تعرض قارب صيد للغرق بسبب الرياح الشديدة وعلى متنه أربعة صيادين بمنطقة شمال الجبيل، ولقي اثنان من البحارة مصرعهما، وتم العثور على جثمانيهما وانتشالهما من قاع البحر، ولا يزال بحار مفقودًا، فيما أنقذت العناية الإلهية البحار الرابع من الموت بعد أن تشبث بقطعة خشب طافية.<br/>ويروي البحار الناجي عبده محمد عيد (مصري الجنسية) القصة فيقول: "كنا في رحلة صيد، وتوقفنا في الليل للراحة، وفجأة اشتدت الرياح، وأخذ القارب يتمايل ونحن في أسفل القارب في مكان يسمى "الخن" حتى انقلب بسرعة، عندها أحسسنا بخطورة الموقف، وخرجنا إلى الأعلى حتى إننا لم نتمكن من أخذ سترة النجاة بينما القارب يسبح في المياه والمياه تغطي القارب شيئًا فشيئًا حتى غطس في الماء واختفى".<br/>ويضيف: "أصبحنا في البحر والأمواج تقذف بنا، ولم نجد أي حيلة سوى أن ندعو الله بالنجاة، ولا يعرف كل منا إلى أين يذهب؛ لأن الموقف كان مفاجئًا كالصاعقة".<br/>ويضيف: "لم أر أحدًا من البحارة بعدها، لأننا كنا بالليل وأخذت أسبح فوجدت قطعة خشب عائمة من القارب فتشبثت بها جيدًا بينما الأمواج تقذف بي من كل جانب، وبينما كنت أصارع الموج لمدة يومين أنقذني أحد قوارب دوريات القوات البحرية بالجبيل".<br/>أما صاحب القارب خليفة عبداللطيف الدحيم فيقول: "القارب كان في رحلة صيد، وأخذ تصريحًا لمدة خمسة أيام وعلى متنه أربعة بحارة، ثلاثة من الجنسية الهندية، وبحار مصري، وكان الجو معتدلا، وعند توقف القارب في عرض البحر تعرضت المنطقة لرياح شديدة وأمواج عالية نتج عنها انقلابه، مقدمًا شكره لدوريات حرس الحدود.<br/>من جانبه، أوضح الناطق الإعلامي بقيادة حرس الحدود بالمنطقة الشرقية، النقيب عمر الأكلبي، أنه ورد بلاغ لغرفة عمليات القيادة والسيطرة بقطاع الجبيل من عمليات الأسطول الشرقي يفيد بأن إحدى دورياتهم البحرية عثرت على أحد البحارة بعرض البحر، والذي أفاد بتعرض قارب الصيد الخاص بهم لحادثة غرق، وأن هناك ثلاثة آخرين من طاقم القارب مفقودين، وعلى الفور قام مركز تنسيق عمليات البحث والإنقاذ لمحور الخليج العربي بتمرير البلاغ لكافة مراكز البحث والإنقاذ بدول مجلس التعاون والموانئ وفرض الصيد للإبلاغ عن أي مشاهدة للمفقودين، كما قام بتوجيه الدوريات البحرية والساحلية وفرق البحث والإنقاذ لموقع الحدث والاستعانة بطيران الأمن للمشاركة في المهمة، حيث جرى تكليف ضابط من حرس الحدود بالمشاركة في عمليات البحث والمسح الجوي بالطائرة.<br/>وفي ضوء ذلك أعدت خطة بحث متكاملة بإشراف حرس الحدود، وبمشاركة شركة أرامكو السعودية وأرامكو لأعمال الخليج وفق آلية العمل المتبعة في مثل هذه الحالات، وقد نتج عن ذلك العثور على جثمان المفقود الأول بواسطة شركة أرامكو السعودية، والعثور على جثمان المفقود الثاني بواسطة دوريات حرس الحدود البحرية بالجبيل، حيث تم انتشالهما من البحر، ونقلهما إلى مستشفى الجبيل العام، علمًا بأن عمليات البحث ما زالت جارية عن البحار الرابع المفقود.<br/>