رحبت فصائل المعارضة السورية بالقصف الأمريكي لمطار الشعيرات على خلفية الهجوم الكيماوي على منطقة خان شيخون، لكن ألا تخشى من أن يؤدي هذا القصف إلى تصعيد أكبر للصراع؟ في الوقت الذي اعتبرت فيه فصائل من المعارضة السورية الهجوم الأمريكي على مطار الشعيرات العسكري في وسط سوريا ليس كافيا،على اعتبار أن المطارات التي تستهدف المدنيين في سوريا عديدة، رحبت فصائل أخرى بهذا الهجوم واعتبرته مؤشرا إيجابيا على السياسة التي سيتبعها الرئيس الأمريكي الجديد. حول الضربة الأمريكية وموقف المعارضة حاورت DW عربية فراس قصاص، رئيس حزب الحداثة والديمقراطية لسوريا، المعارض. DW عربية: لطالما انتقدت المعارضة السورية تقاعس الأمريكان في التصدي للجرائم التي يرتكبها نظام الأسد في سوريا. وقبل أسبوع صرحت الإدارة الجديدة بأن رحيل الأسد لم يعد أولوية، لكن ترامب ترجم تهديداته وضرب أهدافا للنظام السوري، فهل ترون فيه اليوم شريكا؟ فراس قصاص: في الحقيقة عندما تتحول تصريحات ترامب الأخيرة إلى سياسة واضحة المعالم في السياق الحاصل أمس، وتضرب على يد مجرم ارتكب جرائم حرب، سيكون هناك تعويل طبعا على هذه الإدارة. نحن نرى أن ترامب يتعامل بجدية أكبر مع الأسد مقارنة مع الرئيس الأمريكي السابق. ربما سنراه شريكا حقيقيا لنا في الوصول بسوريا إلى بلد ديمقراطي حر. لكن ألن تكون مسألة رحيل الأسد نقطة خلافية؟ أم تعتقد أن ترامب سيراجع موقفه من الأسد رغم التقارب مع روسيا وكل المؤشرات الأخرى؟ ف نتمنى أن تصبح تصريحات ترامب السابقة حول الأسد دون دلالة الآن بعد الهجوم الكيماوي الأخير. فالنظام غير مقتنع بالحل السياسي وحَول البلد إلى وكر للإرهاب. الأسد يعرقل كل مفاوضات السلام ويرفض الانتقال السياسي. وفيما يتعلق بمواقف ترامب السابقة والمقارنة بينها وبين الإدارة الامريكية السابقة، لا ننسى أن ترامب له موقف مختلف جذريا من إيران عكس أوباما؛ وإيران ورقة راهن عليها النظام كثيرا. بشكل عام تبقى سياسة ترامب في سوريا غير واضحة المعالم بشكل شامل، لكننا نتمنى ان تتوضح في اتجاه إيجاد حل سلمي يصب في مصلحة سوريا المستقبل. هناك مخاوف من أن يؤدي القصف الأمريكي إلى تصعيد الصراع أكثر في سوريا، ألا تخشون ذلك أيضا؟ لا أعتقد أنه سيكون هناك تصعيد، انظري إلى رد النظام. حلفاء النظام يعون جيدا طبيعة سياسة ترامب والفرق بينها وبين الإدارة السابقة، فهو أكثر صرامة بطبيعة شخصه وخلفيته السياسية كشعبوي جمهوري غير خلفية أوباما الذي كان نخبويا ديمقراطيا. المتحدثون الإعلاميون للنظام والنظام نفسه بدؤوا يتحدثون عن الخسائر التي تكبدوها من الضربة. وبعض المحللين المقربين من النظام قالوا إن النظام لن يرد بشكل مباشر على الولايات المتحدة بل سيرد بمواصلة الحرب على الإرهاب. هذا يعطي فكرة عن كيفية التعامل مع ما حدث. لكنك تتحدث فقط عن رد فعل النظام، ماذا عن روسيا؟ روسيا قوة عظمى، لكن لولا تقاعس وتساهل الإدارة الأمريكية السابقة لما تمادت موسكو في التوغل في سوريا ودعم النظام بهذا الشكل. أوباما أفسح لهم المجال فملأوا المشهد في سوريا. اليوم تغير الوضع، لذلك لا أعتقد أن روسيا ستدخل في تصعيد مع الولايات المتحدة. أجرت الحوار: سهام أشطو