من الملاحظ في محيط مجتمعنا أنه وكل عدة سنوات يخرج لنا من يدعي قدرته على علاج ليس مرضا واحدا، بل أمراضا عديدة لا تزال مراكز البحث الطبي حائرة أمامها رغم سنوات البحث الطويلة والملايين التي تم صرفها على مراكز الأبحاث. وبأسلوب مفاجئ ودون سابق إنذار يقوم رجل لا يحمل أي صفة علمية أو شهادات دراسية بالإعلان عن علاج وعندها ترى أخباره تنتشر في كل مكان. وبعد أن يقوم بتحصيل مبالغ تصل إلى الملايين يتم إيقافه أو توقفه دون أي محاسبة. وإلى هنا نعتبره شأنا عاديا كون المريض الذي امتد مرضه لفترة طويلة سيلجأ إلى أي وسيلة يعتقد أنها ستشفيه من مرضه. ولن يتردد بدفع مبلغ 500 ريال لتلقى لسعة من سيخ حديدي تم تسخينه إلى درجة الاحمرار. والغريب في الأمر هو أن الكثير في مجتمعنا يصدق مثل تلك الخزعبلات، ويلجأ إلى مثل هؤلاء في وقت تعتبر فيه الرعاية الصحية في المملكة من الأفضل في المنطقة. ولكن المشكلة تكمن في قدرة من ادعى قدرته على العلاج على قيامه بعمله عيني عينك دون أي مساءلة، ويستطيع استئجاره استراحة لتكون مكانا لعلاج المرضى في وقت، يتطلب فترات طويلة لكي يقوم طبيب متخصص قضى الكثير من سنوات عمره في التحصيل العلمي لكي يفتتح عيادة بسبب كثرة المتطلبات. وأكثر من ذلك هو أن من يدعي العلاج يستطيع وفي خلال أيام قليلة جمع أموال أكثر، مما يستطيع الحصول عليه أفضل الاستشاريين في سنة كاملة. فرجاء لا تلوموا وزارة الصحة أو البلديات أو غيرهم. بل لوموا مقدار جهل الكثير من مجتمعنا.