--> --> وصل المبعوث الأمريكي لعملية السلام «مارتن إندك» إلى تل أبيب أمس تمهيدًا للقاء ثلاثي فلسطيني أمريكي إسرائيلي، وذلك لجسر الهوة في مواقف الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي في ظل أجواء غير مبشرة واستفزاز وتضييق وممارسات إسرائيلية توحي بتفجير العملية برمتها. وقالت محافل سياسية إسرائيلية: إنه بالرغم من تدني سقف التوقعات، إلا أن المبعوث الأمريكي سيجتمع مع كلا الطرفين، في محاولة منه لتجديد المفاوضات بينهما. وكانت صحيفة يديعوت نقلت عن المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية ميري هارف قولها: إن الولايات المتحدة تركز جهودها للتوصل إلى اتفاق لتمديد المفاوضات، ولكن القرار يبقى بيد الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، مشيرة إلى أن الطرفين يلتقيان بشكل دائم ومعنيان باستمرار المحادثات وأن الولايات المتحدة تدعم ذلك. ونقل موقع واللا عن أعضاء الوفد الإسرائيلي الذي التقى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في رام الله مساء الاربعاء قولهم: إن الرئيس عباس قد استنكر عملية إطلاق النار التي وقعت قرب الخليل الاثنين الماضي، كما تعهد بالحفاظ على التنسيق الأمني مع إسرائيل، قائلًا: ملتزمون باستمرار التنسيق الأمني مع إسرائيل بمعزل عن تمديد أو نجاح المفاوضات. ونقل عضو الكنيست ورئيس الوفد الإسرائيلي جيليك بار عن حزب العمل عن الرئيس عباس استعداده لتمديد المفاوضات مع إسرائيل بتسعة أشهر أخرى، مضيفًا إن عباس أكد أنه سيدعو إسرائيل الى استعادة سيطرتها على المناطق الفلسطينية اذا ما فشلت المفاوضات بعد تمديدها. وبحسب ما جاء على لسان عضو الكنيست فإن عباس أعرب خلال الاجتماع عن استعداده لتقديم بعض التنازلات في المفاوضات بما في ذلك تبادل الأراضي مع إسرائيل، وتجريد الدولة الفلسطينية من السلاح. وكان وفد من الكنيست يضم كل من أعضاء الكنيست عن حزب العمل جليلك بار ونحمان شاي وميخال بيران، وأعضاء كنيست عن حزب ميرتس نيتسان هروفيتش وتيمار زندنبرغ قد توجهوا إلى المقاطعة في رام الله للقاء رئيس السلطة محمود عباس، مؤكدين للأخير على أهمية تمديد المفاوضات. محاكمة عباس من ناحيته ادعى المحامي الإسرائيلي مردخاي تسيفين تلقى ردًا رسميًا من المحكمة الدولية، مفاده أن المحكمة ستكون مخولة بالبحث في دعواه المقدمة ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في حال قرر الأخير تقديم شكوى ضد الإسرائيليين. وكان المحامي مردخاي قد قدم، قبل نحو عام، شكوى ضد عباس وضد كبار المسؤولين في حركة حماس، بادعاء أن رئيس السلطة الفلسطينية يتحمل مسؤولية شخصية عما أسماه عمليات إرهابية نفذت ضد إسرائيليين، وبالتالي يجب تقديمه للمحاكمة. وكتبت يديعوت أحرونوت في هذا السياق، أمس أن إمكانية تقديم شكوى شخصية ضد عباس تنبع من الاعتراف بالسلطة الفلسطينية كدولة مراقبة غير عضو في الأمم المتحدة، وإعلانه عن نفس كرئيس دولة، ولذلك فهو مسؤول شخصيًا عما يحدث في مناطق السلطة، بما في ذلك قطاع غزة. السلام مجرد هواية من جهته كشف الكاتب الصحفي توماس فريدمان أن تحقيق السلام في الشرق الأوسط بالنسبة للولايات المتحدة كان ذا أهمية كبيرة سابقًا أما اليوم فهو مجرد هواية. وأوضح في مقالٍ له في صحيفة نيو يورك تايمز الأمريكية أن الشرق الاوسط لم يعد يتمتع بأهميته الاستراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة بعد استقلال الأخيرة في مجال الطاقة، مشيرًا إلى أن السلام في عهد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر