نظمت غرفة الأحساء مساء أمس الأول أمسيتها الإعلامية السنوية المفتوحة في مقرها الرئيس بالهفوف، التي جاءت تحت عنوان «جوانب من حياة الراحل غازي القصيبي». وحفلت الأمسية، التي شهدت في بدايتها فيلماً وثائقياً قصيراً عن الراحل، بمشاركات شعرية ومداخلات ثرية. وكشف سهيل القصيبي مختلف مراحل حياة والده غازي القصيبي المختلفة، قائلاً: «هناك ثلاثة دروس أساسية من سيرة ومسيرة والدي نحن بحاجة إلى تكريسها وتعزيزها في منظومتنا القيمية والأخلاقية والثقافية وهي التواضع ومعاملة الناس باحترام والانضباط». وبين أن صيت وشهرة والده لم تؤثر سلباً على التزامه الأخلاقي وتواضعه الذي عُرف به، وظل وفياً لنفسه وقيمه ومبادئه ومجتمعه وسيرته الأولى دون أن تحمله الشهرة والنجاحات الكبيرة التي حصدها على الاستعلاء على الناس أو استصغارهم والترفّع عليهم. وعن الانضباط في حياة والده؛ بيّن سهيل أن سر إنتاجية الراحل الكبيرة التي بلغت 70 كتاباً لم تكن لتتحقق لولا انضباطه وحسن ترتيبه وتنظيمه وإدارته للوقت، مشيراً إلى أنه كان يتجنب أغلب الأعمال اليومية والروتينية التي يقوم بها معظم الناس، ويعتذر عن معظم الحفلات والمناسبات التي يُدعى إليها مفضّلاً البقاء في المنزل للقراءة أو الكتابة، لافتاً إلى أنه لم يكن يذهب إلى السوق إلا نادراً جداً وأن الوالدة حفظها الله هي من ظلت تقوم بكل شؤون البيت بما فيها كل الاحتياجات الشخصية للراحل. وأشار إلى أن اتصال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- رحمه الله- به لتعزيته في وفاة والده، ترك أثراً عميقاً في نفسه، لكونه جاء صادقاً ودافئاً بكل معاني الكلمة، و»أن صوته كان مليئاً بالحزن والعطف والحنان، وأن وصاياه لي بالتماسك والتلاحم كأبناء للراحل والوجود بقرب والدتنا حفظها الله، فضل لن ننساه أبداً للملك عبدالله- رحمه الله-»، مشيراً إلى أن والده حباه الله خصالاً ومزايا عدة نال بها محبة السعوديين والعرب وكل من تعامل معه.