يجسّد الممثل السوري جمال سليمان شخصية الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر في مسلسل «صديق العمر» الذي يتناول العلاقة التي ربطت الرئيس بالمشير عبد الحكيم عامر عن نص الراحل ممدوح الليثي، وإخراج عثمان أبو اللبن الذي أنهى تصوير 40 في المئة من المشاهد، ومن بطولة باسم سمرة بدور المشير، وصبري فوّاز بدور الصحافي والكاتب محمد حسنين هيكل. ويقول سليمان لـ «الحياة» عن العمل انه «يتعرض لفترة حساسة من حياة عبد الناصر لم يتطرق اليها احد من قبل. وتحديداً بين عامي 1961 و1967، اي المرحلة التي حصلت فيها احداث جسيمة، كأزمة اليمن والوحدة مع سورية والنكسة». وعن جدوى استحضار احداث قديمة الى الشاشة المعاصرة، يرى سليمان «اننا ما زلنا نعاني المشاكل ذاتها بالتالي ما زلنا في مكاننا»، مضيفاً ان «الانفجار الحاصل في العالم العربي، تشكل التراكمات القديمة احدى عوامله الأساسية». وعلى رغم ان شخصية «ناصر» أدّيت سابقاً في اكثر من عشرة اعمال ضخمة بين الشاشتين الصغيرة والكبيرة، من قبل نجوم مصريين كبار لا سيما أحمد زكي، الا ان سليمان لا يخشى اعتلاء منصة «الريس» وقبول التحدي. وبرأيه ان «صديق العمر» يقدم عبد الناصر بطريقة مغايرة عما قدمته الأعمال السابقة». ويعتبر ان «الشخصية غنيّة وصعبة، لذلك ليس من السهل تأديتها». وفي هذا السياق يكشف عن كواليس تحضيراته، موضحاً انه «استمع وشاهد كل خطابات الراحل لينجح في مقاربة أسلوبه في الخطابة ولهجته جيداً، بالإضافة الى الاستعانة بالماكيير المصري الشهير محمد عشوب الى جانب ماكيير إيراني». ويبدو ان مسيرة الممثل السوري خارج شاشة وطنه، ستستمر موسماً آخر على الأرجح. وهو يتمنى العودة الى سورية «فور انتهاء هذه المقابلة». ولكن تمنعه «الضغوطات الأمنية والتهديدات الكثيرة التي تصله من النظام»، مبدياً استغرابه من هكذا سلوك: «لا أفهم لماذا هذه النقمة عليّ؟ عبّرت فقط عن رأيي الوطني، وأثبت الزمن أن رأيي هو الصحيح». ويضيف: «كفنانين لم نقدم رأياً سياسياً أبداً بل قدمنا رأياً وطنياً وإنسانياً، لسنا حزباً سياسياً ولا نملك إيديولوجيا ولا أي خطة، لسنا في السلطة ولا ننافس احداً، نحن نعطي رأياً وطنياً لا أكثر ولا نريد أن تكون لغة الرأي استفزازية أو تصاعدية، كما لا نريد دماء ولا صداماً داخل المجتمع ولا بين السلطة والناس». وعلى رغم هذا «الإبعاد القسري» ما زال سليمان محتفظاً برأيه داعياً الى نوع من الحوار الوطني العميق». ويصرّ اكثر على ان «الحاجة الى التغيير السياسي في سورية أصبحت استحقاقاً تاريخياً، لا يمكن لأحد ان كان مؤيداً أو معارضاً تجاهله، ويجب أن يتم بشكل وطني بعيداً من أي تدخل خارجي». وفي هذا الإطار يوضح ان «المواطن السوري بحاجة الى مزيد من الحريات، ويريد أن تكون الصيغة القانونية واضحة بينه وبين الحاكم، وأن يذهب الى صندوق انتخابات نزيه ونظيف، وأن يرى ممثلين حقيقيين في مجلس الشعب، وأن يكون لديه قضاء مستقل، وتتكوّن أحزابه تحت مظلة الدستور والقانون، وبطريقة شرعية وواضحة». ويقول سليمان بصوت تشوبه الحرقة: «السوري يريد أن يمارس الحياة كبقية خلق الأرض، لا يريد شيئاً استثنائياً ابداً»! يذكر ان اسم جمال سليمان احتلّ القائمة السوداء لدى مؤيدي النظام السوري، بعدما اختار أن يكون جزءاً من المعارضة وأن يبدي رأيه السياسيّ. سورياجمال سليمان