فالنسيا: «الشرق الأوسط» هنأ الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني لفريق ريال مدريد الإسباني لاعبي فريقه بحصولهم على لقب بطولة كأس إسبانيا بعد التغلب على برشلونة 2-1 في المباراة التي جمعت بين الفريقين على ملعب المستايا في مدينة فالنسيا. وتعرض أنشيلوتي للنقد الشديد في الأسابيع الماضية بسبب عدم قدرته على دفع فريقه على الفوز في بعض المباريات الحاسمة خلال الموسم الحالي، وهو ما تمكن من تحقيقه مساء أول من أمس. وقال أنشيلوتي في مؤتمر صحافي بعد المباراة «ليس لدي ما أقوله، أنا أشعر فقط بالسعادة، كان يمكننا أن ننهي المباراة لصالحنا في وقت مبكر، أجواء المباراة كانت رائعة داخل الملعب وخارجه، أنا سعيد لأنني أعيش هذه اللحظات هنا». وأشار أنشيلوتي إلى الهدف الرائع الذي أحرزه غاريث بيل، لاعب ريال مدريد، والذي حسم به نتيجة المباراة ولقب البطولة لصالح النادي الملكي قائلا «غاريث بيل أحرز هدفا مهما في أكثر لحظات المباراة صعوبة، المباراة كانت جيدة في مجملها، جميع اللاعبين أدوا بشكل رائع وكفريق واحد». وأعرب أنشيلوتي عن تقديره واحترامه لفريق برشلونة قائلا «لعب فريق برشلونة بشكل جيد خلال المباراة، لا أعتقد أن موسمه انتهى عند هذه النقطة، ما زال لديه بطولة الدوري ليكافح من أجل لقبها، نحن ثلاثة فرق نتنافس من أجل لقب البطولة، الحظ لم يحالف برشلونة ليفوز هذه المرة، ولكنه شكل خطورة بالغة على ريال مدريد في المباراة». وأوضح المدير الفني الإيطالي أن الفوز الذي حققه فريقه سيساعد الفريق كثيرا من الناحية النفسية خلال إياب الدور قبل النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا أمام بايرن ميونيخ الألماني يوم الأربعاء المقبل. في المقابل أكد الأرجنتيني خيراردو مارتينو المدير الفني لفريق برشلونة أن مستقبله في الاستمرار في قيادة الفريق لن يتأثر مطلقا بنتيجة مباراة نهائي كأس الملك. وقال مارتينو بعد المباراة، التي شهدت إخفاقا آخر للفريق الكتالوني، «أشعر بحزن شديد بسبب الهزيمة، ولكن مستقبلي مع الفريق لن يتأثر بنتيجة هذه المباراة». وأضاف مارتينو، الذي أصبح استمراره على رأس القيادة الفنية لفريق برشلونة في مهب الريح «أشعر بألم بالغ بسبب الهزيمة، وأشعر بالأسى من أجل كل من ساند الفريق، ما زال أمام الفريق طريق طويل ليسلكه، وأشياء إيجابية ليقوم بها». وعلى الرغم من أن انهيار الفرق الأوروبية الكبرى سريعا يبدو أمرا نادرا وفي غاية الصعوبة، إلا أن هذا ما حدث بالفعل مع فريق برشلونة الإسباني لكرة القدم هذا الأسبوع. فمنذ ثمانية أيام فقط، كان ليونيل ميسي ورفاقه يخوضون دور الثمانية لبطولة دوري أبطال أوروبا، ويحتل الفريق الكتالوني المركز الثاني في ترتيب الدوري الإسباني متأخرا بفارق نقطة واحدة عن المتصدر أتلتيكو مدريد، وكان الفريق يستعد لملاقاة غريمه التقليدي ريال مدريد في نهائي كأس ملك إسبانيا. وللحقيقة، فإن هذا الموسم يبدو عصيبا للغاية على برشلونة، الذي قرر مدربه السابق تيتو فيلانوفا الرحيل عن تدريب الفريق للعلاج من مرض السرطان في شهر يوليو (تموز) الماضي، قبل أن يتقدم رئيس النادي ساندرو روسيل باستقالته في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، عقب اتهامه بإخفاء القيمة الحقيقية لصفقة اللاعب البرازيلي نيمار داسيلفا الذي انضم لصفوف الفريق مطلع الموسم الجاري للتهرب من الضرائب. كما قرر الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) منع