أعلنت السلطات الفيلبينية أمس أنها احبطت عملية إرهابية محتملة، بعدما اعتقلت كويتياً وزوجته السورية، اللذين يشتبه بانتمائهما إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش».وقبضت السلطات على حسين الظفيري ورهف زينا في أحد أحياء مانيلا الفخمة، بناء على معلومات تلقتها من السلطات الكويتية الشهر الماضي. إلا أن الاعتقال بقي سرياً، فيما تجري السلطات مزيداً من التحقيقات.وكشف مصدر أمني كويتي لـ «الراي» ان الظفيري هو شقيق عبدالمحسن الظفيري الملقب بـ «أبو جندل الكويتي» الذي كان يعتبر أخطر «داعشي» كويتي وقتل قبل أشهر في قصف للتحالف الدولي على محيط منطقة جعبر غربي الواقعة عند الضفاف الشمالية لنهر الفرات.وبيّن المصدر ان الظفيري الذي اعتقل في مانيلا «كان مرصوداً من قبل العيون الأمنية، خصوصاً بعد مقتل شقيقه أبو جندل».وأشار المصدر إلى ان «التحقيقات معه كشفت عن تحضيرات كانت تتم قبل أشهر لتنفيذ عمليات تفجير إرهابية تستهدف أحد المعسكرات الأميركية في الكويت، وإحدى الحسينيات في منطقة الصليبخات، إضافة إلى المضايف التي أقيمت في منطقة العبدلي لزوار العراق».وأوضح المصدر ان «مقتل أبو جندل عرقل تنفيذ المخططات التي كانت تستهدف الكويت، ويجري التحضير لها يجري تحت إشرافه».وقال المصدر إن زوجة الظفيري السورية التي تم اعتقالها معه في الفيلبين حامل في شهرها الخامس، وسيتم ترحيلها إلى الكويت أو قطر، وذلك نسبة إلى وصولها مانيلا قادمة من الدوحة».وفيما اشار إلى ان «وفداً أمنياً كويتياً رفيعاً توجه إلى مانيلا لمتابعة التحقيقات التي تجري مع الظفيري، وتسلمه لإعادته إلى البلاد»، كشف ان «رجال الأمن في الكويت بدأوا حملة توقيفات شملت المرتبطين به من المشتبه فيهم، خصوصاً من تم رصد اتصالات للظفيري معه وفقاً للتحقيقات التي جرت معه وشملت تفتيش أجهزة اتصالات الكترونية تعود له».وأفاد وزير العدل الفيلبيني فيتاليانو أغويري للصحافيين(اف ب) أن الزوجين دخلا إلى البلد الآسيوي مراراً خلال الأشهر الأخيرة كجزء من مخططات للقيام «بعملية تفجير» إما في الفيلبين أو الكويت.وأوضح أغويري أن المواطن الكويتي كان عضواً نشطا في تنظيم الدولة الإسلامية في الشرق الأوسط، مضيفاً أن السلطات الأميركية تعتقد بأنه قد «يشكل خطراً على الأمن الوطني في الفيلبين»، إلا أنه أكد عدم التأكد مما اذا كان المشتبه بهما أجريا اتصالات مع متطرفين محليين.وأشار وزير العدل إلى أنه يشتبه بأن الظفيري «تورط في تصنيع متفجرات ولتخطيط محتمل لعمليات تستهدف الكويت».وأوضح أن زينا والظفيري تزوجا عقب مقتل زوج المواطنة السورية، وهو مسؤول رفيع في تنظيم الدولة الإسلامية في سورية.وأضاف أن السلطات ستقوم بترحيل الظفيري إلى الكويت، فيما ستتم إعادة زينا إلى قطر التي انطلقت منها إلى الفيلبين.وقال إن «قوى الأمن في البلدين ستستقبلهما بشكل مناسب».وأوضح أغويري أن المتهم حسين الظفيري دأب على استخدام أكثر من «كُنية» بما في ذلك «ورش الكويتي» و «أبومسلم الكويتي».وكان الرئيس الفيلبيني رودريغو دوتيرتي حذر من إمكانية وصول أعضاء تنظيم الدولة الإسلامية إلى بلاده عبر التغلغل في أوساط الأقلية المسلمة المتمركزة في جنوب الفيلبين حيث يشكل الكاثوليك الغالبية العظمى.ونقلت تقارير إخبارية عن مكتب مفوض الهجرة الفيلبيني جايمي مورينتي أنه سيتم توجيه تهم إلى المشتبهين تتعلق بانتهاك قوانين الهجرة، وذلك بعد أن كشفت التحقيقات أن الظفيري كان قد نجح في دخول الفيلبين مستخدماً اسماً آخر هو اسم أحد قادة تنظيم «داعش»، ومستخدماً تأشيرة عمل كان قد حصل عليها من شركة توظيف.وأوضح مورينتي ان الظفيري سيتم ترحيله وتسليمه رسمياً إلى بلاده بناء على طلب من الحكومة الكويتية.وأكد أن الظفيري كان سبق له أن زار الفيلبين 3 مرات قبل ذلك، مبيناً أنه وزوجته السورية المزعومة يقيمان في الفيلبين منذ يناير الماضي حيث زارا مدينة سيبو لمدة 3 أيام ثم مدينة دافاو لمدة أربعة أيام، مشيراً إلى أنه يتم التحقيق حالياً حول أنشطتهما التي قاما بها خلال تلك الفترة، ولا سيما ما يتعلق بعلاقتهما المحتملة مع جماعة «ماوتي» الإسلامية المسلحة التي كانت تعرف في السابق باسم «جبهة مورو».من جهتها، أكدت مصادر ديبلوماسية في وزارة الخارجية ان هناك تعاوناً وثيقا بين الكويت والفيلبين في اطار مكافحة الارهاب، ما قد يمكن الكويت من احضار مواطنها المقبوض عليه في الفيلبين لمحاكمته أمام محاكمها.بدوره، نفى سفير الفيلبين لدى الكويت ريناتو بيدرو أوفيلا ان تكون هناك اتفاقية موقعة بين بلاده والكويت لتبادل المجرمين، متمنياً العمل على توقيع اتفاقية مماثلة.واضاف في اتصال مع «الراي» ان التحقيقات لا تزال مستمرة مع المواطن الكويتي وزوجته السورية ولم يتم ترحيله للكويت حتى الآن.وقال السفير أوفيلا ان المواطن الكويتي يستطيع دخول الفيلبين عن طريق المطار مباشرة دون الحاجة للحصول على تأشيرة من السفارة، لذا ليس لدى السفارة معلومات كافية حول المقبوض عليه في مانيلا حالياً.وتابع ان وجود اتفاقية لتبادل المجرمين «سيمكننا من الحصول على الخادمة الفيلبينية المحكوم عليها في الكويت بتهمة الانضمام إلى (داعش) لاستكمال عقوبتها في الفيلبين».