×
محافظة المنطقة الشرقية

«ماتيتو» تباشر تنفيذ 20 مشروعاً بقطاع المياه في الإمارات

صورة الخبر

قال القلم: خذني على قدر مخيّ. قلت: تكلّم بالمجاز والاستعارة والتورية. قال: لديّ سؤال بسيط، يجري على الألسن من دون أن يفقه الناس فحواه. يطالب الكثيرون، وأنت منهم، بتجديد الفكر الدينيّ، معنى هذا أن لدينا فكراً دينيّاً ولكننا نريد تجديده، فما هو هذا الذي عندنا؟قلت: ما أيسر ما تسأل عنه. عين العقل والإدراك أن يروم العرب التجديد، بالرغم من قدم هذا الأمل بلا جدوى، ومسلسل الفشل سبق أركون والجابري، بل سبق محمد عبده وجمال الدين الأفغاني، بل سبق ابن رشد. قال: أتدري لماذا؟ قلت: قل أنت. قال: علّة الإخفاق تكمن في أن العقليّة التي كانت الأقدر على فرض نفسها، هي تلك التي أخضعت تعاليم الإسلام لمنظومة «القيم» الجاهليّة، التطرّف العنفيّ نموذجاً، فالأمر ليس طارئاً.قلت: لقد تعلّم الناس الدرس، ولو بالعصا الغليظة على الدماغ الذي لم يفكّر في الكوارث قبل حدوثها. قال: الأنكى هو وجود من يريدون تجديد الفكر والخطاب الدينيّين بنشر روح المبادئ السمحة، والتعريف بالأخلاق الحميدة، أي بالكلام. هذا طيّب لو كان مثمراً. الفكر لا يتجدّد بالنصائح، وإنمّا بتجديد البنية التحتيّة التي يقوم عليها. تماماً كالحاسوب: «السوفتوير» يحتاج إلى «هاردوير». البرمجيّات وأنظمة التشغيل لا تعمل من دون مكوّنات حاسوبيّة صلبة. أنت تريد تغيير طريقة العقل العربيّ، بحيث ينظر إلى الدين والإيمان من خلال العلوم التي خلق الله بها الإنسان وسائر المخلوقات والكون، فأين هي المناهج العلميّة والبحث العلميّ والمختبرات والإنتاج العلميّ، الموصلة إلى ذلك؟ أين هو الإبداع في الفنون الذي يرتقي بالفرد فلا ينظر إلى نفسه كحيوان متوحش، ولا يرى الجنس البشريّ كفرائس للفتك، فلا يفكّر إلاّ في البناء الحضاريّ الإيجابيّ؟ كلمة «ظلم» ثلاثة أحرف، ولكنها تحتاج إلى بناء دولة كاملة الأوصاف، ناجحة في كلّ الميادين، لكي تمحوه، ولن تمحوه بالكامل؛ لأنه لا وجود لنظام بشريّ مثاليّ لا يحتاج إلى إصلاحات مستمرّة.قلت: كلامك محبط، ومتى سيتحقق الإنسان الكامل؟ قال: حين يتحقق انتفاء الصراع على الطاقة. قلت: وما علاقة هذا بالتطرف والعنف؟ قال: ألم تر كيف كانت «داعش» تنقضّ على مواقع الحقول النفطيّة وتجهيزاتها وتبيع الزيت عبر دول وراءها قوى عظمى؟ نحن أمام عصابات خدم، روبوتات من لحم ودم. قلت: ولماذا لم تقل هذا منذ البداية؟ قال: لأريك أن تجديد الفكر الدينيّ يحتاج أوّلاً إلى تجديد الفكر السياسيّ. لزوم ما يلزم: النتيجة الفكريّة: كيف لم يفكّر الفكر الدينيّ في فكر دينيّ يجدّد الفكر الدينيّ؟ عبد اللطيف الزبيديabuzzabaed@gmail.com