تكلل الاجتماع الذي انعقد مؤخراً بين ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي ترامب في المكتب البيضاوي بنجاح كبير، ووُصِف هذا الاجتماع بـ"نقطة تحول تاريخية" طبعت تغييراً مهماً في العلاقات في المجالات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية ككل. وجاءت ردود الفعل في البلدين حول قوة العلاقات متفائلة وحقيقية، ومن المنطقي أن يبدأ الرئيس الأمريكي ولايته بحكمه من خلال إحياء علاقة ذات منفعة متبادلة مع السعودية، بعد التدهور الذي شهدته خلال إدارة الرئيس الأمريكي السابق أوباما، نظراً إلى أنَّ البلدين يتشاركان مصالح أساسية في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية، وذلك وفقاً لتقرير معهد واشنطن الأمريكي. وأشار التقرير إلى أنَّ من خلال إحياء العلاقة التقليدية، يدرك الرئيس ترامب ما هو بديهي، فالمملكة البلد الأهم بين الدول العربية في الشرق الأوسط، ويعزي ذلك جزئياً إلى دورها كمصدر للنفط ونفوذها الذي يؤثر على الاقتصاد العالمي، وأيضاً من الأسباب المهمة أنَّ السعودية لها هيبتها الدينية وتأثيرها وقيادتها للمسلمين، نظراً إلى أنَّها أرض الحرمين أقدس البقاع الإسلامية. وأضاف: "على غير عهد الرئيس السابق أوباما يعمل الرئيس ترامب على اعتماد مقاربة أكبر والاستعداد التام لتعاون أكبر بكثير في مسائل أساسية مهمة، فعلى سبيل المثال، أبدت المملكة أساساً رغبة أكبر في إنشاء مناطق آمنة للاجئين السوريين وإرسال قوات خاصة إلى سوريا، ويتماشى هذا مع أجندة الرئيس ترامب. وأشار تقرير معهد واشنطن إلى أنَّ الطرفين "المملكة والولايات المتحدة"، أيَّدا احتمال زيادة التعاون الاقتصادي بينهما. وقال التقرير إن "رؤية 2030" تعد الشغل الشاغل للحكومة السعودية على المستوى المحلي، وهي مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية الطموحة التي تهدف إلى تحديث الاقتصاد وخفض معدل البطالة وبلوغ درجة معقولة من التنوع بعيداً عن الاعتماد على النفط. ونجاح السعودية في تنفيذ أجندة الإصلاح مساهمةٌ في قوى الاعتدال وفي هيبة حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، وبالتالي، يعتبر الدعم الدبلوماسي لرؤية السعودية 2030، ونجاحها، مصلحة مهمة للولايات المتحدة على المدى البعيد، ونظراً إلى تاريخه كرجل أعمال، وليس كزعيم سياسي تقليدي، فإن ترامب قادر على فهم ما يحاول السعوديون القيام به في أجندتهم الإصلاحية الاقتصادية، ربما أكثر من سلفه. وأشار التقرير إلى أنه بالطبع لن يكون هناك اتفاق بين البلدين في جميع المسائل إلا أن هناك اتفاقاً كبيراً على كثير من المسائل الهامة وهناك تفاهمات لتعاون ومساهمات أكبر تهم البلدين. واختتم معهد واشنطن التقرير بأن الرئيس ترامب بعث برسالة واضحة مفادها أن سياسة الشرق الأوسط تستند إلى إحياء التحالفات مع حلفاء الولايات المتحدة التقليديين في المنطقة والحد من خوض تجربة سنوات عهدي بوش وأوباما، بعبارة أخرى، إنها تتمحور حول التعامل مع العالم كما هو والسعي فقط إلى جعله أفضل، ولغاية الآن، يبدو أن انطلاقته في هذا المجال جيدة.