخي صاحب الجلالة..يسعدني في هذه اللحظات التي ستبقى خالدة في ذاكرتنا، ويشرّفني باسمي شخصيًا، وباسم شعبنا الفلسطيني، الذي يكن لجلالتكم ولبلدكم، وشعبكم الشقيق عظيم التقدير والمحبة، ان نقدم لكم القلادة الكبرى لدولة فلسطين؛ تقديرًا لعطائكم ودفاعكم المخلص عن قضايا أمتكم ومصالحها القومية العليا.سائلين الله أن يحفظكم وبلدكم وشعبكم ويديم عليكم نعمة الصحة والسعادة، والتوفيق في قيادة وطنكم نحو المزيد من الرخاء والتقدم والازدهار.عشتم يا جلالة الاخ الحبيب، وعاشت مملكة البحرين وشعبها وعاشت فلسطين والأخوة الفلسطينية البحرينية وعاشت أمتنا العربية.والسلام عليكم.. هذا، وقد أقام جلالة الملك المفدى مأدبة عشاء تكريمًا للرئيس الفلسطيني والوفد المرافق.وكان سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء في مقدمة مستقبلي الرئيس الفلسطيني لدى وصوله الى البلاد في وقت سابق أمس في زيارة أخوية لمملكة البحرين، كما كان في الاستقبال وزير شؤون الإعلام وسفير دولة فلسطين لدى مملكة البحرين ومحافظ محافظة المحرق.وقد تشكلت بعثة الشرف برئاسة علي بن محمد الرميحي وزير شؤون الإعلام.