يتوجه، بعد غد الإثنين، أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في زيارة رسمية إلى إثيوبيا، يلتقي خلالها الرئيس الإثيوبي ملاتو تشومي ورئيس الوزراء هيلي ماريام ديسالين، لبحث عدد من الملفات والعلاقات المشتركة بين البلدين في إطار تعاون يهدف أن تقوم قطر بدور تنموي واقتصادي بارز في إثيوبيا.<br/>وفسر "مراقبون" الزيارة وفي هذا التوقيت بأنها تأتي في إطار المكائد والدور العدائي الذي تقوم به قطر ضد مصر، حيث تسعى قطر لفرض مزيد من الضغوط على مصر من خلال تواجدها في منطقة القرن الأفريقي لمواجهة مصر في المنطقة ذاتها، حيث عززت مصر علاقاتها بدول الطوق لإثيوبيا (إريتريا وجنوب أفريقيا وكينيا وأوغندا).<br/>وقد يؤدي دخول قطر في هذا التوقيت على خط أزمة سد النهضة بين مصر وإثيوبيا إلى غضب عارم من جموع المصريين باستثناء تيار الإخوان المسلمين الموالي لقطر منذ عقود طويلة، حيث تعتبر مصر أن حصتها من مياه النيل مسألة أمن قومي، بغض النظر عن طبيعة النظام الحاكم.<br/>وحول الزيارة وأهدافها تقول الدكتورة أماني الطويل، رئيس وحدة وادي النيل والسودان بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: لدى الشيخ تميم طموحات كبيرة لتشكيل تحالف يضم إثيوبيا والسودان إلى جانب بلاده في مواجهة مصر، إلا أن "الطويل" أكدت أن قطر وإثيوبيا والسودان لا تتوافر لديها مقومات أو إرادة حقيقية لتشكيل تحالف قادر على التسبب في مشاكل كبيرة لمصر، ومعظم التصورات التي تحكم قادة هذه الدول تنم عن مكايدات سياسية أكثر منها رؤى استراتيجية.<br/>وأرجأت قطر هذه الزيارة إلى موعد اقتراب بناء سد النهضة، بعد أن تخوفت من القيام بها في البداية خوفا من إقحامها في قضية قد تكون خاسرة للدولة الإثيوبية.<br/>وستضع هذه الزيارة الإسلاميين الموالين لقطر في مأزق حول الإعلان عن موقفهم بوضوح إثر هذه الزيارة.<br/>جدير بالذكر أن وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني قد قام بزيارة لإثيوبيا في ديسمبر الماضي.<br/>