2017/04/06 مريم الحسن نجمة تشكيلية في سماء الفن السعودي حلقت في عالم الإبداع وقدمت لنا القصة، والرواية واللوحة الفنية العميقة.. في هذا الحوار تتحدث ل «فن اليمامة» وكعادتها تجلت ثقافتها ووضعت الكثير من النقاط على الكثير من الحروف.. فإلى التفاصيل.. * ما رأيك في قول بابلو بيكاسو: نعرف جميعاً أن الفن ليس الحقيقة أنهُ كذبة تجعلنا ندرك الحقيقة؟ - الفن حس وإدراك وضربة فرشاة تمسح القلب والمشاعر، وريشة تحملنا مع ألوانها لنعانق الأفق، هو فلتر ينقي دواخلنا من كل شائبة ونائبة، ومذكرة سرية نخفي فيها مذكراتنا من ألم وفرح وعذاب ووجع، مشاعر مختلطة، وجنون يستدعي العناء ويدعو للتأمل، هو البديل الذي يحنو علينا وينتشلنا من قعر النفس الأليمة، يخدر الألم ويعكسه ألواناً متمازجة بين الوجع والفرح. الفن ليس كذبة؛ بل كل الحقيقة والحقيقة المؤلمة، الموجعة، ليس لراسمها فقط حتى المتلقي يجد نفسه في كثير من اللوحات المرسومة بريشة فنان مبدع عرف كيف ينقل ألمه لتتحول دمعة في كل عين تتأمل، وشهقة وجع في قلب كل متابع لتلك الريشة، أو فرحة تسر الناظرين. * هل الفن فعلًا يمسح عن الروح غبار الحياة؟ - جداً جداً... يجلو القلب ويجعله نظيفاً راقياً، يسلي النفس الكئيبة، وهو علاج روحاني جدير بالاهتمام، عني أنا أجد نفسي بين الألوان، وأغسل روحي بمعانيها وتطيب نفسي للحياة، وأحبها بعد اكتمال أي لوحة أبدأ بها سواء بألم أو وجع أو فرح أو بؤس. * متى بدأ شغف الريشة ومتى كانت الانطلاقة؟ - أصابعي كانت تتلاعب وتخربش منذ الصغر في عديد من الفنون، كل عمل يخرجني من الواقع إلى عالم أبدي سرمدي حالم، يأخذني في رحلة إلى عالم جميل لأعود منه بروح جديدة، دخلت عالم الفن والأدب، كتبت ورسمت وصنعت وغزلت، وبنيت مجداً وصرحاً ألوذ إليه في أوقاتي الخالية، وأعدها من أثمن الأوقات. وكانت انطلاقتي الحقيقية منذ سنوات في التصاميم الفنية والمجسمات من ورود وأزهار وشجر وألوان جميلة عبثت بها كثيراً وزينت الكثير من المنازل بتلك الأعمال اليدوية، حتى انتشر عالم الرسم واللوحات، فتحولت إليها تكملة لمشواري الفني مع تغيير الزمن والرغبات والأعمال والطلبات، وكان ذلك منذ ثلاث أو أربع سنوات. * عرضتِ بداياتك على من، وكيف أسهم ذلك في تحولك من مرحلة إلى أخرى؟ - البدايات بين الأهل والأقارب والأصحاب، حتى تم التحفيز والتشجيع ثم بدأت الدعوات في المهرجانات والرسم المباشر أمام الناس، وعرض اللوحات في معارض مشتركة، وتم شراؤها من قبل الزوار، وهذه التجربة عززت من الثقة أكثر والدعم النفسي الذي جعلني أتقدم، وأتطور وأنتشر. * تضخيم الملامح في رسوماتك كونك مثلاً قمت بتضخيم الحصان وتلوينه بعدة ألوان ما الإيحاء الذي تريدين أن تصلي إليه من خلال ذلك؟ - بعض التكنيكات الفنية، والمدارس التشكيلية، وأنواع الخامات والألوان؛ تساعد على إعطاء الفرصة للغوص في بحر من المعاني، وبحر من الرمزية والإيحاء، تلك اللوحة التي فازت بالمركز الأول في الفن التشكيلي لعام 2016 لمجلة نجوم العرب هي لوحة من المدرسة التجريدية، أحببت جداً هذه المدرسة لأنها تعطي فسحة من حرية في التعبير والانطلاقة الفنية العالية الشأن. * كيف كانت مشاركاتك الداخلية وكيف ترين الدورات التي تنفذ، وهل تتناسب مع طموحات محبي الفن التشكيلي؟ - كانت مشاركاتي جداً محفزة من حيث اهتمام إدارة المهرجانات في دعوة مجموعة من الفنانين والرسم المباشر أمام الناس وعمل معارض مشتركة فيدب الحماس فينا ونبدأ العمل بجدية تامة كي نبرز أكثر ونتعلم من بعضنا البعض واستفدنا الكثير من الورش لكبار الفنانين والفنانات من الوسط الفني التي تقام من أجل التطوير والتحديث وتعلم الأساسيات والاحتراف، بالنسبة للطموح فهو عال جداً ولو رضينا بما نحن فيه لن نسعى للأعلى. * ما الشيء الذي تحاولين أن تطرحيهُ وتسلطي الضوء عليه من خلال رسماتك؟ - أحب طرح تراثنا ورسم معالم المملكة وإبراز جمال التاريخ من خلال الرسم الأثري خصوصاً في المهرجانات والفعاليات الوطنية المحلية. * الفنان معروف ببيئته وأنت من بيئة سعودية غنية بالتنوع، ما الذي تمكنت من تقديمه لذلك؟ - لم أقدم بعد ما يرضي طموحي برغم أني قدمت الكثير لكني لم أحقق ما أصبو إليه بعد، أتمنى أن نوصل لمساتنا الفنية إلى العالم، ولقد شاركت في الكثير من الفعاليات التي تنقل هذه اللمسات من خلال الإعلام، شاركت في مشروع هديتك بأيدي سعودية برسم دروع من تراث المملكة تقدم إهداءات للشخصيات المهمة في بعض المحافل.. وشاركت أيضاً مع 800 فنان وفنانة سعوديين في رسم قبة من مكعبات صغيرة جداً من تراث المملكة في جدة جمعية الثقافة والفنون ترى بالتلسكوب عند المشاهدة.. ورسمت الكثير من التراث في محافل متنوعة. * هناك من يؤمن بأن عالم الصورة أكثر تأثيراً من غيره أنت كيف ترين ذلك؟ - على حسب ميول المتلقي وتذوقه هناك من تؤثر فيه الصورة بشكل كبير جداً وهناك من يتذوق المشاهد الحية، وهناك من يتذوق الحرف بقوة. * ما سبب رسمك البورترية؟ - أحب رسم البورتريه جداً، فيه يكمن الإحساس والإبداع، ونظرات العيون الجميلة وبه أرسم السعادة على وجه من أخصص له ريشتي وأرسم صورته كما صوره الخالق... وبسبب الطلبات الكثيرة لرسم الشخصيات. * هل ذلك الفن أسهل من غيره؟ - هو الأصعب وهو التحدي الأقوى للإتقان والاحتراف والواقعية. * ما الشخصيات الأدبية العربية والسعودية الذين قمت برسمهم ولماذا؟ - شخصيات كثيرة جداً أدبية عربية وغربية وسعودية، شعراء ورواد القصة والراوية بعضها رسمتها بطلب شخصي من صاحب الصورة، وبعضها طلبيات لأعمال أدبية، وحالياً أرسم شخصيات أدباء من العالم العربي والغربي نحو 35 شخصية من أجل مواضيع كتاب لأحد أدباء السعودية. * عندما تضعين لمساتك على تلك الوجوه ما الشيء الذي يخالجك وما الانطباع الذي يصلك بعد سماع ردود المتابعين؟ - تحلق مشاعري في جمال الألوان وتعدد الآراء، وأشعر بالسعادة والراحة النفسية لذلك الانطباع بالرضا على كل متابع ومتدخل في موضوع اللوحة، خصوصاً إذا خضع عملي للقراءة التشريحية، أو النشر في الصحف من قبل الإعلام والمهتمين أشعر بالنجاح، ويخالجني شعور قوي بالاندفاع أكثر والتعلم والتطور أكثر. * كونك قاصة وروائية ذلك التنوع ماذا أخذ منه الفن التشكيلي؟ - الإحساس العميق واختيار المواضيع الأكثر حساسية، وقرباً من الهم الإنساني الفن التشكيلي والألوان يشارك المتلقي همه مثل الحرف تماماً. ولهذا الفن أهمية كبرى في جدولي العملي الأدبي والفني. * حدثينا عن الحركة التشكيلية بمنطقة الإحساء مسقط رأسك وكيف ترين ذلك النشاط خاصة ما يقدم للفنانة التشكيلية؟ - في الأحساء تنافس قوي جداً بين الفنانين والفنانات، والحركة نشطة وفاعلة جداً الكثير من الورش والدورات والمهرجانات والمشاركات والمسابقات، ضجيج يصل إلى أبعد من الأحساء، حيث إن الإبداع الأحسائي نال الجوائز والمشاركات العالمية والعربية وقدم الكثير للفنان، والفنانة التشكيلية تنال النصيب الأكبر من الاهتمام والمشاركات، ولقد دخلت الأحساء موسوعة جينيس للأرقام القياسية العالمية بأعمالها القوية المعروفة، من تلك الأعمال التشكيلية والحرفية. * الرسم طريقة أخرى لكتابة المذكرات هل حاولت أو فكرتِ في رسم حوادث تاريخية متصلة أو ذكريات شعبية أو كيف ترين تلك الرؤية؟ - نعم رسمت الكثير والكثير، حوادث، وأحداث، وآثار تاريخية عن المملكة والأحساء وتمر الأحساء، ونساء الأحساء، وكثير من المهرجانات الشعبية التي تحفزني على هذا النوع من الرسم. * أيهما يدهشك ويعجبك المشاركة في المسابقات الفنية أو البحث عن الألقاب الفنية ولماذا؟ - لم أبحث عن لقب قط كل هدفي هو إثراء الساحة فقط، يروق لي جداً أن أرسم بريشتي ما يفرح الناس ويزرع الابتسامة على وجوههم، * كلمة أخيرة ترغبين في قولها ولمن؟ - للنجاح أناس يقدرون معناه، وللإبداع أناس يحصدونه، لذا نقدر جهودكم المضنية فأنتم أهل للشكر والتقدير، ألف تحية وتقدير لمجلة اليمامة، وشكر خاص للبديعة مسعدة اليامي الرائعة.