تصلب الشرايين من المشكلات الشائعة التي تصيب الشرايين، وأصبحت هذه الحالة تمثل ظاهرة مرضية منتشرة بين الكثير من الأشخاص، وعلى الرغم من أن أي الشريان عرضة للإصابة بهذا المرض، إلا أن أول ما يتبادر إلى الذهن عند ذكر مرض تصلب الشرايين، هو شرايين القلب التاجية؛ وذلك لانتشاره، ومرض تصلب الشرايين لم يعد من الأمراض المقتصرة على إصابة كبار السن كما كان من قبل، بل طال فئة كبيرة من الشباب التي حظيت بنصيب وافر من هذا المرض، نتيجة العادات السيئة وغير الصحية في تناول الغذاء، إضافة إلى اعتماد جيل الشباب على الوجبات الجاهزة والسريعةهذه الأنواع من الوجبات تعد من الأسباب الرئيسية للإصابة بمرض تصلب الشرايين، وفرصة الإصابة بهذا المرض زادت بصورة غير مسبوقة، والسبب أن معظم الأغذية الجاهزة بداية من (بسكويت الأطفال وأنواع البطاطس المقرمشة الجاهزة، وعلب العصائر والأحبان والشكولاته والكيكات المغلفة الجاهزة، وعلب الحليب الصناعي)، وغيرها من المنتجات التي يكثر من تناولها الأطفال والشباب، كلها مملوءة بالزيوت المهدرجة وغير المهدرجة والدهون الصناعية شديدة الضرر، ومكسبات الطعم والمستحلبات والإضافات والنكهات الصناعية، وغيرها من المواد الأخرى، التي تؤدي إلى الإصابة بتصلب الشرايين، نتيجة الارتفاع غير المسبوق في نسبة الكوليسترول الضار في الجسم، وهؤلاء الأطفال يتعرضون لهذه الأضرار منذ نعومة أظافرهم؛ ولذلك عند وصولهم إلى سن الشباب تكون هذه المواد تمكنت وترسيب على جدر الشرايين، وأحدثت الأضرار التي سوف نتحدث عنها وعن أسباب المرض وأعراضه، وكيفية الوقاية منه. أكثرها خطورة تصلب الشرايين هو مصطلح طبي يطلق على تراكم وتجمع مواد شحمية ودهنية متأكسدة على طول جدران الشرايين، وعندما تتفاعل مع جدار هذه الشرايين يحدث عملية ترسب للدهون، وتتجمع الصفائح الدموية والمواد الليفية على جدارها، وتؤدي إلى ضيق الشرايين بصورة ملحوظة، ويمكن أن يؤثر التصلب في شرايين أي جزء من أجزاء الجسم، إلا أن أكثر حالاته خطورة عندما يسد شرايين القلب أو الشرايين التي تغذي الدماغ، وإذا حصل انسداد كامل لأحد الشريان فإن هذا يؤدي إلى موت العضو أو الجزء المعتمد على هذا الشريان في التغذية بالدم، كما يحدث عند موت جزء من عضلة القلب نتيجة انسداد الشريان التاجي الذي يغذي هذه العضلة، ويمكن أن يسبب الانسداد نوبة أو سكتة قلبية، أو ذبحة صدرية، أو سكتة دماغية، أو الإصابة بالشلل، كما تفقد الشرايين ليونتها، ويحدث الانسداد مع مرور الزمن وتراكم المواد الدهنية والشحمية بشكل كثيف، وهو الأمر الذي يؤدي إلى تقليل تدفق الدم والأكسجين عبر هذا الشريان للعضو الذي يغذيه، فيؤدي إلى ضعف حيوية ووظيفة هذا العضو.