أثارت دراسة قرار إغلاق الأسواق التاسعة مساء جدلا واسعا بين أوساط المجتمع الاقتصادى فمنهم المؤيد الذى يرى أنه قرار إيجابي باعتبار أنه يصب في مصلحة التاجر والمستهلك ومنهم المعارض الذى يرى عكس ذلك باعتباره يمكن أن يسبب زحام شديد على الأسواق وبالتالي فلا يكون في مصلحة المستهلك الذى ليس لديه الوقت الكافي للتسوق فيما كشف مصدر مطلع في وزارة العمل أن قرار إغلاق المحلات التجارية في الساعة التاسعة مساء لا زال تحت النقاش في كل من مجلس الشورى ومجلس الوزراء. ويرى عضو هئية التدريس بجامعة الملك عبدالعزيزالدكتور حبيب الله التركستانى أن القرار جيد في مغزاه ومجمله لكن أعتقد أنه يجب أن يراعي ظروف كافة المناطق في المملكة لأننا عبارة عن قارة مترامية الأطراف ولا يمكن تعميم أي قرار في منطقة على حساب منطقة أخرى فمثلا هناك مناطق باردة تفتح فيها المحلات مبكرا وتغلق مبكرا لأن ظروف هذه المنطقة تستوجب ذلك فحين هناك مناطق يحدث فيها العكس لأنها حارة لذلك أتمنى أن يؤخذ في عين الاعتبار خصوصية المنطقة نفسها فكيف يمكن إغلاق محلات أو متاجر في الساعة التاسعة في منطقة حارة لأننا سوف نضر المستهلك والعاملين في المحلات وأيضا أصحابه. خاصة وأنهم اعتادوا على أن تفتح محلاتهم في وقت متأخر من النهار ويعوض هذا التأخر بإقفال المحلات أو المتاجر في ساعة متأخرة من الليل قد تصل أحيانا إلى الساعة 12 والنصف مساء. لأن مستهلك هذه المنطقة الحارة لن يخرج إلا في آخر اليوم نظرا لحرارة الجو والعكس صحيح تقريبا في المناطق الباردة وأتمنى من كل صانع قرار أو مسؤول سواء كان في مجلس الشورى أو غيره أن يعلم أنه لا يمكن أن نحل مشكلة على حساب مشكلة أخرى أو خلق مشكلة جديدة في سبيل حل مشكلة ما لأننا بهذه الطريقة سوف ندور في دائرة مغلقة وسوف نخلق لأنفسنا المشاكل التي نحن في غنى عنها ثم إن الأسواق في الدول المجاورة الخليجية والعربية تظل إلى ساعات متأخرة من الليل وهو أمر أعتقد أنه يناسب ثقافة المستهلك السعودي والعربى بشكل عام. أما رجل الأعمال فهد سعود الطيار فيؤكد أنه رغم تقديرنا لما تقوم به الدولة في مجال التوطين والتأنيث إلا أن إصدار قرار أو قانون بدون الأخذ في الاعتبار كافة أطراف القضية وهم العاملين في القطاع الخاص والمستهلك وأصحاب المنشآت والتركيز فقط على جانب التوطين وترك جوانب آخرى لا تقل أهمية عن التوطين جوانب تؤثر في اقتصاد البلد وننسى أن المملكة تتمتع بسوق ذو قوة شرائية كبيرة لأن أغلب المواطنين يعتبرون هذه المولات مكان ليس فقط لشراء أغراضهم واحتياجاتهم بل مكان للتنزه وهذا شيء يمكن أن نلاحظه في الإجازات الأسبوعية وفي الأعياد وفي إجازة الصيف وجميعنا يلحظ ارتباط المهرجانات في المناسبات بهذه المولات والأسواق. وأخشى أن يؤثر مثل هذه النوعية من القرارات على المكانة الشرائية التى تتمتع بها المملكة في الخليج وأن يساهم بنقل المستهلك إلى دول مجاورة مثل الإمارات والبحرين والكويت التي تسعى لكسب المستهلك السعودي بدليل إننا نرى في الإجازة الأسبوعية والأعياد مدى تزايد أعداد السعوديين في مولات دبى والكويت ونرى أيضا كيف تبقى هذه المولات مفتوحة إلى ساعات متأخرة من الليل من أجل جذب المستهلك. أما الخبير الاقتصادى الدكتور وديع كابلي فيرى أن القرار إيجابي في مجلمه وذو نوايا طيبة وبالتأكيد هو عمل من أجل تشجيع أبنائنا وبناتنا على الانضمام إلى القطاع الخاص خاصة وأن هناك محلات تبقى لساعة متأخرة من الليل قد تصل إلى الساعة 12 والنصف مساء وهو شيء غير مقبول ولا يوجد في أي مكان آخر من العالم وإن كنت أيضا أتحفظ على إغلاق المحلات عند الساعة التاسعة لانه سوف يكون مبكرا جدا لو أخذنا في عين الاعتبار ان الساعة التاسعة سوف تكون بعد ساعة من صلاة العشاء وهو ما يعنى ان المستهلك سوف يكون في حالة ضغظ نفسي وسوف تتعرض المولات والاسواق الى ازدحام شديد إلا إذا كنا ننوي ان نجعل المحلات مفتوحة وقت الصلاة وهو شيء أعتقد أنه يصعب تحقيقه نظرا لحساسيته وإن كنت أتمنى بمن سوف يصدر هذا القرار أن لا ينس المقولة الشهيرة وهى لا إفراط ولا تفريط. ويتمنى رجل الاعمال سالم عبدالله بالخشر أن يتفهم الجميع المغزى والمعنى من هذا القرار الذي أعتبره أنا شخصيا قرارا إيجابيا يصب في مصلحة الوطن والمواطن وسوف يكون له آثار إيجابية على كافة الأصعدة الاقتصادية والأمنية وأيضا على مستوى توطين الشباب وتأنيث المحلات بالنسبة للنساء مما سيسهم بشكل إيجابي في حياة المواطن ويجعلها أكثر تنظميا وينظم الحياة الاقتصادية إلى جانب الآثار التربوية من حيث تربية أبنائنا الذين تعودوا للأسف على السهر وعلى أن تكون المولات والأسواق العامة هي أماكن السهر مثلما يحصل في بعض المناطق المملكة مثل المنطقة الشرقية الذي اعتبرها نموذج يحتذى به في دقة مواعيد فتح المحلات وإقفالها وأضاف اننا نسافر خارج المملكة وكلنا يشاهد متى تقفل المحلات والمولات حيث إنها لا تتجاوز ساعة عملها الساعة 6 و7 مساء وأعتقد أن القرار في مجمله هو قرار إيجابي وفي نفس السياق يصف كلا من خالد باحكيم وياسر بن طالب القرار بأنه سوف يؤثر عليهم كعاملين في القطاع الخاص لأنه سوف ينظم ساعات العمل الذى لاتنتهي في المحلات التجارية وسوف يعطي الفرصة أكثر للعاملين في القطاع الخاص من تنظيم حياتهم العائلية الذي أثر عليه كثيرا دوام القطاع الخاص المفتوح وأضافوا إنهم لا يرون ان الوقت سوف يكون ضيق على المستهلك لأن المحلات سوف تفتح مبكرا عند الساعة التاسعة وستستمر بعضها من التاسعة الى التاسعة بنظام الشفتات وهذا سيعطي الفرصة والوقت الكافي للمستهلك واضافوا من غير المعقول استمرار المحلات الى الساعة 12 مساء وفي رمضان الى 3 صباحا لمجرد تحقيق مكاسب مادية لصحاب المنشآت على حساب الحياة العائلية.