×
محافظة الرياض

الفارس الحربي بطلاً لكأس شهداء الوطن لقفز الحواجز

صورة الخبر

أثارت أزمة "رفع علم الإقليم الكردي في كركوك" جدلاً حول هوية المدينة الغنية بالنفط. ووفقاً لمعلومات جمعها مراسل الأناضول من مصادر تاريخية، فإن الموصل وكركوك دخلتا تحت سيادة الدولة العثمانية عام 1517، وتعززت دعائم تلك السيادة بعد فتح السلطان "سليمان القانوني" مدينة بغداد عام 1534، وانتزاعها من أيدي الدولة الصفوية. أجري أول إحصاء للسكان في كركوك خلال فترة حكم "القانوني"، ليتبيّن أن التركمان يشكلون 90% من سكان المدينة ومحيطها. وأظهرت نتائج أول إحصاء في العراق، أجري عام 1920 على أساس عرقي، أن التركمان يشكلون الأغلبية في كركوك. ومن اللافت أن عدد التركمان في كركوك، الذين كانوا يشكلون الغالبية العظمى بالمحافظة، بدأ بالتراجع بعد الحرب العالمية الأولى. "ميم كمال أوكة"، الأستاذ في جامعة إسطنبول التجارية، قال للأناضول، إن "كركوك تعرضت لتغيير ديمغرافي من خلال توطين الأكراد والعرب بالمدينة بعد الحرب العالمية الأولى". وأكد أوكة أن "القوات البريطانية وطنت أكرادًا في العديد من المناطق ذات الغالبية التركمانية في العراق، وأخرجت سكانها الأصليين من التركمان إلى مناطق أخرى". وأشار إلى أن "البعثات الأجنبية المهتمة بالمنطقة وخصوصاً البعثات البريطانية والفرنسية والألمانية أجرت إحصاءً على الأساس الإثني في ولاية الموصل". وأضاف أن "الوثائق المتعلقة بتلك الاحصائيات لا تزال موجودة في أرشيف كل دولة من تلك الدول، وتشير إلى أن الموصل وكركوك والمناطق المحيطة بهما ذات أغلبية تركية (تركمانية)". وتابع المؤرخ التركي بالقول "سبب رفض بريطانيا والسلطة العربية، إجراء استفتاء شعبي حول تقرير مصير ولاية الموصل، عقب الحرب العالمية الأولى، جاء بسبب تشكيل التركمان الأغلبية في المنطقة وفقاً للاحصاء الذي أجراه البريطانيون في تلك الفترة، وخشيتهم من ظهور نتيجة مؤيدة لإلحاق ولاية الموصل بتركيا". وبيّن أوكة أنه "بعد ضم الموصل، وكركوك إلى الدولة العراقية التي شكلتها بريطانيا، قامت الأخيرة بإجراء تغييرات ديمغرافية فيهما". وأشار إلى أنه "عقب تسلم العرب للسطلة في العراق، بدأت الحكومات المتعاقبة بتوطين العرب في المناطق التركمانية، وتم إبعاد التركمان إلى مناطق أخرى". وشدد أن "كركوك ذات هوية تركمانية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وأن كل ما في المدينة من ثقافة ولغة وأدب وموسيقى تشير إلى تركمانيتها، رغم كل التخريب الذي تعرضت له الصروح التاريخية والآثار التركية الموجودة فيها". من جانبه، قال البروفسور "صبحي سعاتجي"، الأستاذ في جامعة السلطان محمد الفاتح، إن "السجلات التاريخية تؤكد أن مدينتي كركوك، وأربيل من أقدم المدن التركية". وأوضح سعاتجي للأناضول أن "هوية مدينة ما، لا تُحدد بسكانها فقط، بل بالثقافة السائدة فيها أيضاً". وأردف "إذا كان هناك من يدعي أن كركوك ليست مدينة تركمانية، فليعدوا لنا كم من كاتب أو شاعر لديهم في المدينة؟". ولفت سعاتجي إلى أن "أسماء الأحياء والأزقة والجسور في كركوك هي أسماء تركية". وأشار إلى أن "المناطق التركمانية تعرضت لمحاولات تعريب منذ حكم ملك العراق فيصل بن الحسين، حيث تم توطين العشائر العربية في المناطق التركمانية، الذين بدورهم تأثروا بثفافة تلك المناطق، واليوم يُحدثون اللغة التركمانية". وأكد سعاتجي أن "نظام صدام حسين مارس عمليات تغيير ديمغرافية على المناطق التركمانية الواقعة في ولاية الموصل القديمة (التي تشمل اليوم كركوك، والموصل، وتلعفر، وأجراء من ديالي،وصلاح الدين)". وبيّن أنه "بعد سقوط نظام صدام حسين في 2003، قامت سلطات الإقليم الكردي في العراق، بإجراء تغييرات في التركيبة السكانية للمناطق التركمانية، مستخدمة شتى الوسائل". وأردف سعاتجي أن "أربيل مدينة تركمانية أيضاً، وحتى اليوم فإن أغلب سكان مركز أربيل هم من التركمان، ويتحدوث التركمانية". ولفت إلى أن "أربيل وكركوك كانتا تركمانيّتين حتى قبل دخولهما تحت سيادة الدولة العثمانية، حيث كان يحكمهما الأتابكيون (الدولة الأتابكية أسسها عماد الدين بن اقسنقر 1127-1261م)". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.