اختتم أصحاب المعالي والسعادة وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اجتماعهم الأول الذي عقدوه بدولة الكويت، حيث رأس وفد المملكة للاجتماع معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ. د. العجمي: مجتمعاتنا الخليجية تنتظر من المؤسسات الإسلامية الإسهام في علاج مشاكلها وكان الوزير آل الشيخ قد ألقى كلمة في الجلسة الافتتاحية للاجتماع، أعرب في بدايتها عن شكره لسمو أمير دولة الكويت، والحكومة الكويتية، ووزارة الأوقاف والأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي في الإعداد لهذا الاجتماع الأول، مبيناً أن دول الخليج تمر بآمال كبيرة وعريضة، وتمر أيضاً بتحديات كبيرة وعريضة، والآمال بتفعيل الدور الإسلامي والإسهام مع الحكومات في إدارة التنمية بما تحقق للشعوب الخليجية ما تريده من التوازن والوسطية في معطيات الدنيا والدين. وتطلع معاليه أن ينتج من هذا الاجتماع تفعيل البرامج التنموية التي فيها تفعيل لجوانب الوقف فيما يخدم مسيرة التنمية، ويعزز الدور الاجتماعي، ويحقق رسالة الوقف التي أرادها الله -جل وعلا- في مشروعية الوقف، حيث أن الوقف هو تشريع إسلامي لم تسبق له الشرائع الأخرى قبل الإسلام، فجاء به الإسلام ليكون ناهضاً لهذه الأمة إلى ما يرجي منها في حضارتها الدنيوية، وإلى ما يراد أن تكون عليه في صلتها -بالله عز وجل- وتكاتفها، وتعاونها، وتراحمها، وهذا يحتم علينا تفعيل دور الأمة في خدمة الصالح العام لمجتمعاتنا في آفاقه الرحبة الكثيرة، الاقتصادية، والاجتماعية، والعلمية، وفي أداء رسالة المسجد وفي بناء المنظمات المتوازنة التي تعطي للتنمية الاجتماعية حقها، والصلة المتوازنة الوسطية مع الناس حقها. وأوضح أن التحدي الذي تواجهه دول الخليج متعدد الجوانب، تحدي متعلق بالتوازن ما بين مطالب الحضارة والمدنية المعاصرة، ومطالب الاستمساك بأصولنا الدينية، وركائزنا الشرعية، وما تقوم عليه دول الخليج عامة، وما تحرص عليه حكومات الخليج، وشعوب الخليج من الالتزام بمبادئ الكتاب والسنة وتشريعات الإسلام، هذا يعطينا الحرص على إقامة هذا التوازن ما بين هذين المطلبين، المطلب الحضاري المتجدد للنهوض بدولنا وإسهام وزاراتنا بالوعي الحقيقي بضرورة المضي في الحضارة والمدنية، مع ضرورة التمسك بأصولنا الدينية وهذا التحدي تحد كبير ما بين التيارات المختلفة التي تريد تحضراً بلا دين أو تريد ديناً بلا تحضر، وهذا يحتم علينا مواجهة هذا التحدي بقدراتنا - إن شاء الله تعالى - وبما يمنحنا الله - جل وعلا - من قوة في إعطاء هذا التوازن حقه. وختم معالي الشيخ صالح آل الشيخ كلمته معرباً عن شكره لمعالي الرئيس، وأصحاب المعالي والوزراء على تفاعلهم مع هذا الاجتماع، والحرص الكبير على تحقيق رسالة هذا الاجتماع، وتحقيق الهدف المرجو منه بالنهضة بوزاراتنا لتحقيق المرجو منها في خدمة الدين والكتاب والسنة والمنهج الصحيح في الرؤية الحاضرة والمستقبلة المعتمد على محافظة على أصولنا وعقيدتنا والمسايرة لزماننا. كما كان لمعالي وزير العدل ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الكويت رئيس الاجتماع الدكتور نايف العجمي كلمة افتتاحية أبان فيها أن دولة الكويت متمثلة بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية يسرها أن تستقبل الاجتماع الأول لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية بدول مجلس التعاون الخليجي على أرضها، مرحبة بالأشقاء الأعزاء والضيوف في بلدهم الثاني الكويت التي شهدت ملتقيات عالمية ومؤتمرات إقليمية تعزز الأمن بشتى صوره، وتؤكد على معاني السلام بكل معانيه مترسمين كلام المولى في كتابه، وسنة نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -. وأبان أن هذا اللقاء الخليجي الأخوي الأول يأتي بعد ثلاث وثلاثين عاماً على تأسيس مجلس التعاون الخليجي يجمعنا لنتباحث فيما يتعلق بشؤون الأوقاف والدعوة والتوجيه، لترفل مجتمعاتنا الخليجية بالأمن والأمان والنماء والازدهار، لاسيما في هذه الظروف الدقيقة والمرحلة الحرجة التي تمر بها الأمة الإسلامية. وأردف يقول: إن الله تعالى أنعم علينا بخيرات تستوجب علينا تسخير الإمكانات لخدمة ديننا وشعوبنا من خلال التعاون على البر والتقوى، فلم تعد وزارات الأوقاف والشئون الإسلامية معنية بالإشراف على أوقاف المسلمين، وتوفير الإمام والمؤذن للمساجد فحسب، بل أصبحت وزارات الأوقاف مؤسسات معنية بالتوجيه الديني لتحقيق الأمن الاجتماعي، ومواجهة مظاهر العنف والتشدد والتكفير والتفسيق، ومظاهر الانحلال الخلقي، والانحراف الفكري التي بدت تطل على مجتمعاتنا الخليجية والإسلامية". مما يذكر أن الاجتماع ناقش الاقتراحات المقدمة من دول المجلس وذلك بهدف بلورة تصور مشترك يسعى إلى جمع جهود المؤسسات العاملة في خدمة الوقف وتوحيدها في عمل مؤسسي جماعي، بالإضافة إلى رعاية تنفيذ المشاريع الوقفية المشتركة بين دول المجلس والإعلام عنها، وتعزيز تعاون المؤسسات العاملة في برامج مشتركة وتبادل الخبرات بين المؤسسات الوقفية في دول مجلس التعاون بما يثري العمل الوقفي وينميه، كما طالب المشاركون بوضع خطط استراتيجية لتحقيق الأهداف والغايات التي تتطلع لها الشعوب.