عوامل الإصابة تصلب الشرايين يمكن أن يصيب أي شخص عند التقدم في السن والشيخوخة، إلا أن هناك أسباباً وعوامل تؤدي إلى تصلب الشرايين المبكر، وعلى الرغم من أنه ليس هناك أي سبب رئيسي واحد يؤدي إلى الإصابة بتصلب الشرايين، إلا أن هناك مجموعة من العوامل والأسباب التي لوحظ وجودها مجتمعة أو متفرقة في أغلب حالات الأشخاص الذين يصابون بهذا المرض، ومنها: ارتفاع مستويات الكولستيرول الضار في الدم، وأيضاً حدوث ترسبات للكالسيوم؛ وذلك بسبب الإكثار من الأطعمة الدسمة التي تحتوي على الشحومات الحيوانية، مثل: السمن البلدي، والزبدة، والقشطة، ولا نغفل التدخين وهو عامل مساعد لإصابة الشخص بتصلب الشرايين، وكذلك يساهم مرض السكري في الإصابة بتصلب الشرايين، ويزيد مرض ارتفاع ضغط الدم من خطر الإصابة بالتصلب، ومن العوامل الكفيلة برفع مستوى خطر الإصابة أيضاً حالات التوتر، وكثرة الانفعالات، والضغوط النفسية، والبدانة المفرطة، تساهم في الإصابة بمرض تصلب الشرايين، وتلعب العوامل الوراثية دوراً مهماً كذلك، وقلة حركة الشخص، وعدم ممارسة التمارين الرياضية، وأيضاً تناول وجبات الدسمة قبل النوم، كل هذه العوامل تسبب إجهاداً كبيراً في عضلة القلب، وتساعد في ارتفاع نسبة الإصابة بتصلب الشرايين.أعضاء مصابة يبدأ تصلب الشرايين بمجرد فقدان الشريان خاصيته ووظيفته الأساسية في الانبساط والانقباض مع تغير الدورة الدموية، بسبب الترسبات الدهنية والمواد المؤكسدة والعوامل الأخرى؛ حيث يتكون نتوء يشبه التلة مع مرور السنين، ومع تقدم الحالة والإهمال وعدم اتباع النصائح المفيدة، يمكن أن يصل الأمر إلى انسداد تام في الشريان، إلى جانب أعراض مرضية تختلف باختلاف مكان الشريان المسدود، فإذا حدث تصلب الشرايين التي تغذي القلب فينتج عن ذلك مشاكل ومتاعب وأمراض القلب، وفي الدماغ يسبب تصلب الشرايين الإصابة بالسكتة الدماغية، وفي الأطراف مثل الساقين يسبب تصلب الشرايين ضعف الدوران أو الغرغرينا، أما الأمعاء يسبب تصلب الشرايين موت أجزاء منها، وهكذا فإن كل عضو تحدث له أضرار جسيمة في حالة تصلب الشريان الذي يغذيها. نتيجة تراكمية تصلب الشرايين يحدث كنتيجة تراكمية على مدى سنوات، فلا يكون مصحوباً عادة بأي أعراض أو علامات مباشرة، إلى أن يتأثر سريان وتدفق الدم تأثراً شديداً مؤدياً إلى نقصان في تغذية الأعضاء، وهنا تظهر الأعراض التي تعتمد على العضو الذي تأثر، وفي حالات كثيرة يعاني أكثر من عضو نقص التغذية بالدم، نتيجة ضيق الشرايين المغذية له، وغالباً ما تظهر هذه الأعراض بعد سن الخمسين أو أكثر، وتكون النوبة القلبية أو الذبحة الصدرية أول الأعراض، وفي العادة يشعر المريض بألم في الصدر نتيجة نقصان تزويد عضلة القلب بالدم، وتظهر هذه الآلام عند بذل المريض جهداً، ونلاحظ ذلك على المسنين عندما تتأثر شرايين الرجلين بمرض تصلب الشرايين، فنراهم مثلاً يمشون لفترة ثم يتوقفون نتيجة الأوجاع، وهذه العلامة تسمى بالمشي المتقطع نتيجة تصلب شرايين في الرجلين، لكن في الحالات المتقدمة يحدث ألم في الساقين حتى أثناء الراحة، وكذلك يجد المريض فرقاً في قياس ضغط الدم بين ضغط الساعد للطرف العلوي، وضغط أسفل الساق. عوامل الخطر تنقسم عوامل الخطر بالإصابة بتصلب الشرايين إلى قابلة للتعديل، وغير قابلة للتعديل، أما الأولى