قالت الدكتورة سعاد الصباح: انطلقت منذ مايقارب الربع قرن "مسابقة الإبداع الأدبي" في وقت كانت أبواب النشر تكاد تكون مغلقة أو هي مواربة في أحسن حالاتها، أمام مواهب الإبداع الكامنة في صدور الجيل العربي الجديد، فقلما تجد هذه المواهب مكانها تحت شمس الكلمة المنشورة.. فكان قراري باستحداث جوائز الشيخ عبدالله مبارك الصباح للإبداع العلمي، وجوائز د. سعاد الصباح للإبداع الفكري والأدبي، لتكون الفكرة هي بوابة دخول عشرات المبدعين في العلوم والآداب والفكر والفنون، لتنال الأعمال الفائزة ما تستحق من اهتمام بالنشر والتكريم المادي والمعنوي، كحافز لجيلنا الجديد على العطاء والتفوق في سباق الإبداع العالمي. ومضت الصباح قائلة: اليوم في ظل هجمة الانفتاح الإعلامي وسهولة النشر الإلكتروني أصبحنا أكثر حاجة لفرز وتنقيح المٌنتَج الأدبي، ليصل إلى الناس مايستحق الوصول، ولإعمال الذائقة والنقد وفق شروط نعرف من خلالها: من هو المبدع، وأين هو الجديد؟ وهكذا، إذا تضيء "دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع" الدرب أمام المواهب الطالعة سنوياً، معلنة عن مسابقاتها في وسائل الإعلام المختلفة. وختمت الصباح حديثها بأن المسابقة تظلّ متميّزة في اختيارها عطاء الجيل الجديد منبراً للمنافسة النبيلة في ميدان الكلمة والفكر والنتاج العلمي والأدبي والإنساني. ومن هذا المنطلق نصدر الكتاب الفائز تأكيداً لالتزامنا بنشر الأعمال الأولى، مفسحين الطريق أمام الأسماء الجديدة لتأخذ موقعها الذي تستحق في مسيرة النشر العربي الهادف لخير الأمة ولفلاحها ولتقدمّها المؤمل.. جاء ذلك خلال تقديمها للمجموعة الشعرية الصادرة عن دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع بعنوان "أخطاء ليست متاحة لمن يشاء" للشاعر قاسم محمد الشمري وهي المجموعة الشعرية الفائزة بمسابقة الدكتورة سعاد الصباح للإبداع الأدبي، التي تم اعلانها مطلع هذا العام ويأتي الإصدار في إطار تبني الدار لنشر الأعمال الفائزة بمسابقاتها سواء الأدبية أو العلمية كهدف من أهداف الدار لتشجيع الإبداعات المتميزة الشابة ولضخ دماء جديدة في الواقع الإبداعي والأدبي والذي طالما أكدت عليه من جهته ذكر مدير دار سعاد الصباح علي المسعودي أن الشاعر في هذه المجموعة يوغل في طرح الأسئلة، ويضع استفهامات معلقة، إذ نلمح في صفحات شعره ضربات الشمس "السيابية" ولفحات الحزن "النازكي" حيناً آخر. وكان الشاعر العراقي قاسم الشمري اعتبر حصوله على المركز الأول في جائزة سعاد الصباح للإبداع الأدبي في مجال الديوان الشعري، إنجازاً له أهمية خاصة.. مؤكداً في حديثه أن كل شاعر يتمنى أن يقترن اسمه بجائزة عريقة وقيمة تحمل اسم شاعرة عربية كبيرة هي الشاعرة سعاد الصباح، لكون المسابقة من أقدم المسابقات الأدبية العربية، مردفاً قوله: إن حصولي على المركز الأول في مسابقة تقام في دولة الكويت تعني لي الكثير كوني شاعراً عراقياً، وفي هذا دلالة على أن الأدب استطاع أن يتجاوز الأمور السياسية ويقرب بين أهل اللسان الواحد وهو رسالة حب وسلام لكل شعوب العالم. يذكر أن لجنة تحكيم الجائزة الأدبية في فروعها المتعددة ضمت أسماء مميزة منها: د. عبدالله الغذامي، الشاعرة روضة الحاج، د.مرسل العجمي، د. نجمة إدريس، والأديب إسماعيل فهد إسماعيل، وأشرف عليها الكاتب علي المسعودي. ومن أجواء المجموعة الشعرية ومن قصيدة بعنوان "قدحةُ برقٍ" يقول الشاعر : غارقٌ كاليتيمِ في عمقِ دمعهْ ترشفُ الليلَ جرعةً اثرَ جرعهْ قلبكَ الطفلُ مريمٌ دونَ جذع ٍ أو بجذع ٍإن هُزَّ ينزفُ لوعهْ