كان ضرورة أمريكية، إلا أنه الآن أصبح مجرد هواية. وقال فريدمان: هناك شعور متزايد باليأس في أوساط الإدارة الأمريكية من نجاح المساعي لتحقيق التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين على الرغم من استئناف المفاوضات. وأشار إلى أن الأيام الأخيرة شهدت تصعيدًا في مطالبة الأوساط الإعلامية الأمريكية للرئيس باراك أوباما بسحب يد الولايات المتحدة من المفاوضات، معبرين عن شعور متزايد باليأس من إمكانية النجاح وأن مهمة كيري تتلخص في إنقاذ إسرائيل من أي تقويض يفضي إلى عدم الاعتراف بها كدولة يهودية. ولفت إلى أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يبذل جهدًا كبيرًا في هذا الاتجاه، ولكن في حال قام كيري بفك خيمة التفاوض فإن الاسرائيليين والفلسطينيين سيأسفون أسفًا عميقًا على ذلك. وأوضح فريدمان المقرب من الإدارة الأمريكية أن البيت الأبيض أصبح لا يتمتع برغبة كبيرة للاستمرار في المفاوضات بآلياتها الحالية ففي الوقت الذي تتجه فيه إسرائيل إلى اليمين وإلى التزمت الديني، نجد أن الجيل الشاب من الفلسطينيين أيضًا غير راغب بحل الدولتين. اعتقال وفي سياق آخر أعلنت والدة الصحافي العربي الاسرائيلي مجد كيال امس الخميس ان جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي (الشين بيت) اعتقل السبت ابنها الصحافي في صحيفة السفير اللبنانية وفي موقع الكتروني تابع منظمة حقوقية لعرب اسرائيل، بعد عودته من زيارة الى لبنان. وقالت سهير بدارنة لوكالة فرانس برس: إن ابنها مجد كيال (23 عامًا) اعتقل السبت. وقد فرض أمر منع نشر نبأ اعتقاله لكن محكمة اسرائيلية قامت برفع الحظر اليوم. وقال جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي (شين بيت) لوكالة فرانس برس: إن مجد كيال وهو من مدينة حيفا، خرج من إسرائيل في 23 من آذار/مارس الماضي إلى اللأردن، ثم توجه بعدها الى لبنان للمشاركة في مؤتمر لصحيفة السفير اللبنانية. وقالت متحدثة باسم الشين بيت إن لبنان دولة عدو والاسرائيليون ممنوعون من زيارتها. وأشارت المتحدثة الى ان هناك شبهة بأنه تم تجنيده على يد منظمة معادية، ولهذا عند عودته في 12 من نيسان/ابريل الماضي قامت الشرطة باعتقاله وتم نقله لنا للتحقيق معه. وقالت الاذاعة العامة انه يشتبه بان كيال قد اتصل مع حزب الله اللبناني الشيعي. وأوضحت المتحدثة لفرانس برس ان كيال قام بتنسيق اوراق دخوله الى لبنان عبر السلطة الفلسطينية في رام الله. واضافت انه تم استجوابه في السابق في 2011 لمشاركته في اسطول مساعدات متوجه الى قطاع غزة. ويعمل كيال في صحيفة السفير اللبنانية بالاضافة الى عمله كمحرر للموقع الالكتروني التابع المركز القانوني لحقوق الاقلية العربية في اسرائيل (عدالة). وقالت والدته لفرانس برس: نحن لا نعتبر التواصل مع العالم العربي مخالف او لبنان دولة عدو، وأضافت يحاولون منعنا من التواصل مع محيطنا العربي مشيرة الى حالات ذهب فيها صحافيون اسرائيليون يهود الى لبنان وسوريا ولم يتم التحقيق معهم. من جهته، قال مركز عدالة في بيان ان امر النشر يهدف الى منع جدل واسع حول منع المواطنين الفلسطينيين في اسرائيل من دخول عدة دول عربية. وبحسب البيان فإن توجيه تهمة الاتصال بعميل أجنبي لكيال ليس لها أي علاقة بالواقع بل انها اجراء عقابي لردع كيال وآخرين من السفر الى لبنان والدول الاخرى المعرفة كدول (عدوة). وأكدت المتحدثة باسم الشين بيت أن جهاز الامن الداخلي سيحدد في الايام القادمة كيفية الاستمرار في التحقيق.