أكد خبراء الشؤون السياسية والعسكرية أن الضربة الأمريكية الأخيرة لقاعدة الشعيرات الجوية في سوريا، التابعة لقوات نظام الرئيس بشار الأسد، تتعدى رد الفعل على استخدام السلاح الكيماوي في الهجوم على مدينة "خان شيخون" إلى توجيه رسائل صارمة للعديد من الأطراف الدولية.<br/>وقدم الخبراء، في تحليلهم للضربة الأمريكية، عبر "عاجل"، ربطًا بين أهداف العملية العسكرية والسياسية من جانب وتزامنها مع تدشين الإدارة الأمريكية، برئاسة دونالد ترامب، توجهاتها الجديدة من جانب آخر.<br/>وفي هذا الإطار، أوضح المحلل السياسي، الدكتور، فهد الشليمي، أن الولايات المتحدة اكتفت بضربة محدودة استهدفت قاعدة الشعيرات بغرض توجيه رسائل صارمة لكل من: سوريا وروسيا وإيران، مفادها أن مجزرة الغازات السامة خط أحمر.<br/>وأن إدارة ترامب لن تمررها كما فعلت سابقتها، في إشارة إلى رخاوة تعاطي إدارة باراك أوباما مع استخدام مماثل للسلاح الكيماوي من قبل نظام الأسد، وتحديدا في مدينة الغوطة، شرق دمشق.<br/>وأضاف الشليمي أن الضربة الأمريكية تمت بوجود الرئيس الصيني على العشاء مع ترامب، وهي رسالة أخرى، توجهها الولايات المتحدة لكوريا الشمالية، ومن ورائها الصين، مفادها أن الولايات المتحدة ستتخذ كل ما من شأنه حماية كوريا الجنوبية واليابان.<br/>وعن نتائج الضربة، توقع الخبير السياسي أن تحاول روسيا تقديم المزيد من الدعم لنظام الأسد، وأن يحاول الأمريكان التدخل المباشر في سوريا بشكل تدريجي؛ لكن دون تعمق، وأن تعزز تركيا دورها الداعم للمعارضة، بما يقدم رسالة مفادها أن نظاما يقتل شعبه بالأسلحة الكيماوية ليس مؤهلا للاستمرار.<br/>أما الرسالة التي استهدفت الضربة الأمريكية توصيلها لروسيا تحديدا، فتتمثل في أن تأكيد إرادة واشنطن؛ لأن تكون شريكة في رسم خارطة الطريق لسوريا ولن ترضى باستخدام الغاز الكيماوي في الحرب مرة أخرى، وفقا لما يراه محلل الشؤون السياسية والعسكرية، العقيد إبراهيم آل مرعي.<br/>وفي هذا السياق، أشار "آل مرعي" إلى ترتيبات لزيارة للرئيس الأمريكي إلى روسيا قريبا، وسط توقعات برسم علاقة جديدة بين البلدين لأربع سنوات مقبلة.<br/>وأضاف أن أمريكا ترسم بضربة الشعيرات صورة ذهنية جديدة لدى العالم عن إدارة ترامب، كما تمرر رسالة ضمنية إلى كوريا الشمالية، عبر الحضور الصيني في واشنطن.<br/>وتوقع "آل مرعي" أن تجبر الضربة النظام السوري على عدم استخدام الأسلحة الكيماوية مستقبلا، ودفعه إلى تقديم التنازلات على طاولة المفاوضات، وهو ما تريده إدارة ترامب.<br/>