برشلونة من التعاقد مع لاعبين جدد لمدة عام بسبب مخالفته للوائح الخاصة بالتعاقد مع لاعبين دون 18 عاما في ضربة جديدة موجعة للفريق. وعلى الرغم من ذلك، كان من الممكن نسيان كل هذه الأمور حال فوز الفريق ببطولة على الأقل هذا الموسم، وهو الأمر الذي كان من شأنه أن يمنح النادي صيفا هادئا، ويجعل رئيسه المؤقت جوسيب ماريا بارتوميو يشعر بالسكينة خلال الفترة المتبقية له في رئاسة النادي. ولكن برشلونة يمر حاليا بأسوأ حالاته تحت قيادة مدربه مارتينو، حيث بدا دفاعه هشا للغاية، وباتت شباكه تستقبل الكثير من الأهداف، خاصة في ظل الإصابات المتتالية التي ضربت مدافعيه، وأصبح خط الوسط بطيئا وثقيلا للغاية، وافتقد الهجوم بقيادة ميسي ونيمار للحدة المطلوبة. وعلقت محطة «آر إيه سي« الإذاعية الكتالونية صباح أمس على حال برشلونة الآن قائلة «إن برشلونة مر بأسوأ أسبوع في تاريخه، وانهار الفريق تماما وكأنه بيت من ورق». كما وصفت الجماهير الكتالونية لاعبيها بالمرتزقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي في اشارة لغضب غير مسبوق خلال السنوات الأخيرة. وودع برشلونة دوري الأبطال بعدما خسر صفر-1 أمام مضيفه أتلتيكو مدريد ليخسر 1-2 في مباراتي الذهاب والعودة ويفشل في التأهل للمربع الذهبي للمرة الأولى منذ سبعة أعوام. كما خسر الفريق للمرة الأولى منذ 42 عاما أمام مضيفه المتواضع غرناطة بهدف نظيف بالدوري الإسباني يوم السبت الماضي، لتتقلص حظوظه بشدة في المنافسة على اللقب، بعدما قبع، بتلك الخسارة، في المركز الثالث، متأخرا بفارق أربع نقاط عن الصدارة قبل نهاية الموسم بخمسة أسابيع فقط. ولكي تكتمل المأساة، فشل الفريق في التتويج بلقب كأس الملك. وجاء عنوان صحيفة «سبورت» الكتالونية أمس «ريال مدريد يدفن برشلونة الحزين» بينما كان عنوان صحيفة «ألموندو ديبورتيفو»، المقربة من برشلونة «إنها كأس مرة للغاية». وبينما احتفلت وسائل الإعلام المدريدية بأول لقب لريال مدريد منذ عام 2012، مشيرة في الوقت نفسه إلى استعدادات الفريق لمواجهته المرتقبة مع بايرن ميونيخ الألماني في الدور قبل النهائي لدوري الأبطال، طالب الإعلام الكتالوني بضرورة حدوث ثورة في قلعة كامب نو. وقالت محطة «تي في إيه 3» التلفزيونية أمس «هناك حاجة ملحة لحدوث ثورة كاملة الآن في لنادي». وأضافت «إن الأفراد المسؤولين عن هذه الكارثة، ينبغي أن يحاسبوا، وإذا لزم الأمر، طردهم خارج النادي». وألقت «آر إيه سي 1» باللوم على أندوني زوبيزاريتا، مدير الكرة في برشلونة الذي لا يحظى بشعبية كبيرة، واتهمته بأنه المتسبب الأول في انخفاض مستوى الفريق الرائع الذي حقق إنجازات مذهلة في السنوات الأربع الماضية. وذكرت المحطة «إنه لم يفعل شيئا عمليا للمحافظة على الفريق الذي شيده مدرب برشلونة الأسبق جوسيب غوارديولا، (2008 - 2012) من الواضح أنه ليس هو الرجل المناسب لقيادة ثورة الإحلال والتجديد التي يحتاجها النادي الآن على وجه السرعة». كما طالت سهام النقد أيضا، النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي بعد ظهوره بشكل مخيب للآمال في مباريات الفريق الماضية، وهو ما أثر بالسلب على أداء ونتائج برشلونة مؤخرا وجعلته بلا إبداع ولا أهداف. واتسمت «سبورت» ببعض الجرأة في حديثها عن ميسي أمس حيث هاجمت ميسي الذي ظل حتى الآن محصنا ولا يجرؤ أحد على التشكيك في قدراته وتساءلت «لماذا انخفض مستواه بشكل كبير للغاية، وهل يستحق بالفعل زيادة أخرى في راتبه؟».