فتشمل مرض السكري، وهذا يمكن علاجه والتحكم به، بل يمكن تجنبه، في حالة إذا كان من النوع الثاني، وارتفاع نسبة البروتين الدهني المنخفض الكثافة وهذا البروتين ضار، مع انخفاض في نسبة البروتين الدهني المرتفع الكثافة وهو كولسترول طيب، والتدخين، وضغط الدم المرتفع أعلى من 140 على 90، وارتفاع نسبة بروتين سي التفاعلي، والسمنة المفرطة، ويمكن تجنبها باتباع نظام غذائي صحي مفيد ومتوازن، وبالتمارين الرياضية يومياً كالمشي مثلاً، والثانية تشمل التقدم في السن فمع تقدم السن يزداد خطر الإصابة بتصلب الشرايين، والجنس فالذكور أكثر عرضة للإصابة من النساء، والعرق حيث أظهرت الدراسات أن بعض المجموعات العرقية أكثر عرضة من غيرها للإصابة بتصلب الشرايين، ومشاكل جينية مثل وجود أقارب لديهم بعض مضاعفات لتصلب الشرايين، مثل مرض القلب التاجي أو السكتة الدماغية.القاعدة الذهبية القاعدة الذهبية (درهم وقاية خير من قنطار علاج)، وهي التي يجب علينا اتباعها لتجنب الإصابة بتصلب الشرايين، وتبدأ هذه القاعدة من الإقلال من تناول المأكولات الدهنية، التي تحتوي على نسب عالية من الكوليسترول الضار، مع الإكثار من تناول الفاكهة والخضار الطازجة، والإقلاع عن التدخين، والمحافظة على ممارسة التمارين البدنية، مثل: المشي أو السباحة، والعلاج المبكر لأمراض ارتفاع ضغط الدم والسكري ومشاكل الكلى وزيادة الدهون والكوليسترول الضار، وبالنسبة للعلاج الدوائي فيختلف باختلاف مكان الشريان المتصلب، وأهم الأدوية التي تساعد على التقليل من تفاقم المرض مضادات تجمع الصفائح، أو بعض الأدوية التي تؤخر حدوث الجلطات أو تزيد من سيولة الدم، أو تقلل من مستوى الدهون والكوليسترول الضار في الجسم، وفي حال فشل العلاج الدوائي يلجأ الطبيب إلى الجراحة لفتح الشرايين؛ حيث تستخدم البالونات والدعامات لفتح الشرايين وإزالة الانسداد، وتجلط الدماء فيها. السبب الرئيسي وفقاً للأبحاث والدراسات الحديثة فإن أكثر من 60% من الرجال، و40% من النساء الذين تعرضوا لسكتات قلبية كان مرض تصلب الشرايين هو السبب الرئيسي، ويعد الرجال أكثر عرضة للإصابة بتصلب الشرايين من النساء؛ إذ إن النساء لديهن حصانة طبيعية قبل سن اليأس، نتيجة إفراز هرمون الأستروجين، وبعد سن الخمسين يتساوى الجنسان في احتمالية التعرض للإصابة، وبحسب عدد من الدراسات الجديدة، فإن تناول كمية صغيرة من شراب الرمان يومياً، يمكن أن يضمن التمتع بشرايين سليمة شابة ومرنة، كما أن أكل تفاحة باليوم طوال 4 أسابيع، يخفض معدلات مادة تتواجد في الدم مرتبطة بتصلب الشرايين بنسبة 45%، في حين أشارت إلي أن محتوى أكياس البطاطس المقلية له عواقب صحية وخيمة علي المدى الطويل؛ وذلك لأن الزيوت التي تستخدم في القلي في درجات حرارة عالية، تحتوي على كميات كبيرة من الدهون المشبعة، التي تترسب في الأوعية الدموية مسببة أمراض تصلب الشرايين، وأمراض القلب، وكانت دراسة جديدة أكدت أن التعرض لتلوث الهواء لفترة طويلة يسرع من تصلب الشرايين.