لندن - يقترب علماء من تخليق حياة من لا شيء ورواد التكنولوجيا يتابعون ذلك مع ضخ مبالغ قياسية في مجال قد يؤدي إلى إنتاج عقاقير ومواد وكيماويات جديدة بل وعطور أيضا. وبالرغم من مخاوف تتعلق بالقيم الأخلاقية والسلامة العامة فقد اجتذبت سوق تكنولوجيا الأحياء الاصطناعية التي من المحتمل أن تكون واسعة وانخفاض تكلفة الحمض النووي الاصطناعي اهتمام مستثمرين. والحمض النووي (دي.إن.إيه) المخلق يدخل بكتابة الشفرة الجينية التي تحدد كيف تعمل الكائنات الدقيقة إلى النطاق الصناعي. وفيما تستخدم التكنولوجيا الحيوية بالفعل في إنتاج أدوية مثل الإنسولين والمحاصيل المعدلة وراثيا فقد يعد تخليق جينات بأكملها فرصة لإدخال تغييرات أكثر استفاضة. ويعتقد مات أوكو وهو مستثمر في وادي السليكون أن الصناعة الناشئة تخطت مرحلة "الاستيعاب" لتثبت أنها قادرة على تحقيق قيمة اقتصادية. وقال "شركات البيولوجيا الاصطناعية أصبحت الآن مثل المقترحات الثورية على نطاق صناعي التي تحدد مكانة أي عمل تكنولوجي... العوامل التي تدعم وتسرع من وتيرة تلك الصناعة أصبحت أكثر فاعلية اليوم.. تكلفة أقل وإحكام أكثر وقابلية للتكرار. هذا يجعل من الأسهل استخلاص قيمة قادرة على تغيير القطاع". وأوكو ليس وحده من يبدي اهتماما متزايدا بل هناك مستثمرون آخرون مخضرمون في مجال التكنولوجيا يدعمون التوجه الجديد من بينهم أقطاب كان لهم دور في ياهوو ونتسكايب وبايبول وغوغل. شكوك عالقة قال خبراء اجتمعوا في لندن الأسبوع الماضي إن تلك الأداة العلمية تتطور بسرعة كما قلت تكلفة تخليق الحمض النووي بمئة مرة عما كانت عليه في 2003 على الرغم من وجود شكوك عالقة بشأن القواعد التنظيمية وشهية العامة حيال التلاعب بالحياة. ويأتي المؤتمر العالمي الذي استضافته (إمبريال كوليدج لندن) ليجمع بين العلماء والمستثمرين بعد أربعة أسابيع من إعلان باحثين أنهم اقتربوا من بناء جينوم كامل لفطر الخميرة من لا شيء. ومشروع جينوم الخميرة الطموح قرب العملاء بوثبة كبيرة صوب تخليق أشكال معقدة من الحياة لأن فطر الخميرة كائن تحتوي خلاياه على نواة مثل خلايا الإنسان. والاعتماد المتنامي على الحوسبة يقلص الفجوة بين الأحياء والتكنولوجيا التقليدية على الرغم من أنها منطقة ما زالت غير متوقعة النتائج ومتنوعة ومعقدة. وقال توماس بوستيك وهو قائد سابق لكتيبة المهندسين في الجيش الأميركي ويقود الآن وحدة البيئة في شركة إتيركسون للتقنية الحيوية "التقاطع بين علم الأحياء والتكنولوجيا منطقة صعبة بسبب اختلاف الثقافات واللغات بين المجالين لكنني أعتقد أننا نحقق انفراجات في بعض تلك الحواجز". وفكرة تحويل الهندسة الوراثية لأشكال الحياة إلى بيانات لها شفرة يمكن إدخالها على أجهزة كمبيوتر ليصبح أمرا قابلا للبرمجة هو أحد مطالب المستثمرين في مجال التكنولوجيا. وتظهر بيانات من شبكة (سينبايوبيتا) أن استثمارا قياسيا بلغ 1.21 مليار دولار أنفق على القطاع عالميا في 2016 وهي زيادة مقدارها ثلاثة أمثال مقارنة بمقدار الاستثمار فيه قبل خمس سنوات فيما تضاعف تقريبا عدد الشركات العاملة في القطاع إلى 411 شركة. ويقول بوستيك "دائما هناك مميزات وعيوب ونحن ندين للناس بتقديم تقييم عادل ومتوازن" لتلك التكنولوجيا.